ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 09/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحوار كمصلحة عامة لحل معضلات العالم

العولمة ودورها بإنقاذ البشرية

هيثم عياش / المانيا

رأى  الرئيس الالماني هورست كولر أن جعل الحوار بين الأديان السماوية الثلاثة مسالة عالمية يمكن لعلماء هذه الاديان الاسلام والمسيحية واليهودية مساعدة السياسة على حل معضلات العالم التي يشهدها حاليا على أن يكون الحوار بين الاديان متعدد الاوجه ولا ينحصر على العقيدة والتوحيد والتطرق الى الخلاف العقائدي بين الاديان .

وأوضح كولر بمحاضرة القاها مساء يوم الثلاثاء 20 اكتوبر الحالي في مبنى الرئاسة الالمانية مفتتحا بها ندوة حوار بين الاديان ، أن الأديان السماوية لها نظريتها في السياسة والاقتصاد وخاصة الاسلام الذي يضم الى جانبيه جميع اسس الحياة تنظيم المجتمع والدولة والاقتصاد كما ان   نظرية الشيوعية لها نظريات اقتصادية منبثقة من اليهودية  والمسيحية والراسمالية لها نظريات منبثقة من الاديان السماوية الثلاثة .

وأكد كولر ان معضلات العالم ولا سيما الازمتين المالية والاقتصادية اضافة الى ازمة المناخ والبيئة  التي تعتبر هموم الجميع  يمكن لعلماء الاديان الثلاثة مساعدة السياسة بتجاوزها وان الحوار بين الاديان يجب ان يصبح دوليا ولا يبدأ الا من قبل مبادرة زعماء العالم ، فالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يعتبر صاحب هذا المبادة خلال دعوته لمثل هذا الحوار في مدريد ونيويورك من اجل التعايش السلمي ويمكن أن يتطور هذا الحوار ليشمل جميع المشاكل الحساسة الحالية التي يعاني العالم منها . وأعلن كولر دعمه لنظرية عالم اللاهوت الالماني / منتقد الكنيسة /  هانس كرونغ  ان الحوار الايجابي يبدأ من زعماء الاديان وانه لا بد من العمل من اجل التعايش السلمي بين الثقافات والاديان العالمية الكبيرة بدل الدعوة الى الحرب بينها وتلقيم دعاة الحرب حجرا .

ووصف كولر تدويل الحوار بين الاديان والثقافات بأنه ضرورة ملحة للمصلحة العامة اذ ان الحوار الايجابي بين علماء ومفكرين أذكياء يستندون بحوارهم الى اسس علمية واقعية ولهم دراية ومتابعة لتطورات السياسة  والاقتصاد والمشاكل الاجتماعية والفقر الذي يعاني منه الكثير من الشعوب بامكان هذا الحوار من خلال استماع السياسيين اليهم ايجاد مخرج للأزمات الحالية .

وحث كولر زعماء دول العالم وخاصة زعماء اوروبا والعالم الاسلامي ان يكونوا أصحاب المبادرة بدعوتهم للحوار وتدويله مثل ذلك المؤتمر الذي دعا اليه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في نيويورك بقاعة منظمة الامم المتحدة .

وعزا كولر دعوته لندوة مساء يوم أمس الى عزمه اعادة احياء معهد الحوار الاسلامي المسيحي الذي كان الرئيس الالماني السابق رومان هرتسوج وراء قيامه مع زعماء دول اسلامية واووربية / عام 1996 /  .

وأعرب كولر عن أمله  أن يكون لندوة مساء يوم أمس ندوات اخرى وانه سيستمر بدعوته لهذه الندوات ببرلين  فالحوار اساس التعايش السلمي بين الشعوب وبالتالي عامل هام لازدهارها وأساس رئيسي لحل معضلات العالم  على حد قوله .

هذا ورأى مفكرون شاركوا بندوة حوار الاديان التي دعا اليها الرئيس الالماني هورست كولر مساء يوم أمس الثلاثاء ببرلين ان عولمة / تدويل / الحوار بين الاديان ضرورة ملحة لانهاء النزاعات العسكرية التي تعاني منها دولا كثيرة في العالم ولا سيما الحرب التي يشنه حلف شمال الاطلسي / الناتو / ضد ما يطلق عليه بمنظمات الارهاب الدولية في افغانستان والحرب ضد القراصنة وبالتالي النزاع في الشرق  الاوسط .

الا أن المفكرين اختلفوا حول الاسباب التي أدت الى ازدياد الفقر والجوع في العالم ونشوب الازمتين المالية والاقتصادية التي  دبت على العالم اوائل اكتوبر عام 2008 ما اذا كان الدين اضافة الى الاقتصاد احد عوامل المآسي المذكورة التي يعاني العالم منها .

فاستاذ علوم الفلسفة الاسلامية في جامعة القاهرة حسن حنفي يرى أن الحرب الدائرة بافغانستان ضد ما يطلق عليه بمنظمات الارهاب الدولية ساهمت الى حد كبير بازدياد الشعور السلبي لدى مسلمي العالم بأن الحرب ضدهم وليس ضد الارهاب بل ان الحرب عملت على ازدياد قوة الارهاب أكثر من ذي قبل ورفض زعماء / الناتو /  الحوار مع طرف النزاع الرئيسي في افغانستان / الطالبان / لايجاد مخرج يحفظ لحلف شمال الاطلسي / الناتو / ماء وجهه يعتبر خطأ سياسيا فادحا سيؤدي الى اثبات نظرية المفكر الامريكي الراحل صموئيل هونينغتون  بأن الحرب بين الثقافات اندلعت بحوادث 11 سبتمبر من عام  2001 .

بينما اعتقدت استاذة علوم الدراسات السياسية والاجتماعية في جامعة كولومبيا / نيويورك / ساسكيا ساسين بأن الحرب بين الثقافات ولا سيما الحرب بين الاسلام والمسيحية بدأت مع انهيار جدار برلين والانظمة الشيوعية في اوروبا عام 1989 وتنبؤات قائد حلف شمال الاطلسي / الناتو/ جون كالفين في ذلك العام عودة النزاع القديم بين الاسلام والمسيحية مع انهيار حلف / وارسو / بدت بوضوح منذ سبتمبر 2001 كما ان نظرية هونينعتون بصراع الحضارات وان الحضارة الاسلامية ستنتصر على الحضارة الغربية بعد حرب ضروس ستثبت على المدى القريب . فحنفي يؤكد أن الاسلام يرفض العنف وهو دين يدعو الى الحب والسلام بين الشعوب وساسكين ترى ان الاسلام بالرغم من انه دين الحب الا أنه دماءه تتجدد مع المجددين لتعاليمه  .

استاذ الدراسات السياسية والاجتماعية الدينية في جامعة نيوددلهي أشيس ناندي يرى ان الحرب ضد الارهاب تمثيلية دولية قامت الولايات المتحدة الامريكية بإخراجها ويقوم / الناتو / والطالبان والقاعدة بأداء أدوارها  والمشاكل التي يعاني العالم منها مصدرها الاطراف المذكورة .

وحول تدويل / عولمة / اقتصاديات شعوب الدول الفقيرة ، رأى ناندي أن الراسمالية الجشعة وراء نشوب  الازمتين المالية والاقتصادية فأمريكا التي تحمل لواء الراسمالية فشلت في تحقيق اي  رخاء وازدهار فحب الذات / الانانية / وجنون العظمة التي تعاني الادارة الامريكية منه وراء ماساة العالم .

بينما أكدت رئيسة المركز الافريقي للحوار الثقافي في دكار السيدة اميناتا / امينة / سو فول / ذو الفأل – حسب ما ذكرت اسمها لصاحب التقرير / ان عولمة اقتصاديات شعوب الدول الفقيرة استمرار لسياسة الاستعمار فأفريقيا تعتبر اكثر قارات العالم مليئة بالموارد الطبيعية وقد استطاع الاستعمار الاوروبي / البريطاني والفرنسي والالماني والايطالي  والاسباني والبرتغالي / القضاء على اسس اقتصاديات تلك الدول من خلال استغلالهم لخيرات وموارد افريقيا الطبيعية وعامل الدين ونشر المسيحية ووقف المد الاسلامي كان بمثابة حرب واقعية بين الدينين في ربوع افريقيا ولا يمكن لافريقيا ان تقوم من كبوتها اذا ما كان هناك حوار ايجابي بين الدينين المذكورين  وتدويله من اجل انقاذ شعوب افريقيا من موت محتم جراء الفقر والجوع .

وأجمع هؤلاء المفكرون ان الحوار الايجابي وتدويله بين علماء الاديان السماوية ومشاركة علماء الاقتصاد والسياسة والاجتماع يمكن  له انقاذ الانسانية من دمار شامل فتقلبات المناخ وتلوثه لن تلحق اضرارا على الشعوب الفقيرة فحسب بل ستشمل الشعوب الغنية وخاصة اوروبا فالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات مصدرها الانانية وحب السيطرة . ونوه هؤلاء العلماء بدعوة الرئيس الالماني هورست كولر وزعماء آخرين في العالم بدعوته الى ندوات حول الحوار بين الاديان لاخراج البشرية من المصائب التي يعانون منها اذ ان الحوار عامل اساسي للسلام على حد أقوالهم .

وقد شارك بندوة مساء يوم أمس شخصيات من علماء السياسة والاقتصاد والمجتمع .

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ