ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 01/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

رئيس الحركة العالمية للقضاء على الأسلحة النووية

النووي، أبشع سلاح إرهابي سواء في يد زعيم 

عصابة أو رئيس دولة

بقلم ديفيد كريغر*

وكالة انتر بريس سيرفس

سانتا باربرا, فبراير (آي بي إس)

الأسلحة النووية هي أبشع أسلحة الإرهاب، سواء أكانت في يد منظمة إرهابية أو زعيم دولة، فهي أسلحة إبادة جماعية تفتك بالرجال والنساء والأطفال. ومع ذلك، فيخشي معظم الناس إحتمال وقوع الأسلحة الذرية في أيدي منظمات إرهابية دون التفكير في أنها أسلحة إرهابية في حد ذاتها وبغض النظر عن من يملكها.

 

فما الذي يجعل الأسلحة النووية مقبولة لدى الكثير من الناس علي الرغم من طبيعتها الإرهابية وقدرتها على تدمير الحضارة؟ ما الذي يجعلهم يشعرون بالرضا عن القدرة علي مواجهة التهديدات النووية؟.

 

يضرب قبول الأسلحة النووية جذوره في نظرية الردع النووي، وهي التي يزعم أنصارها أنها حافظت -وستحافظ- علي السلام.

 

لكن هذه النظرية تنطلق من العديد من الافتراضات بشأن السلوك البشري. فهي تفترض، على سبيل المثال، أن القادة السياسيين والعسكريين يتسمون بالعقلانية. لكنه من الواضح أن ليس كل هؤلاء القادة يتصرفون بعقلانية، في كل الاوقات، وفي كافة الظروف.

 

كما تتطلب نظرية الردع هذه اتصالات واضحة ومساعي إقناع قادة المعارضة بخطر الأسلحة النووية، وذلك لشن عمليات إنتقامية. لكنه من المعروف أن الاتصالات ليست دائما واضحة، وأن التصورات الخاطئة قادرة علي صياغة القناعات.

 

نظرية الردع النووي هي نظرية جنونية ومجنونة، إذ تتضمن قيام زعيم دولة مسلحة نوويا، في سعيه وراء كسب المصداقية، بالتصرف بصورة مريضة لحمل قادة المعارضة علي الاعتقاد بأنه سوف يستخدم هذه الأسلحة بالفعل.

 

وهكذا، فإن الجنون -أو على الأقل إنطباع الجنون- يستند إلي النظام في حد ذاته. فهل يمكن لأي شخص أن يشكك في أن التهديد بخطر "التدمير المتبادل المؤكد" (Mutually Assured Destruction) وإسمه المختصر (MAD)، هو تهديد جنوني ومريض حقا؟.

 

كذلك فيتطلب شن عمليات انتقامية أن تكون هناك أراضي متاحة الهجوم عليها. ومن ثم فإذا حصلت منظمة ارهابية علي سلاح نووي، فلن يكون من الممكن ردعها عن طريق التهديد بشن عمليات انتقامية نووية ضدها.

 

ينبغي عدم السماح مطلقا بأن تمتلك الدول أسلحة نووية. وهذا لا يقتصر علي الدول الساعية إلى تطوير الترسانات النووية فحسب، وإنما علي جميع الدول بدون إستثناء، بداية بتلك التي تحوزها بالفعل.

 

فالواقع هو أن الترسانات النووية الموجودة قد تستخدم بسبب خطأ في التقدير أو حوادث أو نية في إستخدامها. وطالما تمتلك الدول أسلحة نووية وتشييد قاعدة أمنها عليها، فسيكون هناك دائما حافزا لانتشارها.

 

ومن ثم، أصبح من الصعب للغاية فهم مثل هذا الرضا العريض عن الأسلحة الذرية. فصحيح أن معظم الناس على بينة من قدرة الدمار الهائل الذي تسببه الأسلحة النووية، لكنهم ربما يشعرون بالاطمئنان للقول القائل بأنها لم تستخدم منذ عام 1945.

 

الأسلحة، في حد ذاتها، غير عقلانية. وقد يشعر الناس بالعجز عن التأثير في السياسة النووية، ويتركوها بالتالي في أيدي الخبراء وصانعي السياسات. وهذا أمر مؤسف، لأن الدول النووية سوف تواصل الإعتماد علي التهديد بها، مالم تطالب أعداد كبيرة من الناس بضرورة القضاء على الأسلحة النووية.

 

معاهدة "ستارت" الجديدة بين الولايات المتحدة وروسيا هي خطوة متواضعة إلى الأمام، فهي تخفض عدد الأسلحة النووية الاستراتيجية، من كل من طرفيها، إلى 1،550 وعدد من وسائل إطلاقها إلى 700.

 

وربما تكمن القيمة الكبري لهذه المعاهدة في إتاحة عمليات التفتيش، من كل من طرفيها علي الطرف الآخر، علي ترسانتهما النووية. لكن هذه الخطوات توفر مجرد تقدم ضئيل. ومن ثم، فتنادي مؤسسة عصر السلام النووي ونحن بالخطوات التالية:

 

-الحد من عدد الأسلحة النووية الاستراتيجية والتكتيكية والاحتياطي لتحت 1000 على كل جانب؛

 

-التعهد الملزم بعدم البدء باستخدام الأسلحة النووية، وكذلك بعد إستخدامها علي الإطلاق وفي أي ظرف من الظروف، ضد الدول غير الحائزة للأسلحة النووية؛

 

-وقف حالة الإنذار بحيث لا يمكن إستخدام الأسلحة النووية بطريق الصدفة أو سوء التقدير في نوبة من الغضب؛

 

-وضع قيود على أنظمة الدفاع الصاروخي وحظر أسلحة الفضاء؛

 

- بدأ المفاوضات المتعددة الأطراف لوضع اتفاقية أسلحة نووية من شأنها حظر جميع الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم، بطريقة يمكن التحقق منها على مراحل، ولا رجعة فيها، وبصورة شفافة.

 

من شأن هذه الخطوات أن تقدم مؤشرات على وقف التهديد الفاجر وغير الشرعي والجبان باستخدام الأسلحة النووية.

 

يمكننا أن نفعل أفضل من ذلك للخروج من حالة الجمود ومراعاة لقدسية الحياة والأجيال المقبلة. يمكننا القضاء على الأسلحة النووية التي تهدد الحضارة وبقاء الجنس البشري، ويمكننا ان ننطلق من نقطة الصفر.

هذا هو التحدي الأكبر في عصرنا، تحد لابد ان نرد عليه بالمشاركة والمثابرة.

___________

*ديفيد كريجر، رئيس مؤسسة عصر السلم النوويwww.wagingpeace.org وزعيم في الحركة العالمية للقضاء على الاسلحة النووية.

(آي بي إس / 2011)

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ