ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 31/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

النظام السوري بطاقة تعريف ..

استبداد ... وفساد .....ودور دولي مريب

وجرائم حرب...

زهير سالم*

 

إلى الأخوة في البرلمان  ....

نتقدم بهذه الإحاطة للأهل في العالمين العربي والإسلامي القريبين البعيدين عن واقع الحال في سورية . والذين لا يعرفون عن سورية غير عناوين . أو  بعض ما تقدمه لهم قنوات الدبلوماسية والإعلام الرسميين ..

 

عاش الشعب السوري نصف قرن خارج السياق الحضاري والتاريخي في ظل نظام دمر في حياته كل شيء . سيصعب اختصار المأساة في صفحات . ولكن حق الأخوّة في التبين والتحقق يبقى مطلبا ملحا في مقاربة الملف السوري بما يستحق من اهتمام وتدقيق في ظل الثورة القائمة . وفي عصر استعلان المعلومة لم يعد يعذر إنسان بعدم الإحاطة . والمطلوب فقط من صاحب الرأي والموقف البحث عن الحقيقة .

 

لقد أصبح من غير المقبول أن يُغزى عقل صاحب رأي أو ضمير  بعناوين مرسلة عن المؤامرة الكونية والتصدي لدوائر الهيمنة والتمسك بمشروع مقاومة أو ممانعة .

 

النظام السوري بطاقة تعريف :

بإيجاز شديد يشكل النظام السوري الذي وصل إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري منذ 1963 أنموذجا سيئا للنظام الشمولي الذي كان سائدا في مرحلة الحرب الباردة . إن استحضار هذا النموذج الذي كان سائدا في جميع دول أوربة الشرقية ومستنسخاتها وتوابعها سيوفر علينا الكثير مما يمكن أن يسطر في هذا المقام . نظام غارق في الاستبداد والفساد مع سجل أسود في ميدان حقوق الإنسان . و يتوج كل ذلك حجم كبير من البروغندا الإعلامية الادعائية ، الشعبوية على الصعيد الداخلي ، والمتحدية ولو زورا على الصعيد الخارجي .

 

كل من يقارب تاريخ سورية الحديث بحق يعلم أن حافظ الأسد قد حول سورية إلى مزرعة بكل معنى الكلمة . إن إطلالة بسيطة على حجم الثروة التي تملكها أسرة الأسد الصغيرة : الأب والابن والأشقاء وأولادهم ، وهم المنحدرون من أسرة ريفية بسيطة كافية لتشرح كل شيء .

 

سيضاف إلى هؤلاء مجموعة غير كبيرة من المتحلقين حول الزعيم ولاسيما من أبناء الطائفة الصغيرة التي ينتمي إليها الرئيس والتي لا تشكل إلا 8 % من مجموع السكان . من الضروري أن نؤكد دائما أن ليس كل أبناء طائفة هم شركاء لنظام الأسد ...

 

ربما يكفي تعبيرا عن المشهد أن نعود بكم إلى 2001 يوم توفي حافظ الأسد حيث تم نقل السلطة لولده مباشرة . والذي تم تعديل الدستور ليناسب مقاسه في لحظات لم يعترض أحد من مجلس الشعب ( الوهمي ) المفصل كما كل مؤسسات الدولة لخدمة النظام .

 

من المفيد أن نذكر أن سورية خلال نصف قرن من حكم هذا النظام لم تعرف وحتى اليوم أي شكل من أشكال الصحافة الحرة أو من حرية التعبير . أو من قيام أي شكل من أشكال العمل المدني ليس فقط تشكيل الأحزاب وإنما حتى نشاط الجمعيات التعاونية والخيرية والثقافية .

 

إن المادة الثامنة من الدستور والتي ألغيت شكلا منذ أيام فقط  ، كانت تنص على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد للدولة والمجتمع . وقد كرست هذه المادة كل المجتمع المدني في خدمة هذا الحزب وجعلته تحت سيطرة هذا النظام وفي مقدمة ذلك : النقابات العلمية والمهنية والعمالية والاتحادات والجمعيات الفلاحية والطلابية . إن من المهم أن تعرفوا أن الطفل السوري من سن السابعة يفرض عليه أن ينتظم في منظمات طلابية تمجد الزعيم الفرد مثل : منظمة الطلائع لمرحلة التعليم الابتدائي وشبيبة الثورة واتحاد الطلبة للمراحل التالية .

 

لقد تفرد حافظ الأسد في السلطة بعد أن تخلص من كل رفاقه البعثيين . فاغتال بعضهم – محمد عمران و صلاح البيطار- وسجن آخرين حتى الموت صلاح جديد ونور الدين الأتاسي الرئيس السوري السابق .

 

كان مدخله الأساسي للسلطة الهزيمة التي قاد البلد إليها في حرب السابعة والستين يوم كان وزيرا للدفاع . لقد احتلت إسرائيل الجولان منذ ذلك اليوم . ثم خاض حافظ الأسد 1973 مناورة تحريرية ليوقع بعدها اتفاقية لفصل القوات . ويجعل من الجولان عنوانا دعائيا يناور عليه طيلة نصف قرن دون أن يقدم أي مشروع عملي للتحرير وليورث ابنه السياسة نفسها .

 

ومع اعتبار حزب البعث (الاشتراكية ) أحد شعاراته وأهدافه الرئيسية فقد سار نظام الأسد بالبلد في طريق الإفقار والتدمير !! تم على الثروة الوطنية وتحويلها من أهلها الذين اكتسبوها بعرق وجهد إلى جيوب الضباط المغامرين . كانت المنشآت الصناعية والانتاجية أهدافا تعبوية للضباط المناضلين !!

 

والفساد الذي يعني في بعض وجوهه تسرب الثروة الوطنية إلى الحسابات السرية جعل الليرة السورية في عهد آل الأسد تفقد عشرين ضعفا من قيمتها ...

 

ومع سوء التخطيط وسوء الإدارة وموجة الجفاف التي تضرب العالم تآكلت الأراضي الزراعية لتصبح المدن السورية محاطة بسوار من العشوائيات هي بؤرة للفقر والجريمة ولكل أمراض المجتمعات الحديثة . لقد حول النظام بعض أبناء هذه العشوائيات إلى سوط يلسع به ظهور المواطنين ..

لقد تآكلت بل ذابت في سورية الطبقة المتوسطة التي كانت سائدة في المجتمع السوري . ليحل معها سواد عام من الفقر المدقع وطبقة من الأثرياء هم شركاء النظام في السلطة وهو شريكهم في الثروة . شراكة من شأنها أن تدمر كل شيء في حياة الناس .

 

ومع عهد بشار الأسد الذي أعلن أنه سيسير في البلد على طريق التطوير والتحديث أعلن النظام انغماسه في مشروع ( اقتصاد السوق ) دون أن يشعر بالتناقض بين تبني نظام اقتصادي يقوم على اقتصاد السوق بكل معطياته وشعار الاشتراكية الذي ما زال مرفوعا . لقد استنجد النظام مرة أخرى بالبروغندا الإعلامية الاقتصادية فأضاف إلى عنوان اقتصاد السوق وصف ( الاجتماعي ) وهو مفهوم عائم لم يكن له أي إضافة واقعية على الطريق الذي سار النظام فيه في طريق العولمة الاقتصادية بانعكاساتها السلبية على حياة السوريين ...

 

يقدم النظام نفسه للمجتمعات العربية والإسلامية على أنه نظام مقاومة وممانعة يتصدى لنظام الهيمنة الرأسمالية ..؟!!

 

النكتة التي كان يرددها السوريون منذ سبعينات القرن الماضي أن حافظ الأسد يؤشر بسيارته إلى اليسار وينعطف إلى اليمين ..

 

على المستوى الثقافي يتبنى التلفزيون السوري الثقافة الأمريكية على المستويات الاجتماعية والمعاشية والأخلاقية . وتفتك المؤسسات الأمريكية الاجتماعية بأجنداتها وبأخلاقياتها الاستهلاكية الرأسمالية وسط المجتمع السوري على كل الأبعاد ، ولاسيما على صعيد الأسرة والمرأة .  قبل هذه الثورة المباركة بأشهر نافس بشار الأسد ساركوزي بإصدار مرسوم بطرد المعلمات المنقبات من التعليم محاولا أن يثبت علمانيته وأن دمشق هي نفس باريس في المعايير الأخلاقية . ومن قبل كان حزب البعث خلال عقود يشن حروب تطهير على ميدان التعليم بحرمان الطبقة المتدينة من العمل في هذا القطاع .

 

على الصعيد الاستهلاكي تنتشر السلع الأمريكية السريعة من ماكدونالد إلى كنتاكي في السوق السورية وأصبح حلم الشاب والشابة السورية أن يرتدي الجينز وأن يشرب الكولا وأن يركب السيارة الأمريكية ..

 

على الصعيد السياسي لم يتأخر النظام يوما عن تلبية الحاجة الأمريكية فذهب إلى حفر الباطن وإلى مدريد وإلى كل ما طلب منه .ربما يفيد في أخذ فكرة عن هذا النظام  أن يتابع المرء تاريخ علاقة هذا النظام مع لبنان وعمليات القتل والتدمير والاغتيال هناك ومع فلسطين ودور هذا النظام في تفكيك منظمة التحرير . وفي إخراج ياسر عرفات من لبنان . من المفيد أن يتحقق السياسي المسلم من حقيقة أن هذا النظام حافظ وولده قتل من الفلسطينيين أكثر مما قتل الصهاينة . وأنه عندما وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا كان جنود النظام على مرمى الحجر من مكان الواقعة . وأن شارون احتل بيروت وحافظ الأسد وضباطه يتفرجون .

 

وعلى الصعيد الأمني...

لقد قدم بشار الأسد نفسه أكثر من مرة كخبير في مكافحة الإرهاب . ووضع أجهزته الأمنية في خدمة السي إي إي . يكفي لتوثيق هذه الحقيقة أن نذكر قضية المواطن الكندي من أصل سوري ( ماهر عرار ) الذي عذبته المخابرات السورية لحساب المخابرات الأمريكية والذي أصبحت قضيته فضيحة دولية واضطرت حكومته الكندية بعد تسلمه الاعتذار له  بقرار محكمة من القضاء الكندي..

 

قبل أن ننتقل من هذا المقام يجب أن نتساءل إذا كان الغرب فعلا متربص بالنظام ويعمل على النيل منه فما سر هذا الصمت الطويل على الجرائم التي يرتكبها هذا النظام  ضد شعبه ؟ ما سر هذا التهرب من تحمل المسئولية الأخلاقية والإنسانية جراء ما يجري على الشعب السوري من انتهاكات ....؟!

 

تُكتب هذه الإحاطة يوم امتنع مجلس الأمن الدولي عن إصدار قرار إدانة بحق مجزرة الحولة التي ذبح فيها خمسون طفلا على أيدي عصابات النظام .

 

سر الثورة .....

كان كل ما سبق هو شرح مفصل لأسباب الثورة السورية التي يخوضها الشعب السوري اليوم .

 

إن الملف الراعف الذي أجلناه لهذا السياق هو الملف الإنساني لقد خاض حافظ الأسد من قبل في دماء الشعب السوري والفلسطيني واللبناني إن رقم ( مئات الألوف ) من الضحايا سيكون ذا دلالة في دولة كان عدد سكانها قريبا من عشرة ملايين ..

 

إن مذابح حماة وتدمر وبقية المدن السورية وكذلك ضرب أبناء لبنان بعضهم ببعض كان جزء من السياسة الثابتة لهذا النظام .

 

تسلم بشار الأسد السلطة وعلى القيد المدني في سجون أبيه أكثر من عشرين ألف إنسان يطرح أولياؤهم على مصيرهم إشارة الاستفهام . لقد أصر على أن يظل السؤال حائرا . وأن يضيف إلى الجراح الغائرة جراحا جديدة . رفض أن يقدم أي أفق للخلاص .

 

واليوم ومع وعد حالة الإصلاح يقارن السوريون دستورهم من خمسينات القرن العشرين فيجدونه متقدما على ما يمنحهم إياه بشار الأسد في القرن الحادي والعشرين ولاسيما فيما يتعلق بالحريات العامة أو بمبدأ فصل القوات .

 

يقارن السوريون قانون الإعلام الذي قدمه لهم بشار الأسد في القرن الحادي والعشرين مع قانون المطبوعات العثماني الذي كان معمولا به في القرن التاسع عشر فيجدون القانون الثاني متقدما على القانون الأول وكذا يتقدم القانون العثماني في تأسيس الجمعيات من القرن التاسع عشر على قانون تأسيس الأحزاب الذي يقدمه بشار الأسد للشعب السوري في القرن الحادي والعشرين ..

 

إن الحديث عن عملية إصلاح يحاول النظام وأشياعه أن يختبئوا وراءها ما هي إلا وهم كبير . والحقيقة الكبرى هي ليست في أي قانون وإنما هي في حكم عصابة لا تحترم أي قانون ..

 

وبعد من الظلم الكبير أن يحاول أنصار بشار الأسد في المنطقة وفي العالم أن يربطوا مشروع الثورة السورية ، مشروع شعب يطالب بالعدل والحرية والمساواة بأي مشروع محوري دولي أو إقليمي أو إيديولوجي أو مذهبي .

 

إن الذين يعلنون تخوفهم على مصير سورية ومصير المنطقة وخضوعها في براثن مشروعات الهيمنة إنما يوجهون اتهامهم بالحقيقة لموقف الشعب السوري أو لرشده وهو الموقف الذي ردده بشار الأسد طويلا ( شعب مغلق العقول )

 

إن على الذين يتخوفون على مستقبل سورية والمنطقة أن يبادروا إلى إقناع بشار الأسد وعصاباته بالانزياح من طريق الشعب السوري . سيكون هذا أضمن لمستقبل سورية . واقل كلفة على طريق التعيير . ,و أسهل من إقناع شعب بالتنازل عن كرامته لمصلحة عصابة من المستبدين والفاسدين ...

 

لقد انطلقت هذه الثورة تحت سقف المطالبة بالإصلاح ولكن ردود فعل النظام على الصرخات الاحتجاجية بما كان فيها من عنف وقسوة فجر الغضب الرافض في قلوب المواطنين وكانوا كلما ازداد النظام عنفا وقسوة ازداد سقف رفضهم ارتفاعا...

 

لقد انطلقت الثورة تحت شعار وسقف وطنيين ترفض أي شكل من أشكال التدخل ولكن إغراق النظام في ارتكاب المجازر وذبح الأبرياء واستهداف الأطفال واستخدام قاعدة من المجرمين في العدوان على حرمات الناس جعل الناس تتلفت حولها تبحث عن مظلة حماية للمدنيين ...

 

ولقد انطلقت الثورة ترفع الراية السلمية في أهدافها ووسائلها ولكن إمعان النظم في القتل والترويع وانتهاك الأعراض وبخلفية طائفية جعل الكثير من ضباط الجيش السوري وعناصره تنأى بنفسها عن هذا النظام ثم أن يأخذوا على عاتقهم الدفاع عن المدنيين ...

 

ما يزال النظام ممعنا في مشروع القتل والانتهاك والترويج لدعوى أنه يتعرض لمؤامرة كونية بسبب مواقفه المناهضة للامبريالية ولمشروع الهيمنة العالمية . فذبح الأطفال وانتهاك الأعراض وقتل الأبرياء واستعباد الناس وسرقة الثروة الوطنية هي جسر العبور للتصدي للصهيونية والامبريالية والاستعمار ..

 

يحفل سجل النظام السوري بين الولد والوالد بعشرات الجرئم ضد الإنسانية إن الحديث عن توثيق الجريمة كمحاولة البحث عن دليل على النهار ...

 

في السابع والعشرين من حزيران سنة 1980 اقتحمت قوات الأسد سجن تدمر الصحراوي فقتلت قريبا من ألف سوري في زنازينهم لم يقتحم السجن الإرهابيون ولا المندسون ولا تنظيم القاعدة ..

 

وتم تعذيب الطفل حمزة الخطيب في سجون الأسد الأب حيث لا يمكن أن يزعم أن الإرهابيين هم الذين فعلوا ذلك وبين هذه وتلك هناك الكثير من جرائم الحرب منها مجزرة حماة 1982 بأكثر من عشرين ألف شهيد . ومجازر جسر الشغور وإدلب وحلب ومجازر تل الزعتر والكرنتينا عمليات التدمير والاغتيال في لبنان من الزعيم كمال جنبلاط إلى الشيخ حسن خالد وصبحي الصالح إلى مجزرة كرم الزيتون وبابا عمرو والحولة  والدم ما يزال يسيل . لينبه القلوب والعقول

 

ذكرى .....!!

 

الخميس 31/5/2012م

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

أضف تعليقك

: الإسم

: التعليق

 

 



 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ