ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

إلى الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ..

كفوا عن استرضاء من لن يرضى

 والتفتوا إلى مشروع الثورة

زهير سالم*

 

كانت الخمسة عشر شهرا السابقة ، وهي عمر هذه الثورة المباركة ، كافية لكي يخوض السوريون مشروعاتهم للتعبير عن ذواتهم . في خلال تلك الأشهر على طولها بما رافقها من قسوة رجع الدماء ، كنا نرحب بكل مبادرة للإعلان عن الوجود في إطار التشكل ، وبكل لقاء وطني على طريق إعادة التشكيل . ونقدر أن الوقت الذي منحه الشعب السوري لإنجاز هذه المهمة كان كافيا للجميع . وأنه قد آن لهذه المحاولات أن تضع أوزارها .

 

ولن يعيب المحاولات الوطنية بعد طول عناء أن ترضى من الجهد بالإياب . وأن تخرج من الغمار بما لحق بها من غبار . لأن ( وقت الثورة ) فيما نجزم ونؤكد ليس مفتوحا لحساب القيل والقال . أو لهندسة الرغبات ، وصقل المرايا التي تعكس صور الذات . وحين نرضى بعد الجهد بالإياب ، لا نريد أن نلقي عبء المسئولية فيما يجري على الآخرين . هناك واقع وطني ودولي يجعل كلفةُ تجاوزه أكبر من مردوده وكفى .

 

 إن البحث عن لأسباب الموضوعية الذاتية والخارجية التي تجعل قرار القناعة بالتوقف عن مخض الماء ، ليس بذي جدوى في هذا المقام . لأن معرفتنا لهذه الأسباب في هذه المرحلة ليس بذي أهمية كبيرة . ولأن الجدل حولها هو في حد ذاته مضيعة وقت ، يجب أن تخصص كل ثانية فيه لدعم مشروع الثورة على الأرض ، وعلى كل المحاور التعبوية و الإنسانية على حد سواء . فليتوقف الجميع عن تبادل الكرة ، وعن العكوف حول أصنام الذات . ومن كان عنده فضل قوة فليقدمها لجيل الثوار . ومن كان عنده فضل كيد فليخص به هذا النظام .

 

إن التفكير في تطوير مشروع الثورة ، وفي إسناد شبابها ، وفي بذل أقصى الجهد لتلبية احتياجاتهم هي الأولوية التي لا يجوز أن تتقدم عليها أولوية . وإن أي تفكير خارج هذا الإطار بعد كل الذي كان ، سيؤدي إلى صرف الوقت و الجهد عن محاورهما الحقيقية .

 

 نعم كنا نفضل أن ننسق الجهد ، وأن نوحد الصف ، وأن يتعاون الجميع تحت المظلة الوطنية الجامعة بأي عنوان كانت ؛ ولكن ولما أصبح إنجاز هذا المظلة أبعد منالا من تحقيق أهداف الثورة نفسها كان على كل المخلصين أن يقنعوا بقول الشاعر العربي :

إذا لم تستطع أمرا فجاوزه إلى ما تستطيع ...

 

لقد توجه العاملون إلى فكرة اللقاء والحوار في المرحلة السابقة استئناسا يبعثهم أمل ويحدوهم رجاء. ولكن على ما يبدو أنه من الصعب كسب رضا من عندنا علم اليقين أنه لن يرضى ، سواء على الصعيد الوطني أو على الصعيد الدولي .

 

 ويبقى من حق كل فرد أو فريق أن يعمل على شاكلته. وإن كان للمجتمع الدولي في مشروعنا الوطني غنى فليتولاه هؤلاء الذين يثقون به ويثق بهم .

 

 ينطلق هذا النداء إلى الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا . يقول بعض هؤلاء لأولئك منهم لقد اعتنقنا هذه الراية عقودا طوالا في انتظار هذا اليوم . ومن حولنا إخوة لنا جانبوا وهم لصيقون ، وباعدوا وهم قريبون ، نعرف في قلوبهم من الخير ما نعرف من أنفسنا ، ونقدر عندهم من الحكمة والرأي والتدبير والعزيمة والبذل والتضحية ما الموقف بأمس الحاجة إليه . وهم جند مصاف لا يريدون فيه سمعة ولا شهرة ، يريدون فقط ثغرة ليسدوها ومهمة ليؤدوها. رسالة هؤلاء إلى أولئك تقدمونا لتفتحوا لنا الآفاق وتحددوا لنا المهام ونحن جند طاعة وعمل ولسنا دعاة مراء وجدل .

 

رسالة الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا بعضهم إلى بعض أن تصان الراية عن أن تكون مشجبا للشر تُعلق عليه الأخطاء وتنسب إليه الآثام . ويتحكك بها أصحاب الأغراض والأهواء . لا نرغب في هذا السياق الوطني في منابذة ولا في مخاصمة ولا في مشاحنة ؛ ولكن من حقنا بل من واجبنا أن نتجنب نافخ الكير يحرق ثيابنا تارة ، ونجد من ريحه ما نجد أخرى . وإذا كان يرضي بعض الناس أن يرتفع ولو على رأس رمح فليس من شأن العقلاء أن ينافسوه على ذلك ..

 

ينتظر الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا بعضهم من بعض أن يبادروا إلى سد الخلل الذي نشأ عن انشغالهم بما ظنوه الأهم ، وقدروه الأجدى والأنفع . ولن يعيبنا – فيما نقدر - أن ننسحب من خطوة خاطئة دخلناها بنوع من حسن الظن ، وسلامة الصدر ، ورغبة في اللقاء على الأمر الجامع .

 

وينتظر هؤلاء من أولئك أن يعودوا لحشد جهودهم الذاتية تحت راية النداء الجامع المفتوح ، وتوظيف طاقاتهم قلت أو كثرت على محاور الجهد الأساسية المرتبطة فقط بمشروع الثورة إسنادا وإمدادا ومعونة . وننهي دائما لأبناء شعبنا هذا جهدنا وهذا ما نملك ونرجو أن يعذرنا فيما لا نملك ( فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ..)

 

يكرر هؤلاء اليوم على مسامع أولئك : بادروا إلى تنظيم جهودنا على محاور الإسناد الأساسية في الداخل والخارج ، وإلى توظيف ما نملك من طاقات . والانفتاح على كل من يشمله العنوان الجامع بالقلوب والعقول . وإعادة تقويم الثقل الذاتي بوعي ضمن إطاره الوطني والعربي والإسلامي ...

 

إن أول ما يجب أن يحكم المعادلة الثورية أن نشتق مشروعنا من مشروع شعبنا الثائر على الأرض . وأن نعتبر أنفسنا قوة دعم وإسناد لهذا المشروع في منطلقه الشرعي وأفقه الوطني . وليس على أي أساس أو إطار مغلق ..

 

من الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ..إليهم ..

توكلوا على ربكم ...

اعرفوا حق أنفسكم ..

ثقوا بشعبكم كونوا له يكن لكم . كونوا معه يكن معكم ....

 

التحموا بمشروع جهادنا إسنادا وإمدادا وعونا وإغاثة ...و مزقوا الأثواب الضيقة وحطموا القواقع المتكلسة وارفعوا راية الدعوة الربانية ورددوا مع كل أبناء شعبكم ( هي لله ... هي لله ... لا السلطة ..ولا للجاه ..) واتركوا السلطة والجاه لأهلهما . واعلموا أنهم إن يظهروا عليكم اليوم لا يرقبوا فيكم ولا في أهليكم ولا في ذراريكم إلّا ولا ذمة .

 

وتذكروا (( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ..))

 

السبت 26/5/2012م

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ