ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

إنه بعض العجز علينا أن نعترف...

لماذا لا تتحول قضية شعبنا إلى قضية رأي عام ؟!

زهير سالم*

 

بعد ما يقرب من عام على ثورة شعبنا البطولية، وتضحياته الجسام، وبشاعة الجرائم التي تُرتكب بحق أبناء شعبنا؛ من قتل وانتهاك وتعذيب. مع قائمة طويلة من الأطفال الشهداء، وأجسادهم التي نالها التعذيب والتشويه؛ مع كل ذلك فإن هذه المأساة الإنسانية بأبعادها الفاجعة لم تجد سبيلها حتى اليوم إلى الرأي العام لا على المستوى العربي والإسلامي ولا على المستوى الإنساني..

 

فعلى المستوى الأول ( العربي والإسلامي ) ما نظن أن سفك الدم السوري بالطريقة التي يتم بها أقل نكارة في الميزان الشرعي، وفي الحس الإسلامي العام من نكارة الصور المسيئة التي اهتز لها محور ( طنجة – جاكرتا ) بمظاهرات هادرة أذهلت العالم. في الميزان الإسلامي العام دم المسلم أشد حرمة عند الله من هدم الكعبة..

 

وعلى مستوى الرأي العام الإنساني أو لأقل العالمي فإن الحدث الفاجع ما يزال خارج السياق، على الرغم من تجاوز العدوان على الشعب السوري؛ في أمده، وحجمه، وبشاعة جرائمه ، ما جرى في العدوانيين البشعين على لبنان / 2006 ، وعلى غزة 2009 / وما لقيه هذان العدوانان من استنكار الرأي العام العربي والإسلامي والإنساني..

 

نعم لقد تجاوز عدد الضحايا في حجمه ما نجم عن العدوانيين الآثمين معا، وفاق عدد الأطفال الذين قتلوا في سورية ما قتله الإسرائيلي بالفسفور الأبيض في غزة، وبينما لم يمت أحد في غزة ولا في لبنان تحت التعذيب فإن المئات من السوريين قد قضوا بهذه الطريقة الوحشية من بينهم الكثير من الأطفال.

 

 الدرس الذي يجب أن نستفيده – ربما - من هذه الحرب الأثيمة أن نتوقف عن التمييز بين القتلة والمجرمين على هويتهم. فالقاتل مدان مهما تكن هويته، بل لعلي أدعو على مذهب طرفة بن العبد أن تكون إدانتنا للقاتل القريب أشد من إدانتنا للقاتل البعيد. ليس ذلك على سبيل السماحة مع الثاني كما قد يحاول أن يتصيد البعض بل لأننا لا نتوقع من العدو البعيد إلا القتل. وأنه قد كتب علينا أن يقاتلنا ونقاتله.. بينما هؤلاء الذين يلتحفون عباءتنا، ويمتطون دبابتنا ثم يذبحوننا بعتادنا الوطني هم العدو الخفي الذي لن ننتصر على العدو البعيد ما لم ننتصر عليهم..

 

إذن لماذا لم تجد الجريمة التي تُرتكب بحق شعبنا طريقها إلى الرأي العام العربي والإسلامي والإنساني مع كثرة الضحايا، وفظاعة الجريمة وامتداد الزمن؟! سؤال أطرحه ولا أزعم أنني أملك الجواب الشافي عليه...

 

 لن أقبل أن أجيب على التساؤل على طريقة ابن علي ومبارك والقذافي وبشار الأسد بأنها المؤامرة المدبرة ضد الشعب السوري والتواطؤ المبيت على أبنائه..

 

 ولن أتغافل في الوقت نفسه عن هجمة أجهزة النظام المعاكسة والمال الحرام الذي يدفعه إلى شبيحته الإعلاميين على أكثر من مستوى. فكل مقال بمغلف أبيض مكتنز. وكل مقابلة على فضائية بمعيار يعد فيها الكم ويقاس الحجم مع أو ضد. ولا يمكنني أن أُغفل في السياق مؤتمرات واتحادات ونقابات تتحكم فيها نخب احترفت التزوير وكذا مراكز الدراسات المرتبطة بالولي الفقيه مدادا أو ولاء، والتي ترى في دم الشعب السوري إدراكا لثأر من ( تيم وعدي ) كما يردد الرواديد كل يوم على قنوات الفضاء.

 

ربما لا يحق لي في السياق أن أغفل الذين يتحكمون في ماكينة الإعلام العالمي. والذين همزهم رجل الأعمال رامي مخلوف لتنبيههم على حقيقة الجناية التي يمكن أن يجنوها على أنفسهم. مع عدم إدراكه أن الأمر اليوم قد خرج من يديه ومن أيديهم...

 

كل الذي ذكرته من أسباب لم يكن لمتابع سياسي أن يغفل عنه أو ينساه. وهو الجهد المعاكس في الحرب المرتدة، وهو حق الآخر في الدفاع عن باطله، و سيكون الآخر في غاية في الغباء إن لم يسع لحماية وجوده. ولكن كل ذلك ليس كافيا لتفسير غياب قضية الشعب السوري بأبعادها الإنسانية والسياسية عن أجندة الرأي العام.

 

ليبقى السؤال الأساسي مفتوحا لماذا لم تتحول قضية الشعب السوري بكل أبعادها العادلة والكارثية الفاجعة وزمنها المتطاول وحجم ضحاياها إلى قضية رأي عام؟!

 

والعالم هو العالم، والإنسان هو الإنسان، والمسلم هو المسلم، والعربي هو العربي..وفواجعنا أشد وأقسى من كل ما شهدته المنطقة من قبل..!!!!

 

هل علينا أن نعترف أنه شيء من العجز، وشيء من نقص التنظيم، وشيء من التخلي، وشيء من الفوضى وأشياء أخرى كثيرة ربما يثبتها غيري. ليجيب على الاستحقاق الوطني: كيف نجعل من قضية شعبنا قضية رأي عام..

 

كيف نجعل وسائل الإعلام المهنية تعترف أن دماء ما يقرب من ثلاث مائة سوري ذبحوا جمعة ( عذرا حماة سامحينا ) أكثر أهمية من بعض شغب الملاعب يجري في بلاد الآخرين . كيف نوصل حقائق مظلومتنا إلى شعوب العالم ، وكيف يمكن أن نجعل المتظاهرين المتعاطفين معنا يضجون في عواصم العالم مرة حول السفارات السورية وأخرى حول السفارات الروسية وثالثة حول السفارات الإيرانية تندد بالقتلة على أفعالهم لا على هوياتهم..؟! كيف نستنفر العرب والترك والباكستانيين والملاويين والإندونيسيين والبنغال والبريطانيين والفرنسيين والاستراليين والأمريكيين ولا ننسى أننا مشردون أصلا في كل تلك الأصقاع..؟

 

ربما السؤال المفتوح يستحق قيادات للمعارضة مسئولة؟ قيادات ورشات العمل لمعرفة الأسباب وتحديد الطرائق والآليات أولا، ولست من الذين يزعمون أنهم يملكون الأجوبة الجاهزة على كل سؤال.. ويحتاج الأمر أجندة قرار ثانيا، وتكليفا لمجموعة عمل ثالثا. وانطلاقا وفق خطة مخطوطة على كل المسارات لا أزعم أبدا أن الأمر سهلا، ولكنني أؤكد أنه من الممكن القريب بقليل من المعرفة وقليل من الإرادة وبتوظيف بعض الطاقات...

 

قديما قالها أبو الطيب:

ولم أر في عيوب الناس عيبا... كنقص القادرين على التمام

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

السبت 4/2/2012م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ