ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 08/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

  ـ مجتمع الشريعة

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


جبهة الخلاص الوطني

خلاصها في الإنجاز

زهير سالم*

حرك إعلان جبهة الخلاص الوطني، بالطريقة التي تم فيها، بركة راكدة، وقدم مادة للحديث لكثير من الذين انقطعت فيهم سبل القول أو جفت لديهم منابعه، وطرح، وهذا الأهم، كثيراً من التساؤلات الحقيقية أو الاستنكارية على أكثر من مستوى؛ منها ما هو وطني شعبي ونخبوي ومنها ما هو عربي إسلامي. تساؤلات لا تتعلق بحقيقة ما تم قدر تعلقها بإطاره أو سياقه أو طبيعة المشاركين فيه.

وإذا كان الكثير من أصحاب النظر قادرين تلقائياً على فرز الأمور، والنظر إلى الأشخاص والمواقف بعين الموضوعية المجردة والمتجردة؛ فإن آخرين كثراً أيضاً لا يستطيعون ببساطة أن يفصلوا ماضياً عن حاضر، ولا أن يميزوا بين مشروع ومشروع.

إذ لا بد من التمييز لدى ذوي البصر والتبصر بين مشروع المعارضة السورية الوطني بمنطلقاته وآفاقه وآلياته وبين مشروع الهيمنة الخارجي الذي يتستر في مائه الكدر المنغمسون فيه حتى الأذنين، فيجوز حالهم على بعض من لا ينبغي له أن يخدع!! وتلقي التجربة العراقية بظلالها القاتمة غشاوة على قوس الرؤية تعزز تمويهاً مزخرفاً يمارسه أصحاب المآرب لخدمة مآربهم.

علامتان فارقتان تميز الساحة السورية عن مثيلتها في العراق: الأولى أن المعارضة السورية الوطنية بكل فصائلها الإسلامية والمدنية أعلنت وماتزال رفضها جميع أشكال الاستقواء بالآخر وفي جميع الظروف. والثانية أن هذه المعارضة كانت وماتزال صاحبة دعوة إيجابية للجميع للانخراط في مشروع وطني يتجاوز عملية التصدي لمشروع الهيمنة الخارجي إلى أفق المشروع النهضوي العام. والعجيب الذي يجب ألا ينسى في هذا المقام أن الذي يرفض هذا العرض هو النظام المتهالك على توظيف ذاته في مشروع الهيمنة الخارجي!!

التوقيع على إعلان جبهة الخلاص الوطني من جهة وتوظيف الالتباس بين المشروعين الداخلي والخارجي من جهة أخرى يرتب على المعارضة السورية أجمع وعلى الموقعين على جبهة الخلاص الوطني بشكل خاص مسؤوليات أكبر، ومتطلبات أكثر. وبعض هذه المسؤوليات يتعلق بالتفسير والتوضيح أو بالمزيد من التفسير والتوضيح وبعضها الآخر يتعلق فيما نرى بالإنجاز الذي يعطى الجبهة كما أشرنا في أكثر من مقام مغزاها ومعناها.

في إطار التفسير والتوضيح يبدو أن المجتمع السوري بجماهيره ونخبه، وكذا المجتمع العربي بأحزابه ومثقفيه وقواعده لا يزال محتاجاً أن يسمع من السيد عبدالحليم خدام المزيد. المزيد مما يتعلق بالماضي، والكثير مما يتعلق المستقبل. والسيد عبدالحليم خدام بتجربته وخبرته وبقدرته على استشارة المجربين والخبراء يعلم أن معركته المحتدمة على الصعيدين الشخصي والعام ليست سهلة، وأنها تدور بينه وبين شخص يوظف إمكانات دولة، ومعطيات واقع سياسي وقومي في مصلحته. وهو ـ أي السيد خدام ـ لن يعجز بناء على هذا أن يصوغ مرتكزات خطاب عملي يعينه على اقتناص قناعات الناس وتأييدهم. الجرأة في النقد الموضوعي البناء هي السيف ذو الحدين في تدعيم موقف السيد خدام وحتّ الأساس الذي يستند عليه النظام. وإذا كان السيد خدام قد أحسن الدخول إلى المعترك بالانحياز إلى كلٍ وطني عام فإن مقتضى تحقيق النصر على الصعيدين النظري والعملي يتطلب حركة حكيمة وجهداً دؤوباً.

إن تفهم موقف خدام يتلخص في أن الرجل بعد أن فكر وقدر، قرر بأن يخطو خطوة إلى الوراء بعيداً عن النظام، أي بعيداً عن الدائرة التي أحدثت لوطننا كل البلاء. ثم إن الرجل، لم يشأ أن يكون ابتعاده سلبياً، فأتبع هذه الخطوة بأخرى إلى الأمام في اتجاه أراده أن يكون اتجاه الوطن والمواطن وتطلعاته وطموحاته. صورة ما فعله خدام في هذا المقام تطابق صورة تمثيلية للحديث الشريف حول الرجل الذي أراد أن ينتقل من أرض إلى أرض!! وبإمكاننا أن نستحضر من جزئيات مشهد الحديث الشريف أيضاً: العابد ـ قصير النظر ـ الذي أغلق الباب، والعالم ـ بعيد الرؤية ـ الذي فتحه. فتح الباب وتفهم الموقف سيجعل كل من في قلبه مثقال حبة من خير في تركيبة هذا النظام ينحاز إلى صف الوطن وإلى المشروع الجماعي للتحرر والتحرير والنهوض.

في سياق التباس المسارات لا بد لأي منصف يتابع منطلقات المعارضة السورية وأدبياتها ومواقفها واشتراطاتها خلال ما يقرب من عقد، ثم يقرأ مقابلة بشار الأسد الأخيرة مع الشبكة الأمريكية التلفزيونية (بي.بي.اس) أن يدرك أن هناك طرفاً، هو النظام طبعاًً، قد ذاب حتى التلاشي في ماء المشروعين الصهيوني ـ الأمريكي، وأنه انتقل من حالة الخضوع والاستسلام إلى حالة الانحلال والذوبان.

لا بد أن يتوقف المنصف العاقل عند رئيس دولة!! يعرض خدماته الاستخبارية (المعرفة) التي تعني المعلومة مدعمة بالخبرة مقابل /السكوت عليه/ وفي أي مجال تعرض هذه المعرفة، في مجال المساعدة على إجهاض المشروع النهضوي، مشروع الحفاظ على الذات والهوية.

وبالعود على ما بدأنا نؤكد أن جبهة الخلاص الوطني قد تحملت عبئاً وطنياً وقومياً ثقيلاً. وهي إما أن تقوم بحق هذا العبء، وإما أن تتحول إلى عبء على العمل الوطني.

إن نبل القصد وشفافية الموقف وحدهما غير كافيين، ولا سيما أن مناخاً ما قد ظللها بمظلة من سوء الفهم أو الإنكار. وجبهة الخلاص وإن ترادفت مع /إعلان دمشق/ في منطلقاته وأهدافه فهي ليست هو، لأنها ابتداء في الموقف الذي شد الأنشوطة حول العنق، ليس حلقة كما فعل الإعلان، وإنما حلقات. وهي استثارت بعنوانها ومضمونها ومرتسماتها قلقاً غير محدود، وأشعلت على الساحة الوطنية والقومية أوار الأخذ والرد.

كل التساؤلات المطروحة حول جبهة الخلاص وعنها، وحول السيد عبدالحليم خدام وعنه ستتساقط عندما ستخطو هذه الجبهة خطواتها الأولى على طريق الإنجاز العملي وتبني بينها وبين جماهير الأمة وجماهير الوطن بشكل خاص قناة اتصال تبين للقاصي والداني (.. أي الفريقين خير مقاماً وأحسن ندياً). ولا يمكن لأي عمل وطني جاد ومنجز أن يعتمد على ما يجود به الآخرون من فضلات الأوقات وفي أطر الرؤية التي تعنيهم.

---------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

08/04/2006


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ