ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 20/07/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ألمانيا -

 مطالبة الكنيسة السورية بدور بالمطالبين بالحرية

هيثم عياش

برلين ‏19‏/07‏/11

يعتقد مراقبو تطورات الاوضاع السياسية حاليا في سوريا التي تكمن بالاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالحريات العامة وتطالب ايضا رئيس سوريا بشار اسد بالتنحي عن منصبه ومطالبة حزب البعث المساهمة بأن يكون حزبا مثل بقية الاحزاب السياسية سواء كانت الممنوعة والمسموح بها والكف عن ابراز عضلاته واصراره ان يكون الحزب الحاكم اذ ان الحريات العامة تعني مشاركة جميع الاحزاب في الحياة السياسية ، التزام الكنيسة السورية وأكثر نصارى تلك الدولة الصمت وعدم المبادرة بمشاركة علماء المسلمين وغالبية الشعب  من اهل السنة والجماعة  بالاحتجاجات الشعبية . صحيح ان هناك شخصيات سياسية مسيحية مثل انور البني وميشيل كيلو يعتبرون من رموز المعارضة السورية عانوا الامرين من عنف النظام السوري الا أن زعماء الكنيسة يؤكدون تضامنهم مع النظام السوري مثل تضامن نصارى مصر اثناء انتفاضة الشعب المصري مع رئيس تلك الدول السابق حسني مبارك اذ حث زعماء الاقباط ابناء جلدتهم بدعم مبارك ونظامه محذرين من استلام الاسلاميين الحكم في مصر .

ويرى خبير الشئون السورية من جامعة هومبولدت البرلينية مانفريد رايتر  من خلال ندوة دعت اليها الجامعة مساء يوم من الاثنين 18 تموز /يوليو الحالي انه بالرغم من وقوف الكنيسة السورية وراء رئيس سوريا بشار اسد لا يعتبر تمثيلا لكل نصارى سوريا بالعكس فان اكثر نصارى تلك الدولة يقفون مع مطالب الشعب السوري فالنصارى في سوريا قاموا بدور بارز في صناعة تاريخ تلك الدولة الحديث ، صحيح ان مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق كان نصرانيا من اهالي حي الميدان الدمشقي ، الحي الذي كان اول من بادر بالانتفاضة ضد النظام السوري ، الا انه ان عروبيا قحا فهو قد اطلق على اكبر ابناءه اسم محمد  بالرغم أن عفلق ورفاقه كانوا وراء ماساة الشعب السوري ومأساة الكثير من الدول العربية وخاصة العراق واليمن من خلال نشرهم وفرضهم لمبادئ  حزبهم التي كادت ان تهلك الحرث والنسل ، ولا أحد ينسى ان أول رئيس لوزراء سوريا بعيد الاستقلال كان فارس الخوري وهو من النصارى بالرغم من تضارب حقيقة الانباء التي تشير الى  اعتناقه الاسلام ، وعدم تشجيع الكنيسة اتباعها على مشاركتهم بالانتفاضة الشعبية يعود الى خشية انتقام السلطات السورية من النصارى واشعال نار فتنة بين المسلمين والمسيحيين بعد محاولتها اشعال فتنة بين المسلمين والعلويين في تلك الدولة  فآراء أسقف مدينة دمشق الياس تابت الذي اشار بمقابلة مع وكالة الانباء الايطالية قبل ايام بأن القائمين وراء الانتفاضة في سوريا الوهابيون / السلفيون / الذين يتقاضون رواتب ودعم مالي ومعنوي من السعودية وقطر كما ان آراء اسقف مدينة حلب انطونيو عودو الذي اشار هو الآخر الى صحيفة منظمة  / مساعدات للكنيسة التي تعيش في خطر /  الالمانية التي تتخذ من منطقة كونيغشتاين بولاية هيسين مقرا لها بان المتعصبين يريدون اقامة امارات اسلامية في بلاده  وان هدفهم بارساء الحريات العامة في سوريا غير صحيح انما هدفهم الرئيسي الاستيلاء على منابع النفط وتسليمها الى السعودية  والامريكان وبالتالي القضاء على الدول العربية من خلال التفريق بينهم مؤكدا ان 80 في المائة من الشعب اسوري يقفون وراء بشار أسد ، وأن هذه الآراء ناجمة عن قلق النصارى لمستقبل سوريا ما بعد بشار اسد وحزب البعث .

الا أن احد الصحافيين المسلمين وصف آراء الاسقفين المذكورين بالببغاء التي تردد ما تسمعه اذ ان السعودية اكثر دول منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي حرصا على استقرار منطقة الشرق الاوسط برمتها والعالم باسره ، وما تتناقله اوساط الاعلام السورية حول قيام امارات اسلامية في سوريا شبيهة بأقاويل زعيم ليبيا معمر القذافي الذي اشار اثناء بداية انتفاضة الشعب الليبي ضده بأن المنتفضين حثالة من الناس وشرذمة فليلة ساهمت بتأسيس امرات اسلامية سلفية سعودية في مصراته وغيرها .

وانتقدت  خبيرة شئون سوريا من المعهد الالماني للسياسة الدولية الاستراتيجية من جامعة مدينة فرانكفورت هانس كلاوديا مينديه هذه آراء الاسقفين وتلك الآراء التي تشير بأن رئيس سوريا الراحل حافظ اسد ومن بعده نجله بشار ساهما بدعم النصارى في سوريا من أجل دعم سياسته مؤكدا بأن نصارى تلك الدولة ساهموا ببناء سوريا وانهم اكثر نصارى البلاد العربية اندماجا مع مسلمي سوريا فمن الصعب ان يلمس المرء عداء خفيا بين المسلمين والمسيحيين فالتقاليد هذه جاء من منابع اسلامية صافية فالنصارى كانوا منذ عهد الدولة الاموية مشاركين في ادارة بلاد الشام وغيرها ولا يوجد اي فوارق في المعاملة وذلك من خلال تأكيد الآية الكريمة في القرآن الكريم بأنه / لا اكراه في الدين / .

الا أن رئيس قسم حقوق الانسان في المنظمة الكاثوليكية للمساعدات الانسانية في مدينة آخن / جنوب غرب / اوتمار اورينغ انتقد نصارى سوريا  مشيرا  بأن النظام السوري اشترى نصارى تلك الدولة  من اجل دعم سياسته ومصالحه واصفا المسيحيين السوريين بالجبناء اذ ان سقوط الالاف من المسلمين  قتلى من اجل الحرية وحرية المسيحيين وصمت المسيحيين وعدم دعمهم لانتفاضة ابناء شعبهم امر مخزي ، مؤكدا الى ضرورة مشاركتهم في انتفاضة الشعب السوري وانه لا خوف عليهم من أن يؤدي التغيير في بلادهم  الى ملاحقتهم واضطهادهم مثل  معاناة نصارى العراق مشيرا بأن المسلمين في سوريا هم اكثر من يحافظ على حياة المسيحيين في بلادهم لانهم على وعي تام بما يجري .

وأعرب مشاركو تلك الندوة التحام الشعب السوري مع بعضه البعض لمواجهة تحديات نظام شرس وانهاء حكم الجيش وارساء الحريات العامة في بلادهم من اجل العيش بحياة حرة شريفة على حد أقوالهم . 

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ