ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 26/07/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

«الشرق الأوسط» تنقل مشاهدات معارض سوري 

لمخيمات اللاجئين بتركيا

قال إن المهجرين لم يتخيلوا أن يتحول نظام بشار الأسد إلى قاتل ومهجر لشعبه مثل شارون وما فعله بالفلسطينيين

أربيل: شيرزاد شيخاني

25/7/2011

الهروب من الوطن واللجوء إلى أوطان أخرى ليس أمرا سهلا قبوله على من يعشق وطنه، ويتطلع إلى رفعته وعزته، ويناضل في سبيل حريته، ولكن للحرية دائما ثمن، والثمن في الوطن السوري يدفعه الجميع اليوم، فالنظام الحاكم الذي لطخ أياديه بدماء السوريين منذ أول انطلاقة للمظاهرات الاحتجاجية السلمية، لم يسلم نفسه حتى من ملاحقة الأطفال والنساء والشيوخ عبر البوادي والجبال، في إجراء تعسفي لا تقدم عليه إلا الأنظمة القمعية التي لا تحترم القيم الإنسانية، ولعل أبناء الشعب السوري محظوظون، على الرغم من أن بعضهم يعيش في ظروف سيئة في مخيمات اللجوء ويقتله الحنين للوطن، لأن العراقيين، وخصوصا الشعب الكردي ذاق أفظع من ذلك على يد النظام البعثي العراقي عام 1991، حين فر مليونا مواطن كردي إلى الجبال لينتقلوا منها إلى إيران وتركيا؛ هربا من ملاحقة قوات الحرس الجمهوري الصدامي، وها هو السيناريو البعثي يتكرر مرة أخرى بالنسبة للشعب السوري، الذي فر الآلاف منهم هربا من قوات الحرس الجمهوري الأسدي، إلى مخيمات وضيعة في الجانب التركي.

استغل المعارض الكردي السوري صلاح الدين بلال، الذي دعي إلى مؤتمر إسطنبول مؤخرا، فرصة وجوده في تركيا ليشد رحاله نحو مخيمات اللجوء، وينقل لنا من هناك بعض المشاهد المؤثرة للسوريين الهاربين من قمع النظام، ويستهل حديثة لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «في الطريق إلى مخيمات الكرامة لم تكن المسافة التي ستقطعها الطائرة التي أقلعت من مطار دوسلدورف الألماني إلى مطار إسطنبول، ومن ثم هاتيه التركي بقصيرة، ولم تكن رحلتي هذه تحمل طعم وهواجس المسافات السابقة، التي قطعتها من قبل وأنا أتجول بين عواصم العالم؛ لألتقي بسوريين معارضين لنظام بشار الأسد. وجهتي هي لقاء السوريين الذين أصبحوا في عهد الأسد الابن لاجئين في المخيمات على الحدود السورية التركية، بعد أن اجتاحت مجموعات من الشبيحة وقوات الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري، التي يشرف عليها ماهر الأسد، مدن جسر الشغور وجبل الزاوية في محافظة إدلب (شمال سوريا)، وأحالتها أطلالا مهجورة من البشر وحتى الحيوانات، فكل شيء يتحرك على الأرض أصبح هدفا للقناصين وطلقات الرصاص الحي وقذائف الدبابات، والموت حصد المئات من أهالي المنطقة التي خرجت لمجرد التعبير عن رأيها في التغيير، ولكن أهالي جبل الزاوية وجسر الشغور، لم يتصوروا أن مواجهة النظام بحناجرهم سيلقى كل هذا الموت وآلاف الطلقات من الرصاص الحي والقنص، التي لم يفلت منها أحد، لا الطفل ولا الشيخ ولا امرأة، وحتى الأبقار والأغنام أصبحت هدفا للموت، فربما هي أيضا قد تعلن العصيان على نظام الأسد».

ويستطرد: «بعد أحداث جسر الشغور وجبل الزاوية، والقمع الوحشي لقوات الأسد، وتنفيذها لسياسة القتل على أساس طائفي، هرب الآلاف باتجاه الحدود التركية ناجين بأرواحهم، ولم يكن الأتراك مجهزين لاستقبال أفواج اللاجئين بمثل هذه الأعداد الكبيرة، فلم يتخيلوا أن يتحول نظام بشار الأسد إلى قاتل ومهجر لشعبه مثل شارون وما فعله بالفلسطينيين. الأتراك، مع وصول المئات يوميا إلى الأراضي التركية، شكلوا خلية أزمة لمعالجة الوضع الإنساني المؤلم، وتأمين الطعام والمأوى والحليب لمئات الأطفال، الذين ناموا في العراء والتحفوا السماء وافترشوا الأرض لأيام، وهم في طريق الهروب من رجال الأسد، الذين أخذوا الأوامر ليس بالقتل فقط، بل باغتصاب النساء، وهذا ما حمل الآلاف على الهرب بعد سماع قصص لم يكن يتخيلها بشر ولا يتحملها حجر».

ويصور المعارض السوري أوضاع المعسكرات قائلا: «اليوم هناك عدة معسكرات موزعة على القرب من الحدود التركية في منطقة إنطاكية، تضم أكثر من 13.500 لاجئ من سوريا ينتشرون على معسكر يلدا 1 ويلدا 2، بالقرب من مدينة إنطاكية ذات الأكثرية العربية والتابعين للمذهب العلوي، بينما تقع معسكرات أخرى بالقرب من قرية بخشين وريحانية والتانوز ذات الغالبية من العرب السنة، بالإضافة إلى معسكر جديد فارغ إلى الآن بالقرب من قرية بخشين، يستوعب أكثر من ثلاثة آلاف شخص، ومجهز بكل شيء من مخيمات، وطرق، وكهرباء، وعيادات إسعاف لاستقبال أي طارئ. وحسبما روى لي بعض السكان فإنهم تعرضوا إلى بعض المعاناة في الأيام الأولى، وبعض الفوضى في التنظيم والإدارة، وبعد معاناة جهزت السلطات التركية المخيمات بكل التجهيزات، وتم إنشاء ملاعب للأطفال بداخلها، وعيادات للقيام ببعض العمليات الجراحية السريعة، ويشرف الجيش على حراسة المخيمات بشكل مباشر، خاصة بعد إلقاء القبض على بعض المندسين والجواسيس الذين أرسلهم النظام السوري، وعدد آخر من العناصر التابعة للمخابرات السورية لها أهداف محددة بتصفية بعض الشخصيات، وخاصة ضباط الجيش المنشقين.

أهالي المخيمات الذين بلغ عددهم أكثر من اثني عشر ألفا، رجع منهم في الأيام السابقة نحو ثلاثة آلاف شخص، مجملهم من أصحاب المزارع والأملاك والمحلات، ويقول البعض من سكان المخيم إن الكثير من الذين رجعوا تعرضوا للتحقيق، وبعضهم اختفى ولم يعرف مصيره لحد الآن».

ويصف بلال سكان المخيم بالقول: «الكثير من أهالي المخيمات هم أناس بسطاء وغير مسيسين، وليس لهم قائد أو من يوجههم، لذا فقد اعتقد البعض منهم أن عملية النزوح ستكون لأيام معدودة وسيرجعون لبيوتهم، لكن الأوضاع لا تبشر بذلك، مما أثار بعض الشكاوى من اللاجئين حول دور المعارضة السورية، وما تمخض عن مؤتمرات أنطاليا وبروكسل، وآخرها إسطنبول، التي لم ترض أهالي المخيمات نظرا لكثرة الخلافات التي ظهرت على سطح هذه المؤتمرات، فما يأمله أهالي المخيمات هو تحرك المعارضة السورية أكثر من ذلك على الساحة الخارجية؛ لتأمين منطقة آمنة داخل سوريا تسمح لأهالي المنطقة بالعيش بأمان داخل وطنهم، وتحول دون تحولهم إلى لاجئين دائمين. فهناك الكثير من سكان المخيمات، وخاصة الشباب، يفضلون الرجوع إلى داخل سوريا والموت هناك، على حمل اسم لاجئ، ويفكر الكثير منهم في الانضمام إلى لجان التنسيقيات الثورية والعمل تحت إمرتهم، بعد أن خذلتهم المعارضة والأسماء التقليدية في نصرتهم ودعمهم، وتحريك المجتمع الدولي والعربي لإيقاف جرائم النظام السوري ضد المدنيين، التي ارتفعت وتيرتها هذه الأيام، وخاصة انتقال الصراع بين الشارع السوري الطامح إلى التغيير الديمقراطي السلمي، إلى اقتتال أهلي بين سكان المناطق التي تضم أطيافا مختلفة من السنة والعلويين، يعمل النظام على التبشير بها وتنفيذها على الأرض، وخاصة بعد ورود أخبار من منطقة الرمل الساحلي في اللاذقية، وتوجيه نداء من ضباط الجيش للأهالي المحاصرين هناك عن طريق مكبرات الصوت بقولهم: «سنصفي كل السنة ليصبحوا عبرة لجميع أهل سوريا».

ويختم المعارض السوري مشاهداته بالقول: «سكان مخيمات اللاجئين السوريين يعيشون تجربة لم يدركوا يوما أنهم سيخوضونها بأنفسهم، بعد أن استقبلوا لاجئي فلسطين والعراق ولبنان، وأنه سيأتي يوم يصبحون هم فيه لاجئين، مع الفارق بأن أولئك اللاجئين الذين احتضنهم الشعب السوري كانوا ضحايا لجيوش أجنبية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، واليوم هم ضحايا لجيش وحاكم وطني».

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ