ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 26/01/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

أعيدوا قراءة رسالتكم قبل إرسالها إلى الشعب السوري

مرتين...

زهير سالم*

 

ابتداء أقول أنا قرأت رسالتي هذه إليكم ثلاث مرات. وأقول أرجو أن تجد رسالتي هذه من وقت المعنيين بها ما يكفي. وأقول إذا كنت في موطن من ينبه ويتخوف ويحذر فلست في مقام من يتوعد أو يهدد..

 

وعلى الرغم من اختلاف أصحاب القرار وأصحاب الموقف على الساحة السورية الداخلية وعلى الساحتين الإقليمية والدولية على أمور كثيرة، بل ربما يكون ما يختلفون عليه هو الأكثر..فإن هناك ولا شك أمورا يتفق على رفضها وعلى التخوف منها الجميع. ولكن الكثيرين يدفعون إليها البعض بمباشرتهم والآخرون بتخليهم..

 

لا أحد في العالم فيما أزعم ، لا في سورية ولا خارجها ، يريد في سورية تمزقا طائفيا ولا حربا أهلية. لنقل إن هذا محل اتفاق.

 

حتى بشار الأسد الذي يحكم سورية هو وأمه وأخوه ماهر وأخته بشرى وصهره آصف وابن خاله رامي – كما صرح الأخير – والذي يستعين بزوج عمته يوسف أحمد سفيرا في الجامعة العربية وبابن خالته عاطف نجيب مسئولا للأمن في درعا وزوج ابنة خالته الذي اضطر إلى إعادته إلى عمله برا بخالته. دون أن ننسى بالطبع الوردة اللندنية التي لم تنبت في الأرض السورية فاضطر بشار الأسد أن يغرسها في صحراء دمشق!! غرسا لتلفت نظر الفرنسيين فتكتب صحفهم عن ( الوردة في صحراء )

 

حتى بشار الأسد هذا كان المفضل عنده أن يضع رجلا على رجل أمام الصحفيين الأجانب ليحدثهم عن الوحدة الوطنية، وأن يستحضر شهادات موثقة من قبل رجال دين – رغم إصراره على علمانية الدولة – على أن الدولة التي يقودها رمز للتسامح والإخاء..

 

أنا أؤكد أن بشار الأسد كان يحب أن يصبر عليه السوريون جيلا آخر حتى يحقق لهم مشروع الإصلاح الذي يأملونه، وربما على يد ولده الذي كان يحب أن يربيه على قيم الديمقراطية والاعتراف بالآخر واحترام ثقافة حقوق الإنسان. أقرر كل هذا لأصل إلى أن بشار الأسد هو الآخر يدخل ضمن التوافقية الكبرى فينضم إلى الذين لا يفضلون في سورية صراعا طائفيا ولا الانتهاء إلى الحرب الأهلية..

 

إذن الحرب الأهلية لا يريدها أحد، ولكن الثورة المباغتة التي حاصرت بشار الأسد في الزاوية الضيقة جعلته يرى في استدعاء عنوان ( المؤامرة الخارجية ) و ( الفتنة الطائفية ) والدفع باتجاه الحرب الأهلية مخرجا وحيدا من الأزمة التي حاصرته على غير توقع منه. على كره منه يرى بشار الأسد في الحرب الأهلية مخرجا، فهو يشعر أنه الطرف الأقوى في هذه الحرب بما يسيطر عليه من مفاصل الدولة، وإمكاناتها، وأدوات العنف فيها، وبما تقدمه له من جهة أخرى من غطاء قانوني بوصفه الجهة المخولة حسب ظاهر الأمر، باستخدام العنف تحت ذريعة الحفاظ على الأمن. ولذا فقد كان بشار الأسد منذ الأيام الأولى للثورة يبحث بالمجهر عن وجود مسلحين، يتخيلهم عابرين للحدود مرة من الأردن وأخرى من لبنان، وثالثة منحدرين من المخيمات الفلسطينية..هذا قبل أن تتاح له الفرصة لاختراع وهم المندسين والسلفيين والعصابات المسلحة...

 

أصبحت الحرب الأهلية بكل تداعياتها الكارثية بالنسبة لبشار الأسد مخرجا وحلا وأقل كلفة على ما يتصور هو من مشروع إصلاح جاد وذي مصداقية يمكن أن يذهب بملكه وملك أبيه وأخيه وآل الأسد أجمعين..

 

حجم المغامرة في الحرب الأهلية بالنسبة لبشار الأسد محدود، ولاسيما وهو يدرسها في إطار واقع دولي وإقليمي منشغل بنفسه أو متشاغل، مع ارتكازه على ركن ركين ليس من الدعم الروسي كما يتخيل الكثيرون ولكن من ( حيث كشف ابن خاله ) بغباء غير محدود.

 

ولن يضير بشار الأسد في اختياره لهذا المخرج أن يطفو قاربه على بحر من دماء السوريين!! هو يعلم وهم يعلمون، أن قارب والده ، والذي ورثه عنه كان يبحر في بحر الدماء نفسه، وكان ( هذا العالم الذي يتهمه بشار بالنفاق ) يأتي إلى دمشق ليقدم ضروب الولاء، وينثر عبارات الثناء. ولعل هذا ما كان يدور في ذهنه وهو يبشر أنهم سيأتون غدا إلى دمشق لتقديم الاعتذار. أو لعله كان يستعيد عبارة سيف القذافي (إنهم كانوا يقبلون أحذيتنا!!)

 

وبالمقابل فإن المتضرر الأول من الحرب الأهلية، ومما يطلق عليه الفتنة الطائفية، ويشار إليه بعسكرة الثورة؛ هو الشعب السوري، ومشروع التحرر الوطني الذي يسعى إليه. كل القوى الحية في سورية تعرف هذا، وتحاول أن تتجنبه تفعل هذا لأسباب مبدئية أخلاقية أولا، وتتمسك بسلمية الثورة كخيار استراتيجي أساسي تمسك به الثائرون منذ الأيام الأولى لانطلاقة ثورتهم. وتصر عليه  لأنها تعلم أنها ستدفع غاليا ثمن الخيار الآخر فيما لو نجح بشار الأسد في فرضه عليها، ليس من دماء أبنائها فقط، وكل أبناء سورية هم أبناؤها، وإنما ستدفع غاليا من حاضر سورية وربما من مستقبلها أيضا..

 

المهم في هذه الرسالة أن يتحمل المجتمع الدولي والمجتمع العربي مسئولياتهما وألا يسمحوا لبشار الأسد أن يختبئ وراء مفهوم السيادة الوطنية فيفرض على الشعب السوري خياراته القاتلة تحت شعار ( شعبي وأنا حر فيه ). لا يمكن للضمير العالمي أن يختبئ  حتى النهاية، وراء الفيتو الروسي والصيني أو حتى وراء الانقسام العربي..

 

هذه ساحة حرب مكشوفة، هي حرب حتى الساعة من طرف واحد، فيها نظام قاتل، وشعب مقتول. هناك في الشأن السوري اليوم لافتتان يجتمع تحتهما الناس: لافتة طلاب الحرية والعدل والكرامة من أبناء سورية ولافتة قتل الأحرار والأطفال. وكل من يدافع عن اللافتة الثانية ولو بشطر كلمة يغمس خبز يومه بدم أبناء سورية وأطفالها، مهما زور وزيف وفذلك وتفلسف، وتحدث عن وهم السيادة القومية والوطنية أو متلوثات الممانعة والمقاومة الجوفاء...

 

وحين يفكر أحد في هذا العالم على مستوى الدول والحكومات والأحزاب والجماعات والأفراد أن يرسل إلى الشعب السوري رسالة الخذلان واليأس ننصحه أن يقرأ رسالته هذه مرتين ليس لأنه بهذه الرسالة سيصير نصيرا للقاتل الأثيم فقط بل لأن رسالته ستحمل إلى المقتول السوري الحقيقة العربية الجبرية المطلقة:

إذا لم يكن غير الأسنة مركبا.... فما حيلة المضطر إلا ركوبها

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

الخميس 26/1/2012م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ