ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 04/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

  ـ مجتمع الشريعة

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل سيسقط النظام؟!

زهير سالم*

هل سيسقط النظام؟! هو ذا السؤال الذي يتداول فيه الكثير من المعارضين، لأنهم على يقين أن النظام الفاقد لكل مرتكزات الشرعية الداخلية تكرس خلال أربعين عاماً واقعاً استراتيجياً دولياً وإقليمياً فهو كما (سايكس ـ بيكو) أو الكيان الصهيوني جزء من الاعتبارية الدولية يصعب تجاوزه أو الانفكاك عنه!!

وعلى الرغم من الدور الاستراتيجي المميز الذي أداه النظام للآخرين على مدى أربعين عاماً، فإنهم، لأمر ما يظهر للبعض ويغيب عن آخرين، بدؤوا يدققون في التفاصيل الصغيرة الأمر الذي يخلق هذا النوع من الاضطراب في حبل الود، أو العكر في ماء الوصل.

لن نبدئ ونعيد في منجزات النظام الكبرى على صعيد الاستراتيجية الدولية والإقليمية، وإنما سنكتفي بالمرور على بعض المحطات الأساسية التي يحتفظ بها النظام كأوراق حسن سلوك مسبق.

الانجاز الأول للنظام كان كارثة السابعة والستين في إطارها العربي والوطني، وبكل أبعادها العسكرية والسياسية والثقافية فالذين عايشوا الكارثة ومقدماتها يعلمون أكيداً أن الذي جر الأمة إلى هذه المعركة هو حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادته العقائدية الفذة!! هذا الحزب هو الذي اصطنع المقدمات وحصد النتائج!!

ولتذكير من نسي، ووضع الحقائق واضحة أمام الأجيال التي كانت الكارثة بالنسبة إليها تاريخاً ننقل مدخلاً عملياً من مدخلات الكارثة عن جريدة الثورة السورية تاريخ 20/5/ 1967 أي قبل وقوعها بخمسة عشر يوماً. هذا التصريح الرسمي الذي ننقله عن وزير الدفاع وأمثاله كثير يوضح كيف دق البعث وقيادته طبول الحرب وحملوا الأمة أجمع أوزارها. يقول اللواء حافظ الأسد وزير الدفاع (... إنه لابد على الأقل من اتخاذ حد أدنى من الإجراءات الكفيلة بتنفيذ ضربة تأديبية لإسرائيل تردها إلى صوابها...

إن مثل هذه الإجراءات ستجعل إسرائيل تركع ذليلة مدحورة، وتعيش جواً من الرعب والخوف يمنعها من أن تفكر ثانية في العدوان... إن الوقت قد حان لخوض معركة تحرير فلسطين، وإن القوات السورية المسلحة أصبحت جاهزة ومستعدة ليس فقط لرد العدوان الإسرائيلي، وإنما للمبادرة لعملية التحرير بالذات ونسف الوجود الصهيوني من الوطن العربي...

إننا نأخذ بعين الاعتبار تدخل الأسطول الأمريكي السادس...

إن معرفتي لإمكانياتنا تجعلني أؤكد أن أية عملية يقوم بها العدو هي مغامرة فاشلة. وهناك إجماع في الجيش السوري الذي طال استعداده ويده على الزناد، على المطالبة بالتعجيل في المعركة، ونحن الآن في انتظار إشارة من القيادة السياسية...).

ولننبه القارئ إلى أننا لم ننقل هذا النص عن صحفي يعمل في ديوان (الإنشاء) ولا عن شاعر أو أديب ينسج في سماء الخيال. وإنما نقلناه عن الرجل الأول المسؤول عن الدفاع عن وطنه، ولكنه بدل أن يتحمل مسؤولية الكلام فيدافع عن حياض الوطن، أو مسؤولية الكارثة فينزاح من طريق الأمة كانت الترقية المشهودة بأن يتحول اللواء إلى فريق ووزير الدفاع إلى رئيس الجمهورية!!

ولعل في هذه الخدمة التاريخية التي قدمت للآخر الدولي والإقليمي يأتي الجواب المباشر على السؤال: لماذا كان البعث خياراً خارجياً في قطرين عربيين، ولماذا كرس هذا الخيار على مدى أربعين عاماً، ولماذا انشطر البعث إلى بعثين لكي لا تحصد الأمة على الأقل ثمرة التعاون بين قطرين رديفين؟! ولماذا تم التخلي عن أحد الفرعين، ومايزال الخيار الصهيوني ـ الأمريكي ـ البريطاني ـ الفرنسي متعلقاً بالخيار الآخر؟! سؤال آخر يطرحه المعارض السوري على نفسه، دون أن يستطيع البت بالجواب.

كان الإنجاز الآخر للنظام إخراج الشعب السوري من المعادلة السياسية الإقليمية، وإلغاء دوره الفاعل في المنطقة. لن يستطيع أحد أن يقارن أو يقارب حيوية الشعب السوري في الخمسينات بما آل إليه الحال اليوم!! لا أحد يستطيع أن يصدق أن الشعب السوري الذي أسقط الأحلاف، وثار ثورته المشهودة يوم العدوان الثلاثي على مصر، وأنجز للأمة وحدتها الأولى في العصر الحديث هو هذا الشعب الذي تحدد مطالبه حسب الرئيس المفروض عليه بالمطالب المعيشية الصغيرة فيسمع ويسكت!!

كان إفقار الشعب السوري حسب الرئيس المفروض أيضاً إنجازاً آخر من إنجازات المخطط الاستراتيجي الذي نفذته قيادة البعث. الفقر الذي كاد أن يكون كفراً. كان إفقار المجتمع قاعدة الفساد وأفقه وهو أحد المسوغات الأساسية للتمسك بهذا النظام كجزء من استراتيجية دولية وإقليمية، يتردد الكثيرون قبل مقاربتها.

ثم تأتي سياسات القمع والاستئصال والاجتثاث وكسر العظم لكل قوة شعبية تحاول أن ترفع الصوت أو تتمرد ورقة رابعة من أوراق اعتماد هذا النظام والالتفاف حوله، والتغطية عليه!!

دون أن ننسى خامساً ـ التبادل المخابراني المعرفي ـ وليس المعلوماتي الذي أقربه الرئيس المفروض جهاراً نهاراً أمام شعب سورية أجمع ـ اسكتوا علينا، ونحن نمدكم ليس فقط بالمعلومات بل بالمعرفة أيضاً ـ أي المعلومة معززة بالخبرة بطرائق السيطرة على شعوب المنطقة وتذليلها وعلى حضارة المنطقة وتذويبها؟!

لكل هذا ولما هو أكثر من هذا.. تتوقف المعارضة السورية طويلاً قبل الإجابة على هذا السؤال: هل يسقط النظام؟!

لأنها تدرك أن كل العوامل الداخلية الموضوعية لقيام النظام أو بقائه منتفية، ولأنها توقن أن قيام دولة يهود واستمرارها لم يكن أبداً بالقوى الذاتية لهؤلاء المستوطنين الذي تألبواعلى عالمنا من كل حدب وصوب، ولأنها أكيدة أن الخطوط التي رسمها سايكس بيكو على جبهة وطننا لا تملك أي رصيد واقعي يعزز وجودها.

المعارضة السورية تدرك هذا.. وتدرك أن هذا النظام باق لأن هناك من يريد له البقاء، بصيغة أخرى ربما، بصيغة أكثر تواؤماً مع مرحلة الصراع الحضاري والثقافي الذي يشعل الآخرون ناره.

ولقد جهدت هذه المعارضة وجاهدت طويلاً لتحيى في نفوس القائمين على النظام حقيقة الانتماء، ولتنعش نبض الوطنية في قلوبهم، ولتبعث إرادة الإصلاح في نفوسهم. ظلت المعارضة الوطنية الشريفة تناجي نفسها لسنوات بأنه لا بد لهؤلاء الذي أكلوا من خبز الوطن وعاشوا على أرضه وخالطوا أبناءه أن تكون فيهم بقية...!! ولكن جهود المعارضة ذهبت سدى، ونداءاتها ارتدت بلا صدى.

المعارضة السورية الشريفة الواثقة لا تتساءل متى يسقط النظام؟ لأنها لا تهتم كثيراً (بالمتى)، ولكنها تؤكد أن مغزى وجودها الحق أن تعمل على تخليص الوطن والإنسان من كل المستبدين والفاسدين، وهذه هي الحقيقة الأساسية التي تؤمن بها المعارضة وتعمل عليها.

---------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

04/04/2006

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ