ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 18/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأزمة المالية العالمية:

لتتنحي مجموعة الثماني جانبا

بقلم عالمة الإقتصاد الأمريكية هازل هينديرسون*

لوكالة انتر بريس سيرفس

نيويورك, يوليو (آي بي إس)

يتوجب علي مجموعة 7 ومجموعة 8 ومجموعة 20 أن تتنحي جانبا أمام مقدم لاعب قوي جديد علي مسرح الأحداث الدولية، الا وهو مجموعة 192 التي تمثل كافة إقتصاديات العالم.

فتمثل مجموعة الثماني دول الصناعية الكبري -التي إجتمعت لتوها في مدينة لأكويلا الأيطالية في الفترة 8-10 يوليو الجاري- ما يزيد عن 65 في المائة من الناتج الإجمالي العالمي. لكنها تضم حفنة من الدول التي لا يتجاوز تعداد سكانها 14 في المائة من أهالي العالم.

أما مجموعة 192 فهي تمثل لأول مرة كافة إقتصاديات العالم، من شماله إلي جنوبه، ومن غربه إلي شرقه. هذه المجموعة التي تتعالي النخب المالية عليها، إجتمعت في نيويورك في مقر منظمة الأمم المتحدة في الفترة 24-26 يونيو. فتبادلت وجهات نظرها التي طال تجاهلها بشأن الأزمة المالية وتداعياتها علي التنمية.

ومهدت الكلمة الإفتتاحية التي ألقاها رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميغيل دسكوتو، لإستعراض شامل كامل للأوضاع من قبل الأسرة الدولية، ولحوار بين 192 دولة فاق في عمقه كل ما دار في قمم مجموعة 7 ومجموعة 8 مجتمعة.

فهناك تمكن المندوبون من الإفصاح عن النموذج الجديد الذي ينشأ علي حطام "وول ستريت" والكازينو العالمي الذي أسسه أصوليوا الأسواق.

هذا النموذج الجديد يقلل من شأن النواحي المالية ويعيدها وأصحابها معها، إلي مكانهم الحقيقي كوسطاء ومقدمي خدمات، لا كأسياد للقطاعات الإنتاجية الحقيقية. فينبغي أن يقتصر أي قطاع مالي فعال علي أقل من 10 في المائة من الناتج القومي الإجمالي للدولة.

هؤلاء الزعماء الجدد أعادوا صياغة إقتصادياتهم بإعتبارها منتج منبثق عن مجتمعاتهم وثقافاتهم، بكل ما ينطوي عليه ذلك من حكمة وقيم وثراء يتعدي حيازة المال، ومع صهر ثرواتهم الإيكولوجية والإجتماعية والثقافية مع رأس المال الإنساني الذي يمتلكه أهاليهم.

هذا ولقد لخص جوزيف سيتغليتز، رئيس لجنة الخبراء والأستاذ بجامعة كولومبيا، التوصيات الجوهرية التي توصلت إليها اللجنة كما يلي: إضفاء الطابع الديمقراطي علي كل من صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، عملة إحتياطي جديدة كبديل للدولار الأمريكي المتقلب، تنظيم أدق وأكثر صرامة لكافة قطاعات الأسواق المالية، وأجهزة لمراقبة المخاطر المفرطة.

كما إقترح الخبراء فرض ضريبة صغيرة جدا علي المداولات المالية بغية تقليص وقع التقلبات وتوفير الدخل لتمويل "إتفاق مونتيري 2002” وأهداف ألفية التنمية التي إعتمدتها الأمم المتحدة، خاصة خفض الفقر، التعليم، الرعاية الصحية، والمزيد من تمكين المرأة.

وإعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أي مجموعة 192،كل ما ورد في تقرير لجنة الخبراء هذا.

من الملفت للإنتباه وإن لم يكن للإستغراب، أن كبري وسائل الإعلام العالمية قد تجاهلت هذا الحدث التاريخي. كذلك أن يكون رؤساء كبري دول العالم، الولايات المتحدة وقادة دول مجموعة 20، قد إكتفوا بإيفاد موظفين غير رفيعي المستوي لحضور قمة 192 التي جاءت لتقضي علي هيمنتهم العولمية.

مجموعة 192 تحظي بمنصة عالمية للإفصاح عن إحباطها تجاه أصولية الإسواق النيوليرالية الأنغلو-ساكسونية التي إنطلقت من جامعة شيكاغو عبر الرئيس الأمريكي رونالد ريغان ورئيسة الوزارء البريطانية ماغاريت ثاتشر، والتي فرضت "الشروطية" القاسية وإزدواج المعايير من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

لقد تم الإقرار الآن بأن فرض كل هذه السياسات كان وما زال ظالما ومضرا، وبأنها أدت إلي إنهيار الإقتصاديات الآسيوية، ما نجحت دول كالصين وماليزيا في التخفيف من وطأته بفضل التمسك بسياساتها الوطنية الخاصة بها.

لقد صاغت مجموعة 192 رؤيتها للعبة عالمية جديدة، لتضع المال في خدمة الناس ولصالح مستقبل صحي ومستدام وعادل للجميع، ولتبصر فرصا هائلة في إنهيار الكازينو العالمي ومناخ الأزمة، لتغيير مجري الأحداث والإستمثار في بناء إقتصاديات أنظف في العالم.

كذلك فهي تعتمد علي مساندة 21 منظمة ووكالة تابعة للأمم المتحدة، يتزعمها برنامج البيئة، والبرنامج الإنمائي، ومنظمة العمل الدولية، الذين أطلقوا في العام الماضي "المبادرة الإقتصادية الخضراء والصفقة الجديدة الخضراء" لصالح العالم أجمع.

يضاف إلي ما سبق أن مجموعة 192 وفرت محفلا لمنظمات المتجمع المدني، التي طورت سياسياتها منذ عام 2000 في إطار المنتدي الإجتماعي العالمي، بفضل الآف الجماعات الأهلية الشعبية التي ساعدت في صياغة هذه الرؤية الجديدة.

العالم مستعد الآن لهذا الرؤية بل ويرحب بمقدم الزعماد الجدد لمجموعة 1992. 

ـــــــــــــــــــ

*Hazel Henderson مؤلفة Beyond Globalization, Ethical Markets: Growing the Green Economy والمشاركة في وضع Calvert Henderson Quality of Life Indicators (www.calvert-Henderson.com

(آي بي إس / 2009)

------------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ