ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

  ـ مجتمع الشريعة

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


سقوني وقالوا لا تغني

زهير سالم*

يكتب إلي الكثيرون بين مشفق وناصح ومستنكر يتساءلون: لم تغني..؟! أغني لأن حجماً من القهر في داخلي يضطرب ويضطرم، ولأن الشهباء تحاصرني في غدوي ورواحي، بصريح الوصل تنادي عليّ الفيحاء، فأسمع شكوى خالد على فراشه: فلا نامت أعين الجبناء، ويختلط نداؤه مع شجو النواعير تغترف من العاصي دماً فتزهر منه صحراء تدمر عقيقاً وأرجواناً.

الشهباء تربة التكوين الأولى، مدرج الطفولة ومعهد الغدو والرواح، ومنتدى الأهل والصحب اختلعني منها ظالم مستبد أو اختلعها من قلبي ابتعدتْ وابتعدتُ وصوتها مايزال يرن في أذني (يا سامعين الصوت..) فأجيب في أقسى ساعات الحلكة التي أعيش غناء ولو كفت عن النداء لكففت!!

الشهباء المحاصِرة محاصَرة هي الأخرى بحُلُمي ووهمي أتقراها لمساً وأوسعها لثماً. الشهباء النقية كنفوس الأطهار الذين فقدتهم فيها يوم هبت عليهم ريح الشمال، أو داس سنابلها الذهبية طاغ فما أبقى ولا استبقى.. أتساءل هل بقيت لأنعم بعدهم بعيش؟! أو لأهنأ بدنيا؟! أو لأشغل عنهم بلعاعات؟! فأغني لأن نداءهم في الزنازين ساعة تحولوا لحماً ودماً: (الله أكبر) مازال يصاحبني مغداي ومراحي. ولأن رفاتهم الممتزجة بذرات رمال تدمر ماتزال تنتصب أعمدة نور أمام عيني!! ولأن نظرات أطفالهم الكسيرة ودموع أمهاتهم شروق كل شمس وغروبها ماتزال تحتل مرآتي. المرآة التي كسرتها مرة بعد مرة بعد مرة ولكنها ماتزال تحتفظ بالصورة والمثال، وتصيرني خنساء تنادي:

يذكرني طلوع الشمس صخراً      وأذكره لكل غروب شمس

أو ناقتها:

ترتع ما رتعت حتى إذا ذكرت      فإنما هـي إقبال وإدبار

أغني لأن بني قومي في الشام، واهاً للشام، ولزمن أشرقت شمسه على الشام، يتجادلون منذ سنين كما الكسائي وسيبويه في الموازنة بين كابوس الاغتراب ولسعة سوط القهر في الزنازين المعتمة (أهو هي) أم (هو إياها) وتضيع الموازنة في رطانة عرب حطمة، أو بناة مسجد ضرار.. فإذا الذي لا يحسن نسج صفحة في حب الشام منشغل في العيب على كل من غزل أو نسج أو حاك!!

الشام كل الشام في القلب وهي عند آخرين بالقلب· على مذهب من قال: أدخلت القبعة في رأسي والخاتم في إصبعي أو من أنشد:

ومهمه مقفرة أرجاؤه     كأن لون أرضه سماؤه

تحاصرني الشام وتهصرني الشهباء منذ ربع قرن فأشرب كأس الوفاء دهاقاً وأغني:

سقوني وقالـوا لا تغـنِ    ولو سقوا جبال سليمي ما سقيت لغنت


· ـ مقلوب شام: ماش وتعني في بعض اللهجات العربية لا شيء.

----------------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

01/04/2006

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ