ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 03/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أفغانستان:

أمريكا وبريطانيا تريدان تسليم هلمند لمغتصبي الإطفال

بقلم غاريث بورتر*

وكالة رنتر بريس سيرفس

واشنطن, أغسطس (آي بي إس)

تهدف إستراتيجية الهجوم العسكري الأمريكي والبريطاني الضخم علي محافظة هملند الأفغانية، إلي القضاء علي عناصر طالبان فيها وتسليمها لقوات الجيش والشرطة الأفغانية، لتمكين القوات الأجنبية من الذهاب للقتال في مناطق "متمردة" أخري في أفغانستان.

لكن هذه الإستراتيجية تواجه مشكلة عويصة، ألا وهي أن قوات الشرطة في محافظة هلمند، المرتبطة إرتباطا وثيقا بأسياد الحرب المحليين، دأبت علي إرتكاب العديد من الإنتهاكات ضد السكان، بما في ذلك إغتصاب صغار الأطفال، حسب تأكيدات شيوخ القري لعدد من الضباط البريطانيين.

وبلغت حدة غضب الأهالي من تصرفات الشرطة الأفغانية وإنتهاكاتها وخروقاتها، حد أن حذر شيوخ قرية باباجي الواقعة شمال لسكغار غاه، أنهم سيدعمون طالبان للتخلص من الشرطة الأفغانية حال عودتها إلي المنطقة، وفقا لتقرير لمراسل وكالة رويترز بيتير غراف في 12 يوليو.

كما أفاد مراسلا وكالة اسوشيتيد برس، جيسون سترازوسو وديفيد غوتينفيلدر، اللذان رافقا القوات الأمريكية في شمال هملند، أفادا في 13 يوليو أن أهالي قرية أنياك يكنون الغضب والحنق من إنتهاكات قوات الشرطة.

وكتبا أنه بعد مرور مجرد ساعات علي وصول القوات الأمريكية إلي القرية، بدأت جماعات من الأهالي في الشكوي من أن الشرطة المحلية "مشكلة أكبر من طالبان".

هذا ولا تمثل الإعمال الفظة التي ترتكبها الشرطة الأفغانية ضد الأهالي المدنيين في هلمند أي مفاجأة للسفير الأمريكي السابق لدي أفغانستان (2005-2007) رون نيومان.

فقد صرح السفير لوكالة انتر بريس سيرفس أن مثل هذه الخروقات، بما فها إغتصاب صغار الأطفال، هي "جزء من مشكلة أكبر من (ممارسات) القمع والسحق" ضد الأهالي في أفغانستان.

وشرح السفير الأمريكي أن مشكلة الإنتهاكات التي ترتكبها قوات الشرطة الأفغانية ترجع إلي زمن تأسيس الشرطة الوطنية بعد الإطاحة بنظام طالبان في عام 2001.

وأفاد السفير بأن الشرطة الأفغانية لم تؤسسها قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بعناصر جديدة، وإنما "تم تشكيلها من قوات كانت تحارب طالبان في ذلك الحين".

وهكذا تشكلت قوات الشرطة في محافظة هلمند من ميليشيات تابعة لأسياد الحرب بقيادة القائد السابق بحركة مجاهدين شير محمد أخوندزاده، من قبيلة علي زاي، الذي سيطر علي المحافظة قبل هيمنة طالبان علي جنوب باشتون في 1994. وتولي شير محمد أخوندزاده منصب حاكم محافظة هلمند في 2002.

ويشار إلي أن غرائم قبيلة علي زاي هم من قبيلة إشاقزاي التي مارست نفوذا هاما في المحافظة في عهد طالبان، وفقا لأنطونيو جوستوزيفي كتابه "قرآن، كالاشنيكوف، وكمبيوتر محمول" الصادر هذا العام.

وشرح السفير الأمريكي الأسبق نيومان لوكالة انتر بريس سيرفس أن عودة شير محمد أخوندزاده إلي السلطة أتاحت لأسياد الحرب والميليشيات التابعة لهم الفرصة لإسنخدام قوات الشرطة للإنتقام من غرائمهم بقبيلة إشاقزاي.

وأضاف "في مثل هذه الظروف، لو كنت أنت الشرطي، فسوف تستولي علي أراضي الناس ونسائهم، وتسرقهم وتسلبهم، كجزء من نفس الحزمة".

هذا ولقد توقفت الإنتهاكات التي كانت ترتكب في عهد شير محمد أخوندزاده وميليشياته، للمرة الثانية عندما سيطرت طالبان علي مناطق عريضة من المحافظة في عام 2008.

إضافة إلي ما سبق، نقل جيروم ستاركي من جريدة "سكوتسمان"، أقوال صاحب متجر في مدينة لاشكار، قريبا من قيادة القوات البحرية الأمريكية والبريطانية شمال هلمند، في 16 من الشهر الجاري.

فأكد صاحب المتجر أن طالبان "كانوا جيدين بالنسبة لمعيشة عامة الشعب الأفغاني وللفقراء مثلي". وشرح أن "السبب هو أنه في عهد طالبان، كانوا يعاقبون المجرمين".

بيد أن القوات الأمريكية والبريطانية في محافظة هلمند تبدو غير معدة للتعامل مع الغضب الشعبي السائد من خروقات قوات الشرطة الأفغانية.

فقد أكد وليام بيلليتير، المتحدث بإسم الوحدة الثانية لكتيبة "مارينز" الأمريكية لوكالة انتر بريس سيرفس عبر البريد الإلكتروني، أنه "ليس لديه معلومات عن مزاعم سوء التصرف" من جانب الشرطة التي بلغت لضباط بريطانيين، رغم من أن مقر القيادة في هلمند قريب من قيادة القوات البريطانية الخاصة في المحافظة.

ولم يجيب المتحدث العسكري الأمريكي علي سؤال للوكالة حول تأكيدات الأهالي لضباط أمريكيين بشأن خروقات جارية في المنطقة الواقعة تحت مسئولية الولايات المتحدة في هلمند.

وبدوره، أجاب المتحدث بإسم القوات البريطانية الخاصة في هلمند، نيك ريتشاردسون، علي سؤال لوكالة انتر بريس سيرفس حول الإنتهاكات التي أطلع شيوخ القرية ضباط بريطانيين عليها. وقال المتحدث "نحن علي دراية بها".

لكن الناطق بإسم القوات الخاصة البريطانية رفض توضيح نوع الشكاوي المقدمة ضد الشرطة المحلية، وإن قال "لو كانت هناك (إنتهاكات)، فستتولي السلطات المخاصة التعامل معها"، شارحا أن المقصود بذلك هو سلسلة القيادة في الشرطة الوطنية الأفغانية.

لكن قيادة الشرطة الوطنية الأفغانية لا تكاد تملك أي سلطة علي الشرطة في محافظة هلمند. فمنذ منتصف عام 2007، إستطاعت هذا القيادة تعيين أربعة قادة شرطة فقط من أصل 13 إقليم في محافظة هلمند، وفقا لدراسة لمجموعة الأزمات الدولية.

أما الأقاليم التسعة الأخري، فقد كانت بوضوح تحت سيطرة محلية، ما يعني أن أخوندزاده إستطاع الإبقاء علي رجاله في مواقعهم في غالبية مناطق هلمند.

وعلي الرغم من أن دراسة مجموعة الأزمات الدولية في عام 2007 لم تحدد ما هي الأقاليم الأربعة التي تقع تحت سلطة قيادة الشرطة الوطنية الأفغانية، إلا أن الأقاليم التي تستهدفها العمليات العسكرية الأمريكية البريطانية، تعتبر بالغة الحساسية لأنها تشمل حقول الأفيون الرئيسية في المحافظة.

هذا ويحافظ أخوندزاده علي سلطته في هلمند، بسبب تحالفه السياسي الثابت مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أيضا.

فقد أجبرت ضغوط القوات البريطانية الرئيس كرزاي علي إقالة أخوندزاده من منصبه في يناير 2006، بعد أن عثرت فرقة بريطانية متخصصة في مكافحة المخدرات علي حوالي 10 أطنان من الهروين في منزل أخوندزاده.

ومع ذلك فقد حرص الرئيس الأفغاني علي ضمان ممارسة أخوندزاده لسيطرته الكاملة في هلمند، وأجبر المحافظ الذي حل محله محمد دواود، علي تعيين أمير محمد، شقيق أخوندزاده، كنائب له، ما أكد أن أخوندزاده يمارس السلطة الحقيقية.

إثر ذلك، شرع الرئيس كرزاي في تشكيل ما يسمي "الشرطة الأفغانية الوطنية المساعدة" التي تضم عناصر من جيش أخوندزاده الخاص وغيره من آسياد الحرب المكون من 500 جنديا.

وفي نهاية 2006، أقال كرزاري داود، وعين محله محافظا لهلمند مسنا ومريضا يصعب أن يرفض التعاون مع أخوندزاده.

وفي سبتمبر 2008، أشار الرئيس الأفغاني لنواب في برلمان بلاده أنه لكان قد أعاد أخوندزاده لمنصبه لولا أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون هدده بسحب القوات البربطانية من هلمند إذا ما فعل ذلك.

وأخيرا، يشار إلي أن محافظة هلمند هي مركز صناعة المخدرات الرئيسي في أفغانستان، التي تدر عائدات سنوية يقدرها مكتب الأمم المتحدة لشئون المخدرات والجريمة، بما يعادل ثلاثة مليارات دولار. ويتحكم سادة الحرب ومنهم أخوندزاده في جانب كبير منها لحماية عمليات أسياد قطاع المخدرات.

وفي هذا الشأن، صرح سفير الولايات المتحدة السابق لدي أفغانستان رون نيومان لوكالة انتر بريس سيرفس أنه يعتقد أنه ينبغي إبعاد قوات الشرطة عن تولي مسئوليات أمنية في المحافظة.

لكنه ليس من الواضح ما إذا كانت القوات البريطانية والأمريكية سوف تحول دون عودة نفس قوات الشرطة التي إرتكبت جرائم ضد الأهالي في محافظة هلمند. *غاريث بورتر مؤرخ وصحفي متخصص في سياسة الأمن القومي الأمريكية.

(آي بي إس / 2009)

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ