ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

أصداء منع المآذن في سويسرا وخطر انتقالها إلى ألمانيا

محمد هيثم عياش

ألمانيا / برلين /‏02‏/12‏/09

تركت نتائج آراء السويسريين من خلال انتخابات جرت  في سويسرا يوم الاحد من 29 نوفمبر المنصرم حول منع المآذن او السماح بها والتي كانت نتيجتها متفاوتة في المقاطعات الآهلة بالالمان والفرنسيين اذ اعلنت نسبة وصلت الى 57 في المائة من سكان المقاطعات الالمانية رفضهم بناء مآذن بينما وصلت نسبة التأييد لبناء المآذن في المقاطعات الفرنسية الى 59 في المائة صدى لدى بعض الساسة في العاصمة برلين .

 

فقد وصف رئيس لجان  شئون  السياسة الداخلية بالبرلمان الالماني فولفجانغ بوسباخ / مسيحي / رفض الالمان السويسريين للمآذن بأنه نابع عن المخاوف من انتشار الاسلام في تلك الدولة وبالتالي الخشية على الحياة الامنية في تلك الدولة جراء ازدياد قوة عناصر اسلامية في سويسرا وعلى المانيا انتهاج نهج سويسرا باجراء انتخابات لاخذ استطلاع الالمان حول بناء مساجد بمآذن معلنا تأييده لتلك الاراء التي ترفض رؤية مساجد بمآذن في هذا البلد محذرا  من شجاعة انتقادات المانية لنتائج الانتخابات في المقاطعات الالمانية السويسرية  داعيا في الوقت نفسه الى ضرورة مناقشة صريحة وواقعية حول انتشار الاسلام في هذا البلد وبالتالي مطالب المسلمين ببناء المساجد مع مئاذن وقبب في هذا البلد .

 

ورأى السياسي الاشتراكي عضو لجان شئون  السياسة الداخلية بالبرلمان الالماني سباستيان ايديتي رفض السويسريين الالمان للمآذن بأنه متأثر بالاحزاب القومية اليمينية في المانيا واوروبا وبالتالي خطر على الحرية الدينية في ذلك البلد واوروبا مؤكدا الى ان جميع معتنقي الاديان السماوية الذي يعيشون في اوروبا لهم الحق ببناء اماكن صلواتهم مؤكدا ان قرارا يتخذ في المانيا على غرار السويسريين الالمان لن يكون له نصيب من النجاح اذ ان سويسرا لا تزال تعيش ببعد عن الاصلاحات والاندماج الثقافي الدولي  فهي لا تزال ترفض الانضمام الى الاتحاد الاوربي ومنظمات دولية اخرى .

 

واعتبرت زعيمة الخضر كلاوديا روت رفض الالمان السويسريين للمآذن وموافقة الفرنسيين السويسريين لها دليل واضح على ان ألمان تلك الدولة لا يزالون يعتقدون بأن النازية الالمانية لا تزال بخير وان كل من يرفض الحريات الدينية والسياسية وغيرها  يعتبر خطيرا على اي سياسة اندماج واستقرار الحريات والديمقراطية مؤكدة ان الخاسر الاكبر في نتائج انتخابات المقاطعات الالمانية السويسرية هم سكان تلك المقاطعات اذ سينجم عن قرارهم خسائر مالية وسياسية ومعنوية يتعرضون لها محذرة من الاصوات التي تطالب المانيا بانتهاج سويسرا اذ ان الاسلام دين يدعو الى السلام والحرية ولا علاقة له  بالمتعصبين على حد اقوالهم .

 

ويعتبر السياسي المسيحي رئيس شئون لجان السياسة الداخلية بالبرلمان الالماني بوسباخ المذكور احد المعادين للاسلام بالبرلمان فهو كان قد طالب في وقت سابق بوقف انتشار الاسلام في المانيا  واخراج اي مسلم يعيش في هذا البلد اذا لم ينبذ تقاليده ولا يريد ان يستظهر النشيد الالماني .

 

ومن ناحيته فقد  اشار رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبريخت بولنتس ان رفض السويسريين للمآذن يعتبرا ظاهرة خطيرة ا اذ ان هذا الرفض سينجم عنه نتائج خطيرة نها فقدان سويسرا سمعتها في العالم وخاصة في العالم الاسلامي اذ تعتبر تلك الدولة في مقدمة دول العالم التي تعتبر الديموقراطية وحرية المعتقدات والحريات الشخصية وغيرها  اكثر دول العالم استقرارا كما يعتبر الشعب السويسري اكثر دول العالم تسامحا وانفتاحا على الثقافات والاديان العالمية وخاصة الاسلام هذا الرفض سيسيء بسمعة الشعب السويسري اضافة الى اساءة السمعة لبلادهم .

 

وعزا روبريخت الرفض برؤية السويسريين مئاذن لمساجد ببلادهم الى الحملة الشعواء التي قادتها السياسة الغربية ضد الاسلام عقب حوادث 11 ايلول/ سبتمبر من عام 2001 وبالتالي الى وجود عناصر اسلامية لا تعي خطر اساءتها للاسلام من خلال رفضهم لديموقراطية الغرب .

 

وأكد بولنتس ان المانيا لن تحذو حذو سويسرا وان الشعب الالماني بالرغم من قوة ظاهرة القومية فيه الا ان انفتاحه على الدين الاسلامي يعتبر راجحا  مشيرا الى ضرورة انتهاج الاوربيين سياسة صارمة ضد سويسرا لارغام اولئك الذين قاموا بالتصويت ضد المآذن على  تصحيح اخطاءهم .

 

واعتبرت نائبة رئيس البرلمان الالماني كاترين جورينغ ايكاردت نتائج الاستفتاء حول المآذن بسويسرا ازدياد ظاهرة التطرف في اوروبا مشيرة الى ان محاربة هذه الظاهرة تكمن بالتوعية الاجتماعية وبالتالي ندوات علمية واقعية حول الاسلام والحوار الجاد مع زعماءه على ان يكون مشاركو هذا الحوار على قدرة تامة بتبيين حقائق الدين الاسلامي واهدافه والفرق بينه وبين المسيحية مشيرة ان زعماء المراكز الاسلامية في المانيا  الذين تعتبرهم الحكومة الالمانية جهة رئيسية للحوار معهم يفتقرون الى اسلوب الحوار كما يفتقرون ايضا الى معرفتهم بالدين المسيحي بشكل يقيني ولا يوجد عندهم دراية حول تطورات السياسة الدولية اضافة الى الشعور العام لدى اكثر الاروبيين ضد الاسلام مؤكدة ان المانيا ستبقى بمنأى عن تأثير نتائج استفتاء سويسرا حول المآذن والاسلام ويجب السماح للمسلمين في هذا البلد بناء مساجدهم مع المآذن دون قيد او شرط.

 

 ورأى خبير شئون الاسلام اودو شتاينباخ الذي كان يراس معهد الشرق الالماني / غير استشراق / ان سويسرا تتجه باتجاه الهاوية فاكثر الدول الاسلامية تملك ارصدة مالية في مصارفها اضافة الى وجود هيئات دولية فيها كالقسم الاوربي لمنظمة الامم المتحدة ومنظمات انسانية سياسية دولية وفي تلك الدولة تم التوقيع على اتفاقيات حقوق الانسان وانه اذا ما تم تنفيذ ما اتفق عليه الشعب السويسري قبل يوم امس الاحد فعلى الدول الاسلامية ان تسحب ارصدتها من تلك الدولة وعلى المنظمات الدولية مغادرتها عند ذلك فان الشعب السويسري سيجد نفسه وحيدا ويقوم بتغيير آراءه تجاه الاسلام والسياسة الدولية الاخرى  على حد أقوالهم.

 

ويعتقد مراقبو نشاطات الاحزاب اليمينية في المانيا واوروبا قيام هذه الاحزاب باستغلال نفوذهم جراء كسب الحزب القومي السويسري موافقة الشعب السويسري في المدن الناطقة بالالمانية على منع بناء مئاذن المساجد في تلك الدولة بعد الاستفتاء الذي جرى يوم الاحد الماضي .

 

واعرب مدير عام الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية ايبرهارد ساندشنايدر عن اعتقاده بندوة دعت الجمعية اليها صباح يوم الاربعاء 2 ديسمبر الحالي نجاح مضطرد للاحزاب القومية في المانيا في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في ولاية رينانيا الشمالية  في وقت لاحق من يناير المقبل ولا سيما نجاح حزب / كولونيا / وحزب / رينانيا الشمالية / اللذين يعتبران اكثر الاحزاب الالمانية معاداة للاسلام  نظرا لموقف حزب / كولونيا / لمعادي لبناء مسجد كولونيا الكبير الذي يحوي على مأذئنتين وبدأ الاعمال ببناءه منذ اسابيع قليلة . وأشار ساندشنايدر  ان اعلان رئيس حزب / كولونيا / ماركوس بايسيشت يوم أمس الثلاثاء انه سيخوض انتخابات ولاية رينانيا الشمالية على غرار الحزب القومي السويسري اي انه سيتخذ المآذن ذريعة لكسب تأييد الالمان بوقف المد الاسلامي في هذا البلد  .

 

واعتبر ساندشنايدر انه اذا ما اتخذت الاحزاب اليمينية الالمانية الاسلام  وخاصة المساجد غرضا لمعركتها الانتخابية ووقوف الاحزب الاشتراكية والشعبية بدون حراك فان الديموقراطية والحريات العامة في المانيا ستعاني من خطر القضاء عليها اذ اتخذ النازيون من الراسمالية اليهودية قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية ذريعة لملاحقة اليهود في المانيا واوروبا وسيتخذ القوميون الاوروبيون من الارهاب الاسلامي ذريعة لاطماعهم الشخصية بايقاع فتن بين الاسلام والمسيحية في اوروبا وتقوية لآراء المفكر الامريكي صموئيل هونينغتون بأن حرب الثقافات قد اندلعت .

 

ومن اجل الحفاظ على الحريات العامة والدينية  وبالتالي للمحافظة على قيمة التسامح وغيرها في هذا البلد وبقية دول الاتحاد الاروبي  رأت زعيمة الخضر كلاوديا روت ضرورة اعتراف الحكومة الالمانية والاتحاد الاوربي بالاسلام رسميا  لوضع حد لاولئك الذين يطالبون النمسا وبلجيكا سحب اعترافهما بالاسلام الذي له وجود قديم في اوروبا واعتناق الكثيرين الدين الاسلامي اضافة الى وجود شعوب اوروبية تدين بالدين الاسلامي مثل البانيا والكوسوفو والبوسنة وبلغاريا اضافة الى وجود اقليات اسلامية في بولندا وليتوانيا وليتلاند يعتبرون من صميم شعبي تلك الدول .

 

وحذرت روت من ردود فعل لدى المتعصبين من المسلمين في البلد الاسلامية فالدين الاسلامي دين تسامح اكثر من المسيحية فهو يقر على اعطاء معتنقي الاديان السماوية حقوقهم وتاريخ الانسانية مليء بوثائق الفتوحات الإسلامية في العالم .

 

وأشار رئيس شئون السياسة الداخلية بالبرلمان الالماني فولفجانغ بوسباخ الذي يعتبر احد مؤيدي إجراء استطلاع حول بناء المآذن والمحذرين من اسلامية المانيا ضرورة وضع وزير الداخلية الالماني توماس دو ماتيسيير خططا استراتيجية مع زعماء المراكز الاسلامية بالمؤتمر المعروف بمؤتمر الاسلام تكمن انه اذا ما أراد المسلمون في هذا البلد بناء مسجد بمأذنة إعلام مواطني المدينة التي يراد  بناء مسجد فيها قبل فترة زمنية لأخذ آراءهم بشكل يقيني وبالتالي سعي المسلمين في هذا البلد التأقلم بشكل اكثر مع غير المسلمين  وبالتالي اتخاذ الحكومة الالمانية السبل الكفيلة لمنع التبشير بالاسلام على حد أقوالهم .

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ