ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 10/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المسجد الأقصى والجمعيات اليهودية في العالم

سمير سعد الدين

تُشير تقارير فلسطينية وعربية بالتعاون مع المتضامنين الدوليين أن جهات صهيونية متعددة تقوم بحملة واسعة بين صفوف اليهود في العالم تدعوهم للمشاركة في الجهود التي تُبذل لإعادة بناء "الهيكل" المزعوم الذي أُقيم عليه المسجد الأقصى المبارك بل الحرم القدسي الشريف وفق ما يدعون وأن المنظمات اليهودية المتطرفة مثل "أمناء جبل الهيكل" و"بناة الهيكل" وغيرها من الأسماء في المناسبات الدينية تدعو أنصارها من يهود الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وغيرها للمشـاركـة في اقتحامات المسـجد الأقصى والتصدي للمسـلمين والعرب الذين يأتون في تلبية هذه الدعوة على شكل مجموعات سياحية حيث أن هناك مجموعات متعددة من اليهود في الكيان الصهيوني والخارج يقومون بشكل يومي بالوصول إلى الحرم القدسي بحجة الإطلاع على الآثارات في هذا المكان المقدس ثم تطور الأمر إلى أداء الشعائر الدينية والصلاة والعمل على تقسيم ساحات الحرم، وإن من مهام هذه الجماعات أيضاً الضغط على حكومة الكيان الصهيوني من أجل تسهيل دخولهم إلى الحرم وتوفير الأمن لهم وتصدي المسلمين لهم مع الإشـارة هنا أن حكومـة (نتنياهو) اليمينيـة تعمل دوماً على تلبيـة كافـة مطالب هذه الجمعيات والمنظمات خاصة وأنها كانت قد وقفت إلى جانب حزب (الليكود) الذي يرأسه (نتنياهو) في الانتخابات العامة وساعدته في الفوز على حزب (كاديما) إضافة إلى أن هناك ارتباطات سياسية لها مع الأحزاب المتآلفة في الحكومة مثل (إسرائيل بيتينو) الذي يرأسه وزير الخارجية (أفيغدور لبيرمن) ووزير الداخلية الذي يدعم بشكل مباشر هذه الجمعيات والذي لام الأحد الماضي قوات الشرطة الخاصة بما أسماه بالتعامل باللين مع المصلين في المسجد الأقصى يوم الأحد الماضي.

هذا إضافة إلى وجود جمعيات تُدعم من قِبل الحاخامات ومعظمهم من المستوطنين علماً بأن الهدف الأسـاسـي لهذه الجمعيات في المرحلـة الأولى هو العمل على تقاسـم الحرم الشـريف مع المسـلمين على غرار الحرم الإبراهيمي بالخليل، حيث حددوا فعلاً الأماكن التي يُطالبون بها وهي المدرسة التنكازية والمصلى المرواني والكأس، أي الموضئ، الذي وصلته الحفريات إضافة إلى الصخرة المشرفة حيث يتجمعون في هذه المناطق ويقومون بأداءِ شعائر دينية وتوراتية ويلبسون لباساً خاصاً بالمصلين كما يُرددون شـعارات عنصريـة تدعو إلى تخليص "أرض الهيكل" من المسـلمين وإعادة بنائـه والموت للعرب.

وهذا يعني أنهم قد بدؤا فعلاً بالخروج عن ما يُسمى بالوضع القائم للحرم وهو الاتفاق الذي وضعه ما بين وزير جيش العدوان الصهيوني الأسبق (موشية دايان) بعد عدوان 67 مع الشيخ محمد المحتسب الذي كان في ذلك الوقت يشغل منصب رئيس دائرة الأوقاف، ومن أهم بنوده أن تترك الأمور الإدارية داخل الحرم بأيدي المسلمين بما فيه المسؤولية عن حراسته وسدنته وترك الأمور الأمنية لسلطات الاحتلال على أن يُسمح لليهود الدخول للحرم ضمن الأفواج السياحية وليسوا كمصلين أو يعملون على القيام بحركات دينية ولبس الملابس الخاصة، وأن تكون هذه الزيارة في أوقات غير أوقات الصلاة عند المسلمين، وعادة ما تبدأ هذة الفترة ما بين الساعة التاسعة صباحاً حتى ما قبل صلاة الظهر، علماً بأن زيارات الأجانب للحرم القدسي كانت قد شُرعت في العهد العثماني.

ويمكن القول أن الصهاينة قد بدأوا بتنفيذ مخطط تقاسم المسجد الأقصى في عهد حكمة (شارون) الأولى حيث أن وزير الشرطة في تلك الحكومة (اتساحي هانغبي) قد خرج على الاتفاق مع الأوقاف للسماح للأفواج السياحية واليهود الدخول إلى الحرم من باب المغاربة التي تستولي عليه الشرطة منذ بدايات الاحتلال دون التنسيق مع الأوقاف الإسلامية، وذلك بعد منع دخول غير المسلمين للحرم لفترة طويلة بعد الانتفاضة الكبرى، وقد رافق ذلك  تكثيف الحفريات أسـفل المسـجد الأقصى وفي محيطـه التي كانت قد ابتدأت عقب الاحتلال مباشـرة للقدس، كما أن (ديان) كان يُشـرف على هذه الحفريات باعتباره مهتماً بالآثارات كما كان يدعي دوماً إضافة إلى موقعة العسكري وقبل ضم الكنيست مدينة القدس للكيان الصهيوني.

ويمكن اعتبار إجراء التغيرات والحفريات في باب المغاربة منذ أعوام ثلاثة، وخاصة في الطريق المؤدي إلى الحرم ومشروع إقامة جسر كبير على تلة باب المغاربة قيل أولاً أنه لخدمة السياح إلا أنه تم الاعتراف صراحة بعد ذلك لأجل تدفق الشرطة والأمن وأفراد المخابرات بسهولة لدخول الحرم لحماية المستوطنين من قِبل المصلين المسلمين الذين من الطبيعي أن يتصدوا لهم ويُلاحقونهم.

ومن الأساليب التي يُراهن عليها الصهاينة ومنذ فترة طويلة هدم المسجد الأقصى والصخرة بفعل عوامل الطبيعة أي وقوع الزلازل ومن ثمة يتم الاستيلاء عليهما خاصة وأن الحفريات التي تقوم بها دائرة الآثار التابعة لوزارة السياحة وأخيراً دخول منظمة "العاد" الاستيطانية على هذه الحفريات ورعايتها بمساعدة خبراء وزارة السياحة وجهات أخرى قد مسَّت أساسات المسجدين مما أضعف القواعد الداعمة لهما، مع الإشارة هنا إلى أن منطقة الحرم قد تعرضت في السنوات السابقة إلى وقوع زلازل أدت إلى انهيار أجزاء من المسجد الأقصى.

وهذا ما تحدث عنه مسؤولون فلسطينيون الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي شارك فيه قاضي القضاة الدكتور تيسير التميمي ومحافظ القدس عدنان الحسيني ومسؤول ملف القدس في حركة "فتح" حاتم عبد القادر؛ حيث أكدوا أن المعلومات المتوافرة لديهم بأن خبراء الزلازل في الكيان الصهيوني يتوقعون حدوثها خلال الشهور القادمة، وبحسب قياس (ريختر) تتراوح ما بين 5 درجات إلى 5 ونصف، كما أنهم أشاروا إلى سقوط شجرة كبيرة أمام سبيل (قيتاباك) وأن هذه السقوط أرجعه الخبراء إلى وجود الحفريات في المنطقة كون أن الشجرة خضراء ولم يؤكد أنها كانت مصابة بأمراض!

وعلماء القدس ورجالاتها والعاملين بالحرم كافة يتوقعون أن تزداد عمليات اقتحام الأقصى من قِبل المتشـددين خلال الفترات القادمـة وبدعم حكومي من أجل تثبيت تقسـيم سـاحات الحرم وخلق أمر واقع جديد، مع الإشارة هنا أنه لم يمضِ سوى أيام ثلاثة على مجابهات الأحد الماضي وفشل شرطة الكيان الصهيوني في قمع المدافعين عن الأقصى وبالتالي إلى فشل دخول أفراد الجمعيات اليهودية للصلاة  فإن نفس المنظمات وجمعيات شريكة أخرى لها دعت أنصارها إلى محاولة اقتحامٍ أخرى يوم الأحد القادم.

ولا بد لنا هنا من الإشارة إلى أن جمعيات الاستيطان العاملة في القدس والأراضي الفلسطينية الأخرى بعد أن استطاعت عبر سنوات طويلة الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين والمشاركة في أعمال الحفريات وخلق وقائع جديدة في مناطق متعددة بالقدس في البلدة القديمة وخاصة في المنطقة التي يُطلقون عليها اسم "الحوض المقدس" فإن الجمعيات اليهوديـة والأوروبيـة أخذت تزيد من دعمها المالي لها بشـكل غير محدود إضافـة إلى المسـاعدات الحكوميـة وأهمها "العاد" التي عملت على شق نفقين من قرية سلوان تجاه حائط البراق وادعت أن أحدهما هو طريق "النبي داهود"، كما أنها تعمل للاستيلاء على منطقة البستان والتي يُقام عليها 88 منزلاً لإنشاء ما يُسمى بـ "حديقة داهود" حتى وصل نفوذها إلى المواقع السياسية في الحكومة وفي بلدية القدس المحتلة التي تقوم بتوجيه الإنذارات للمقدسيين لإخلاء بيوتهم لإقامة مشاريع "العاد" الخاصة، ويُعتبر الملياردير الأمريكي (موسكوا فيتش)، الذي يكاد يُذكر اسمه في كل بؤرة استيطانية تُقام، الداعم الأساسي لهذه المنظمة كما أنه يُعتبر أيضاً الممول الرسمي لمنظمة "عطارات كوهانيم" التي سبقت "العاد" بمشاريع الاستيطان حيث أن هذه المنظمة وبأمواله تُقيم مشاريع الاستيطان في منطقة الشيخ جراح ورأس العمود والبلدة القديمة، ويُضاف إلى ذلك أن الجمعيات الأمريكية الداعمة للاستيطان تم الكشف مؤخراً عن أنها تعفي من الضرائب على الأموال التي تُرسلها إلى المنظمات الاستيطانية إضافة إلى أنها تقوم بتمويل مدارس تلمودية ودينية يصل عددها إلى 4 تقع في محيط المسجد الأقصى، وأن مدرسة "عطارات أورشلايم" قد حصلت عام 2007 على مساعدة تصل إلى مليون ونضف دولار.

ومن رجال الأعمال الذين يُقدمون الدعم السخي للمنظمات الاستيطانية الملياردير اليهودي الاسترالي (إسحاق جوناتك) الذي يجني مبالغ طائلة من تجارة المجوهرات، مع الإشارة هنا إلى أن مساعداته الرئيسية تذهب إلى القائمين على البؤر الاستيطانية في مدينة الخليل ومستوطنة "كريات أربع"، كما أن هناك ممولين أمريكيين وأوروبيين يقومون بالتبرع لإقامة مستوطنات بكاملها مثل المستوطنة المقامة على أراضي قريتي نعلين وبعلين.

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ