ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 13/09/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

حرائر فلسطين في غياهب السجون...

آهات وآلام تكتمها جدران السجن ولا مغيث يداويها

تقرير: أسماء محسن

أسرانا 20/8/2011

في غياهب السجون حرائر أجبرن على العيش هناك, أخبأتهن الجدران الكاتمة على الظلم و الجراح, أمامهن عالم آخر سماءه سواد معتم نجومه ظلم دامس, أرضه ساحة ضيقة هواءه رائحة كريهة ..هو عالم آخر اختطفهن من أحضان عائلاتهن ومن شوارع بلداتهن, يتحفظ بهن في أقفاص قاسية جعلت حياتهن فصول من المعاناة تسطر قصص تبكي عليها العيون وصور لحرائر يكتمن الدموع يستصرخن مستنجدات وضيق الروح كالحجر اليابس على القلوب.

السطور التالية تحكي مقتطفات من فصول المعاناة تلك, ينقلها مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان:

آلام المرض

قد تشبه حياتهن بمسلسل من الرعب حلقاته كثيرة وعناوينها مختلفة, تعجز الألسن عن وصف حقيقتها من شدة صعوبة الحياة هناك, لاسيما أن المرأة أو الفتاة تختلف طبيعتها الفسيولوجية عن الرجل بحكم أنها أقل تحملاً لأي أذى يقع عليها سواء كان نفسياً أو جسدياً, ولكن طبيعة السجان الإسرائيلي التي لن تفرق ذكر عن أنثى أو كبير عن صغير تفننت بشتى أشكال أساليب التعذيب التي تكتمها جدران السجن.

 

العديد من الصور, ومقتطفات من حياة حرائر فلسطين في غياهب السجون حصل عليها مركز أحرار من خلال استماعه لشكاوي الأسيرات واستغاثاتهن التي لا مغيث لها والنداءات التي لا مجيب لها, حدثنا بها فؤاد الخفش مدير مركز أحرار والمعتقل اليوم في سجن مجدو مبتدئا حديثه عن الواقع الصحي الذي تعيشه الأسيرات في ظل انعدام الرعاية الطبية داخل أقسام السجن ومطالبهن التي تقابل باللامبالاة من قبل السجان, فالأمراض تجتاحهن وإدارة السجن تماطل في العلاج.

 

خلف الجدران التي تتحفظ بالأسيرات تعلو الآهات من آلام الأمراض الموجعة, وتضيق الصدور من قسوة الحياة في السجون المعتمة, وتتساقط الدموع عزة لنفوس لن تجد أحد في وقت هي بحاجة إلى الجميع, هكذا هو حالهن بسبب تردي الحالة الصحية لكثير من الأسيرات لاسيما أن منهن تجاوز عمر مكوثهن في السجن العشرة أعوام في ظل هذا الوضع, فالآلام طالت كل شيء من أجسادهن الرقيقة التي لن تتحملها أي أنثى بالعالم, ومن أكثر الآلام التي اشتكتها الأسيرات لمركز أحرار تتمثل في آلام الأسنان والظهر والمفاصل وغيرها الكثير.

 

تمر الأسيرات بالكثير من المواقف المحرجة التي تجعلهن يضطررن إلى السكوت, فكن قد طالبن مسبقاً بتخصيص طبيبة نسائية لعلاج الكثير من الأمراض الحساسة التي يشتكينها, ولكي يتمكن من مصارحتها بكل الآلام الحساسة الخاصة بهن, ولكن إدارة السجن رفضت مطلبهن وحالياً الذي يباشر بالعلاج هو طبيب الأمر الذي يجعلهن يخفين الأمراض الحساسة التي تؤلم أجسادهن.

 

وبحسب مركز أحرار فإن السجون تستغل الحالة الصحية الصعبة التي تعاني منها الأسيرات في كسر معنوياتهن وتدمير الجانب النفسي لهن, فكل مرة تخلق أساليب جديدة في التعامل معهن ومن أبرز تلك المواقف حينما تضطر الأسيرة إلى إجراء فحوصات طبية في مستشفى السجن فتقدم طلب لموافقة إدارة السجن على ذهابها, ولكن الرد على طلبها يستغرق وقت طويل وكثيراً ما يكون الرد بالمنع ، وفي حال وافقت على ذلك تذهب الأسيرة للمستشفى ونتيجة التأخير المتعمد في نقليات البوسطات تكون قد وصلت والموعد المحدد لها قد ذهب وتعود أدراجها خائبة إلى القسم دون أن تحصل على ما تريده .

طعام قذر

ولنوعية الطعام والبيئة التي تقاومها الحرائر خلف السجون حكاية أخرى أمام سجان يستمتع بتعذيبهن, حيث تشتكي الأسيرات من سوء الوجبات التي تقدم لهن والتي يقوم بطهيها السجناء الإسرائيليين المدنيين على خلفيات جنائية وبذلك تفتقر إلى النظافة, تقول إحدى الأسيرات عبر حديثها لأحرار:" كثيراً ما تصلنا الوجبات بشكلها المقزز والشوائب الموجودة بها كالشعر وأعقاب السجائر مما يتحتم علينا إرجاع الوجبه, ودائماً نرفع شكاوي على ذلك ولكن لا مجيب فنبقى على هذا الحال", مضيفة:" كما أن الوجبات تحتوي على نسبة عالية من التوابل والتي لا تتقبلها المعدة فنضطر إلى إرجاع الوجبه ونعتمد على وجبتي الإفطار والعشاء كونها تحتوي على أطعمة مغلفة".

 

وتفتقر السجون التي تعيشها الأسيرات إلى كل مقومات البيئة النظيفة رغم المحاولات الدائمة في التنظيف بسبب تعمد إدارة السجن في وضع شبكة الصرف الصحي تحت أرضية غرف القسم والتي تخرج منها الروائح الكريهة التي لا تطيقها حاسة الشم, عدا عن وجود الحشرات والفئران والزواحف التي ترعب الأسيرات, ناهيك عن الأعراض جانبية منها حكة الجلد أو البثور الجلدية ووجع الرأس الدائم وتقلبات المعدة بسبب تلك الروائح.

الشمس ممنوعة

كثيرة هي فصول المعاناة أمام الأسيرات التي كلها حرمان وصعوبة الحال, حتى أن أشعة الشمس يكاد السجان يمنعها من الدخول إلى الأسيرات بسبب إغلاق نوافذ الغرف بالصاج الحديدي وترك فتحة بسيطة لا تمكن الشمس من الدخول لتبديد الرطوبة, فتشتكي الأسيرات ارتفاع درجة الحرارة صيفا وبرودتها شتاءً ولا يزلن على هذا الحال ولا مجيب لكل محاولاتهن في حل تلك المشكلة.

 

لن تتوقف المعاناة هنا, فالأسيرة الفلسطينية تقاوم وتواصل جهادها بطعم مر ووجع مؤلم وحياة تنعدم فيها الرحمة, يتطرق الخفش في حديثه إلى رحلة البوسطات التي تنقل بها الحرائر من سجن لآخر ومن تحقيق لآخر, فالجندي يستغل وضع الأسيرة على أنها ضعيفة لا تتقن أو لا تتحدث العبرية فيدعوها للتفتيش العاري عن طريق المجندات برفقة الصراخ الدائم عليها, ناهيك عن إرفاق كلب بوليسي في ذات البوسطة أو إرفاق أسيرات جنائيات إسرائيليات إلى جانبها مما يجعل الأسيرة بوضع نفسي سيء.

 

أما زنازين المحاكم التي تمكث بها الأسيرة بداية التحقيق معها فلها طعم آخر من القسوة واللاإنسانية, حيث تحدثت أسيرات عن رحلة الجحيم التي تفتقر إلى كل معاني الرحمة هناك فتصلب الأسيرة في حرارة الصيف وبرودة الشتاء نهاراً ثم يتم إرسالها للمبيت في سجن آخر لتعامل على أنها أسيرة جديدة وتتعرض للتفتيش من جديد ووضعها في زنزين قذرة تحتوي على فرش قذر نام عليه قبلها جنائيين حاملين أمراض جلدية مختلفة.

 

ينوه مدير مركز أحرار إلى أن البوسطة هي وسيلة النقل الخاصة بالأسرى وتعمل على مدار الأسبوع وقد تستغرق رحلة البوسطة ثلاثة أيام تخرج فيها الأسيرة من سجنها وهي تتنقل بهذه المركبة السيئة من سجن إلى آخر وهذه البوسطة والتي من يراها من الخارج يخدع بجمالها ولكن من الداخل ما هي إلا عبارة عن صناديق حديدية توضع كل أسيرة بداخل أحد الصناديق وأحيانا يوضع أكثر من أسيرة عدا عن كونها حارة صيفا وباردة شتاءا لزيادة عذاب الأسيرات خلال رحلة التنقلات .

التفتيش والبكاء المخفي

طعم الاستقرار مفقود حتى داخل غرف الأسيرات, إلى جانب عدم احترام خصوصياتهن, فإجراءات التفتيش اليومي باتت كابوس مزعج أرهق كاهلن فيصنع أجواء التوتر والحزن والضيق عند الأسيرات, فتقف الأسيرة مكتوفة الأيدي أمام ذلك المشهد اليومي لا تدري ماذا تفعل, حالها لا حول له ولا قوة.

 

تمر الأسيرة الفلسطينية بمواقف حرجة تجعلها تبكي بدون دموع خاصة حينما يتم تفتيشها جسدياً عن طريق المجندات, فتحبس الأسيرة دمعاتها لحين خروج القوة واغلاق السجن عليها لتبكي وبشدة خلف تلك الجدران المعتمة محاولة أن تخفف الأحزان التي تتكدس في قلبها, يقول الخفش :" الأسيرة الفلسطينية تربت على الحياء ولا تحب كشف جسدها إلا لمحارمها ولكنه يظهر عنوة أمام السجانات اللاتي لن يحترمن خصوصيتها فيوصف جسدها أمام السجانين".

 

ولا تزال الصرخات تعلو داخل السجون تخرج من حناجر حرائر فلسطين تبحث عن مغيث ينقذها من بحر الظلم الذي يغمرها.

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ