ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  15/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

مناقشات حول حقوق الإنسان والإسلام الأوروبي

هيثم عياش - ألمانيا

برلين / ‏‏14‏/04‏/09 رأى خبراء شئون السياسة الاسلامية في اوروبا ضرورة قبول الاوروبيين بالاسلام كواقع ملموس في الحياة الاجتماعية والسياسية في دول الاتحاد الاوروبي وعموم القارة الاوربية فالاسلام لا يعتبر دينا جديدا في هذه القارة بل يعود وجوده منذ ظهوره وترك بصماته واضحة  في تاريخ الحياة الاجتماعية والحضارية في اوروبا ، فبالرغم من محاولات طمس حضارته في صقلية بعيد انتهاء حكم عائلة الـ /هوهشتاوفين / لاوروبا في عصر ما بعد الحروب الصليبية الا ان من يقم بزيارة صقلية لا بد أن يرى أثر الحضارة الاسلامية فيها وكذلك الحال في اسبانيا وفرنسا وجنوب غرب المانيا .

وأوضح رئيس وزراء ايطاليا السابق جيليانو أماتو بندوة دعا اليها معهد حقوق الانسان الالماني يومي الجمعة والسبت من 10 و 11 نيسان/ابريل الحالي في منطقة / بلاو أم سي/ التي يصل بعدها عن برلين الى حوالي 150 كلم ناقش هؤلاء الخبراء من خلالها قضية مؤتمر العنصرية وحقوق الانسان والاسلام الذي من المقرر أن يعقد في جنيف في وقت لاحق من الشهر الجاري وتهديد الاتحاد الاروبي بمقاطعته اذا لم تحذف منه قرارات تتهم الكيان الصهيوني بالعنصرية والاوربيين بمعاداتهم للمسلمين بعيد حوادث 11 سبتمبر من عام 2001 ومناقشة  كتاب وضعته الصحافية النمساوية / التي تعيش في المانيا / ورئيسة مبرة الحوار مع المجتمع المدني نينا تسو فورستينبيرج ويحمل عنوان / من يخاف من طارق رمضان/ ان حقوق الانسان قد ازداد  امتهانها بشكل مخيف منذ حوادث سبتمبر من عام 2001 هذه الامتهانات أساءت للاوروبيين الذين يطالبون بعض حكومات العالم وخاصة منطقة الشرق الاوسط باحترام الانسان والمحافظة على حريته واقامة المجتمع المدني ومطالبهم هذه لم تعد موضع الاحترام والاصغاء اليها من قبل حكومات هذه الدول اضافة الى عدم الثقة من شعوبها بمصداقية الاوروبيين تجاه احترامهم للحريات العامة فعمليات الاختطاف والتصفية التي طالت شخصيات اسلامية  وغض البصر عن السجون السرية للمخابرات الامريكية في اوروبا تعتبر ند للجبين وخرق  لأسس المحافظة على حقوق الانسان  التي قام عليها الاتحاد الاروبي التي تمنع هذه الاعمال . وأضاف أماتو أن الصهيونية التي كانت حتى بدء عام 1990 نوع من انواع العنصرية واستطاع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الأب / حذفها من قوانين الامم المتحدة وراء ازدياد شعور الشعوب الاسلامية بأن الغرب معاد لهم وربما تكون وقائع حوادث سبتمبر 2001 ناجمة عن هذا الشعور ، وعلى الاوربيين مشاركتهم في مؤتمر جنيف لدحض الشبهات عنهم وعدم مشاركتهم دليل واضح على عنصريتهم . ورأى رئيس معهد حقوق الانسان الالماني / ومقره برلين / هاينر بيليفلد  بأن الحوار أحد الأسس الاساسية لإقرار حقوق الانسان ونبذ العنف وأخطأ الاوروبيون بعدم محاورتهم لاولئك الشخصيات التي تحمل فكرا يدعو الى العنف ولا تعتبر العنصرية بجديدة في تاريخنا الانساني اذ هي موجودة منذ بدء الخليقة واستطاعت الاديان السماوية وخاصة الاسلام القضاء عليها الا ان بذورها تستطيع النبات بشكل سهل . وأعلن احد الصحافيين المسلمين  المشاركين في هذه الندوة أن الاسلام استطاع من سياسة الحوار التخفيف من حدة العنف فالقانون الالهي الذي يقول / العفو قبل القدرة / ساهم الى حد كبير بالقضاء على العنف السياسي الذي بدأ في عهد الصحابة من قبل ما كان يطلق عليهم بالخوارج ، فهذه الفئة تعتبر من الاحزاب التي تدعو الى العنف والتغيير بالقوة وقد عانت الدولة الاموية منها الامرين واستطاع الخليفة عمر بن عبد العزيز الحد من قوتها وعنفها جراء حواره مع زعماءها هذا الحوار ساهم بانهاء هذه الفئة بشكل تام فيما بعد وقبيل انهيار الدولة الاموية في بلاد الشام ، وقد ساهمت  الحكومة السعودية من خلال دعوتها للحوار وتأسيسها مجلس للحوار الوطني تسليم الكثيرين من المطلوبين انفسهم واستطاعوا بذلك حقن دمائهم ويعتبر حقوق الانسان مبدئا أساسيا من تعاليم الاسلام ويحرص عليه وانتهاكات كرامته جاءت جراء تطورات السياسة الدولية الناجمة عن ضياع فلسطين واستلام حكم بعض بلاد منطقة الشرق الاوسط حكومات احزاب تدعو الى القومية والعروبية الامر الذي ساهم بانتشار العنصرية وازدياد ظاهرة الشعوبية وقيامها بدور هام يكمن في التفرقة وتقطيع الجسم الاسلامي ، وما يحدث في العراق من قيام دويلات فيه كردية وشيعية وسنية عربية دليل واضح على ذلك ومحاولة انتشار الشعوبية في بعض البلد العربية الاخرى مثل سوريا وغيرها يعتبر شحذا للمبضع الذي يعمل على تقطيع الجسد الاسلامي والعربي . ونفى وزير الداخلية الالماني السابق اوتو شيلي ان تكون الاجراءات الامنية التي اتخذت بعيد حوادث 2001 عنصرية وضد الاسلام مؤكدا تطورات السياسة الامنية الدولية أرغمت الاوروبيين اتخاذ هذه السياسة الا انها خالية من المعاداة للمسلمين . واعترف شيلي الى وقوع تجاوزات لقوانين حقوق الانسان والقضاء جراء الاجراءات الامنية التي اتخذت عقب الحوادث المذكورة الا انها لم تكن مقصودة فالتحريز لدوافع امنية تعتبر ضرورة ملحة للاستتباب الامني والمحافظة على الهدوء .

وحول الاسلام الاوروبي ومساهمة الاتحاد الاروبي التأقلم مع الاسلام في بلادهم ، أشار الصحافي في صحيفة الـ / دي تسايت – الوقت / الاسبوعية التي تصدر بمدينة هامبورج ويشرف عليها الحزب الديموقراطي الاشتراكي يورج لاو ان الاسلام دين للجميع ويستطيع الاروبي أن يكون مسلما مع ضرورة اقتناعه بالانتماء الى اوروبا مؤكدا أن حكومات دول الاتحاد الاروبي وخاصة المانيا تناقض نفسها فهي لا تريد التأقلم مع الاسلام كدين اوروبي وواقعي في الحياة السياسية والاجتماعية بينما تحاور في الوقت نفسه شخصيات الاسلامية تتهما بالتعاطف مع الارهاب وموضوعة حت مراقبة الجهات الامنية المعنية العليا وتستمع في الوقت نفسه لآراء هذه الشخصيات بأذن صاغية . وأعلنت الصحافية نينا تسو فورستينبيرج صاحبة كتاب / لم الخوف من رمضان /  ضرورة دراسة الاوربيين لآراء رمضان التي تكمن بتجربة الاسلام والاستفادة من تعاليمه وقبول المسلمين في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في اوروبا بعد دراسة واضحة لهذا الدين مؤكدة ان اكثر المسلمين الذين يعيشون في اوروبا تأقلموا مع الديموقراطية السائدة فيها مع الاحتفاظ بعقائدهم وجذورهم وعاداتهم ومن يطالبهم بنبذ هذه التقاليد يجب عليه أن يبدأ بنفسه والتي تكمن بنبذه لتقاليده وعاداته  .  ووصف وزير الخارجية التشيكي السابق كاريل شفارتسينبيرج سياسة الاوروبيين تجاه الاسلام بالإجرام والعنصرية وانه لمس اثناء اجتماعات حلف شمال الاطلسي / الناتو / اضافة الى مشاركته في اجتماعات الاروبيين ضمن رئاسة الشيك حاليا للاتحاد الاوروبي الهوة العميقة بتعامل الاوروبيين مع الدول الاسلامية فالاسلام دين للجميع كما ان بذوره راسخة في اوروبا من الصعب اقلاعها منتقدا آراء وزير الداخلية الالماني السابق شيلي الذي يعتبر اليهودية اكثر رسوخا في المجتمع الاوروبي المسيحي اكثر من الاسلام فالاسلام دين حضارة لا تزل بصماته واضحة على الحضارة الاروروبية بينما لا يستطيع المرء وضع يده على بصمات الحضارة اليهودية على المسيحية الاوروبية بشكل جلي على حد أقولهم .

والجدير بالذكر الى ان طارق رمضان هو حفيد مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا ونجل مؤسس المركز الاسلامي في جنيف سعيد رمضان . وقد أصبح رمضان هذا وجها معروفا لدى الاوساط السياسية والثقافية في المانيا واوروبا .

   

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ