ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 17/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أحبط العرب والأمريكيين اللاتينيين:

أوباما لم يخرج أمريكا من عزلتها

بقلم جيم لوب

وكالة انتر بريس سيرفس

واشنطن, نوفمبر (آي بي إس)

تنتاب المنطقة العربية وأمريكا اللاتينية مشاعر الإحباط من عدم إقدام الرئيس باراك أوباما علي تفعيل التغييرات السياسية الكبيرة التي أعلنها تجاههما، الآن وقد إنقضي عاما كاملا علي إنتخابه.

 

فمن ناحية، يعتبر تراجع إدارة أوباما عن مطالبة إسرائيل بتجميد كافة أنشطة بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مؤشرا علي إستسلامها لحكومة بنيامين نتنياهو وحلفاؤه من اليمينيين المنخرطين في صفوف المسمي "لوبي إسرائيل" في واشنطن.

 

ومن ناحية أخري، يعتبر قرار الإدارة الأمريكية بالتراجع عن مطالبها بإعادة رئيس هندوراس مانويل ثيلايا إلي منصبه الذي أنحاه عنه إنقلاب 28 يونيو الماضي، كشرط لقبولها بإنتخابات 29 الجاري، علامة علي إستسلامها للإنقلابيين وصقور مجلس النواب الأمريكي.

 

هذا التراجع عن المواقف أثار حالة من خيبة الأمل بين حلفاء واشنطن في الإقليمين، من الأردن والسلطة الفلسطينية ومصر والمملكة السعودية في المنطقة العربية، إلي دول أمريكية لاتينية وخاصة البرازيل.

 

كما عزز هذا التراجع في مواقف إدارة أوباما، الإنطباع السائد سواء بين اليمين المعادي له واليسار المؤيد له، بأنه ليس علي إستعداد لإنفاق رأسماله السياسي المتآكل، في مبادرات سياسة خارجية وقضايا مباديء نحو العالم الخارجي.

 

ففي القاهرة، تحدث أوباما عن "بداية جديدة" بين الولايات المتحدة والمسلمين علي أساس "المصالح المتبادلة والإحترام المتبادل". ووصف المعاناة الفلسطينية بأنه لا يمكن قبولها، ووعد بالعمل دون كلل لتحقيق حل الدولتين، وشدد علي أن "الوقت قد حان لوقف تلك المستوطنات" اليهودية.

 

وإزداد إحباط حلفاء واشنطن في المنطقة العربية، علي ضوء تحدي نتنياهو لمطالب أوباما بوقف كافة أنشطة المستوطنات اليهودية، التي كررتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بقوة في مايو، ثم بدأت واشنطن في التخلي عنها في سبتمبر عندما ضغط أوباما علي نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمد عباس للإلتقاء والعمل علي إستئناف محادثات الحل النهائي.

 

تلي ذلك إمتداح كلينتون، في زيارتها للقدس في 31 أكتوبر، لعرض نتنياهو تقييد أنشطة الإسيتطان اليهودية الذي وصفته بأنه "غير مسبوق"، والذي صاحبته بإنتقادات لمحمود عباس لإشتراطه تجميدها.

 

فجاء ذلك بمثابة ضربة قاضية للآمال العربية التي أثارها خطاب أوباما في القاهرة، خاصة وأنه تبع حالة القهر التي واجهها عباس بسبب تقرير غولدستون عن جرائم الحرب الإسرائيلية خلال حربها علي غزة، ما أضعفه وحمله علي إعلان عدم رغبته في الترشح لإنتخابات يناير.

 

فعلق كريس تونسينغ محرر "ميدل إيست ريبورت"، قائلا أن "تراجع أوباما في مسألة المستوطنات قد هشم آمال العرب التي أثارها خطابه في القاهرة". “ولم يكن عباس الوحيد المصاب الوحيد، بل غيره من الأنظمة العربية حليفة الولايات المتحدة أيضا".

 

وشرح أن "يحذر ملك الأردن عبد الله من كارثة عدم تسيير المفاوضات، وتظهر الحكومة المصرية أكثرا فأكثر بمظهر العميل الأمريكي الإسرائيلي العاجز عن الحصول من واشنطن علي مكافأتها علي حبك الحصار علي غزة، فيما تعتبر المملكة السعودية أن ذلك يعطي دفعة هائلة لنفوذ إيران في المنطقة".

 

فسعت إدارة أوباما إلي التخفيف من وقع إعتناق كلينتون لسياسة نتنياهو بقولها أنها لا زالت تعتبر المستوطنات الإسرائيلية "غير مشروعة"، وإسقاطها إصطلاح "غير مسبوق"، وتنويهها بأن اللقاء الأخير بين أوباما ونتنياهو لم يكن حارا.

 

لكن إنتخاب أوباما لم يثير الآمال في المنطقة العربية فحسب بل وفي أمريكا اللاتينية أيضا، فقد كان قادة المنطقتين يشعرون أن الإدارة السابقة غالبا ما تجاهلت مصالحهما، بل وإتسمت بتأييدها القوي لإسرائيل وعدائها الشديد لكوبا وفنزويلا بزعامة هوغو تشافيز.

 

فعلي غرار ما قاله في القاهرة لاحقا، تعهد أوباما أمام قمة الأمريكتين في ترينيداد وتوبوغاو في أبريل الماضي، بالتواصل علي أساس "التبادل المحترم"، وأعلن أيضا عن "بداية جديدة كوبا".

 

وعندما بدأ قادة أمريكا اللاتينية يشكون من إبطاء أدارة أوباما مساعي التفاهم مع كوبا، جاء إنقلاب هندوراس في 28 يونيو وموقف واشنطن منه، ليلقي مزيدا من الظلال علي سياسة الرئيس الأمريكي.

 

ففي البداية تجاوب أوباما مع مطالب رؤساء بلدان منظمة الدول الأمريكية بإعادة الرئيس مانويل ثيلايا إلي منصبه علي الفور. لكنه تباطأ في ممارسة الضعوط الجادة اللازمة علي الحكومة الإنقلابية التي أطاحت به، وذلك بسبب إعتراضات النواب الجمهوريين اليمينيين الشرسة.

 

والنتيجة أن وقعت أمريكا اللاتينية في حالة من الإحباط المتنامي. ثم تحركت واشنطن علي ضوء قرب إنتخابات 29 نوفمبر في هندوراس، وحققت في 30 إكتوبر إتفاقا بين ثيلايا والرئيس الإنقلابي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ما أفترض أنه يشترط عودة ثيلايا إلي منصبه.

 

لكن المفاوض الأمريكي الرئيسي أكد لشبكة "سي إن إن" في 4 نوفمبر أن واشنطن ستعترف بنتائج الإنتخابات سواء عاد ثيلايا إلي منصبه الرئاسي أو لم يعد.

 

وبعد ذلك بمجرد يوم واحد، إجتمع وزراء خارجية 24 دولة أمريكية لاتينية وكاريبية في جامايكا، وأعلنوا رفضهم القاطع لموقف واشنطن هذا، وأعلنوا أن بلادهم لن تعترف بنتائج 29 نوفمبر إلا إذا أعيد ثيلايا إلي الرئاسة علي الفور.

 

فعلق وليام ليوجراندي، خبير شئون أمريكا اللاتينية وعميد كلية الشئون العامة بالجامعة الأمريكية في إشارة إلي إدارة أوباما، "إذا عجز المرؤ عن حل أزمة في هندوارس، فأي أزمة يقدر علي حلها إذن"؟. وأضاف أن إنهيار الإتفاق بينها وبين هندوراس لحل الأزمة "يجعل الولايات المتحدة تظهر بمظهر العاجز في المنطقة".

 

وصرح مايكل شيفتر، نائب رئيس حوار الأمريكتين، أن هذا الوضع يهدد بتأجيج نيران التوترات القائمة في المنطقة.

(آي بي إس / 2009)

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ