ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 05/09/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

دعونا نختلف بثقافة أخرى

زهير سالم*

 

عاش شعبنا السوري قريبا من نصف قرن في ظل نظام يحتكر الحكمة والصواب والوطنية، ويتهم المخالفين له بالحماقة والجهل والخيانة والضلوع في المؤامرة المتعددة الرؤوس والأوجه والألوان. حتى تحولت ثقافة نبذ الآخر واتهامه بعقله أو وطنيته وأحيانا بدينه وعقيدته إلى بلوى عامة منتشرة على الساحة السورية بين سواد كبير من أبناء الوطن الواحد، يتنابذون بكبير التهم، ويتربص بعضهم ببعض، ويخاف بعضهم من بعض. مع أن الاختلاف والتباين في الرؤية والتقدير هو الفطرة الأولية في خلق الناس، و الأصل الأول في قواعد قيام الدول والمجتمعات: ((وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ - إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ - وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ... )).

 

ولو حاولنا أن نستقصي أسباب وخلفيات الاختلاف البشري العقائدية والعقلية والثقافية والنفسية والنفعية والذرائعية لطال بنا المقام. وبعيدا عن الاستبداد وثقافته سنجد غالبا لأوجه الاختلاف منطقيتها ومسوغاتها من الحقيقة الشرعية أو العقلية أو المعرفية الثقافية أو البيئية؛ وسندرك أن من ضلال الثقافة أن نفزع في تعليل اختلافاتنا دائما إلى سياقات الخيانة والمؤامرة والبلادة والحماقة والجمود والرجعية وما شئت من عناوين بعد..

 

من كبير الإثم في الثقافة الشائعة اليوم في صفوف بعض الناس في تقدير أو تقويم مخالفيهم من الأشخاص أو الهيئات أو الأفكار الفزعة المباشرة إلى الاتهام بالعمالة تارة لهذه الجهة أو تلك على المستويات الإقليمية أو الدولية على حد سواء..

 

بعض الناس لا يريد أن يتعب نفسه في تمحيص أو تحقيق أو تدقيق فيما يعرض عليه فيرى أن في( الاتهام بالكبيرة بمدلوليها الشرعي والوطني ) نصرا بالضربة القاضية يحققه على مخالفيه. فيبادر إلى شطبهم بإشهار سيف التخوين قبل استعمال منطق النقد والتمحيص. وبعد الكفر الشرعي أو الخيانة الوطنية لا يبقى معنى للحديث عن أي ذنب!!

 

على الصعيد الشرعي الإسلامي عانى المسلمون طويلا، وربما ما يزالون، من منطق يصادر حساب المصالح والمفاسد بقاطع التحريم السابق والحاسم. يقول لك من يريد أن يقطع عليك طريق تقليب الأمور على مدارجها : (حرام ) وكفى. وهو في قوله (حرام) لا يتحدث عن (حرام بيّن) عنده فيه من الله برهان، ولا يعتمد دليلا قطعيا في ثبوته أو في دلالته أو فيهما على السواء.

 

وحين نتحدث عن مجتمع تعددي ديمقراطي فإن من أبسط قواعد هذا المجتمع أن نجد فيه للمخالف على كل صعيد مقعدا محترما يليق بشريك وطني. والمخالف هنا شخص أو هيئة أو عقيدة أو فكرة.

 

كان الفقيه الحق في تاريخ هذا الدين يقول: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. وهذا موقف أصيل ما زلنا نحتاجه اليوم في الفقه، ولكننا أشد حاجة إليه في السياسة..

 

حين ندعو- اليوم - إلى الثورة على النظام فإن علينا أن نبدأ بالثورة على بعض ثقافته التي تكرست في نفوسنا. بل من يدري لعلها بعض ثقافة عصور الانغلاق التي أوصلته وأوصلتنا إلى ما نحن فيه..

 

وحين أستمع إلى بعض من يعتبرون أنفسهم مبشرين بالديمقراطية والتعددية والانفتاح الثقافي يبادرون إلى رد ما لا يروق لهم بالصيغ الاتهامية التي يلجأ النظام إليها تذهب نفسي إشفاقا وحسرة..

 

نعم نحن مختلفون وعلى أكثر من مستوى في تقويم الكثير من الأشخاص والمواقف والخطوات، ولكنه الخلاف الذي لا يفرقنا ولا يشرذمنا ولا يبعث فينا الريبة والشك والخوف.

 

في المجتمع التعددي الديمقراطي الذي ننشد لا مكان لثقافة الاتهام ، لا مكان للتكفير ولا للتخوين، ولا للنبذ. وإذا لم تتمكن هذه الثقافة المتعالية من ضمائرنا فنحن بحاجة إلى ثورة في ثورتنا..

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الاثنين 5/9/2011م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

تعليقات القراء

   

جزاك الله خيرا يا أستاذ زهير على هذا المقال ووفقك لنصرة أهلنا المستضعفين في سويا

أبو سعد - قطر

================

مقال حري به أن يكتب بماء الذهب

الأخ الفاضل الأستاذ أبو الطيب حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتحية طيبة مباركة وأسعد الله أوقاتكم بكل خير وتوفيق وبعد

بارك الله جهودكم وإسهاماتكم المتميزة في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية التي يمر بها الشعب

 السوري في ثورته المباركة والمنصورة بإذن الله.

ماأحوجنا للمزيد من هذه المقالات الراقية لتضييق الفجوة فيما بيننا أبناء الحركة السلامية

وثانيا محاولة فهم من حولنا من أطياف المعارضة السورية شركائنا في الوطن

على أمل أن ألقاكم دوما على  خير تفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير

أخوكم

عماد أحمد النداف - أبو هشام

بلنسية - إسبانيا

================

(الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها)

أرى في العبارة أعلاه إجحافا بحق هذا المقال .. فأقول : هذه الرؤية تعبر عن رأي كل سوري حر .. بل كل إنسان حضاري حر

محمود عثمان

================  

الاختلافات في الآراء تفتح المجال أمام الابتكارات

تشكرون على مقالكم هذا وآرائكم القوية

والسلام

جان كورد

================  

السلام عليكم  ماقرأت لك يوما شيئا الا وجدت كل ما احب ان اقول سلمت يداك ولا فوك أخي ابا الطيب

تحياتي لكم

ابو مصطفى الشمال

================

لاشك ان هذا الكلام الذي خطه الأخ زهير جيد ويعبر عما يجب أن نكون عليه جميعا في قضية الإختلاف , ولقد قرأنا الكثير مما كتب في هذا المجال .

لكن عندما ننزل ذلك على أرض الواقع فنجد بونا شاسعا بين النظرية والتطبيق وهذا التناقض لاتختص به جهة او شخص بل هو ظاهرة عامة تعاني منها الساحة , ويستثنى من ذلك من أعانه الله فشذب ذلك وفق ما طرحه الأخ زهير .

لكن يبقى الواقع مؤلم فلقد عايشنا وشاهدنا ورصدنا خلافات ظاهرها على مبادئ وباطنها شخصي ومناطقي وحظ للنفس وغير ذلك وكلنا له نصيب من هذا البلاء .

طريف السيد عيسى

================

هكذا هم المواطنون الذين يعرفون حق المواطنة المتحضرون بثقافتهم و فكرهم و آرائهم النابعة من عمق المفهوم الاسلامي المنهجي الحقيقي المصيب - بارك الله بك استاذنا الفاضل و رعاك وانعم عليك بالمزيد من الخير في كل الشؤون-

د محمد دامس كيلاني

=======================

جزاك الله خيرا

كلام جميل ويجب على كل انسان له مكانه بين الناس ان يعي ذلك وينأى بنفسه

عن المصالح الشخصيه التي تدمره ومن حوله

=======================

صدقت يا أستاذ زهير لا بد أن نزيح فكر الإقصاء من قلوبنا ، ولا بد أن يحترم كل منا أخاه ، الثورة السورية العظيمة ثورة المظلومين ضد الظالمين أينما كانوا فلن تقبل سوريا بعد اليوم بظالم يقصي أبناء شعبه بإذن الله .

أبو حسان

=======================  

في المجتمع التعددي الديمقراطي الذي ننشد لامكان لثقافة الاتهام، وإذا لم تتمكن هذه الثقافة المتعالية من  ضمائرنا فنحن بحاجة إلى ثورة في ثورتنا.صدقت أباالطيب وبوركت وبارك الله في قلمك.

د.جهاد عبد العليم الفرا كوبنهاجن ـ الدانمرك

=======================

ما أحوجنا اليوم إلى موجّه يردنا إلى جادة الحق

وما أجدنا أشد حاجة من أن نسمع كلمة التسامح تشنف آذاننا وتسكن لها أفئدتنا

وما أروعها من معانٍ تستقر في عامق أعماقنا من قلب محب واعٍ حريص غيور إلى قلب يتلهف أن تصله هذه النفحات

لافض فوك يا أستاذ زهير يا ابا الطّيب  ويا ابا الطِيب

ورحم الله رحماً أنجبك ودمت مشعل نور على درب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة

وإني أتنمى على إخواني الذين دخلوا معمعة السياسة وهم من رجال الدعوة أن يقفوا لحظة عند هذه الكلمات

ابو عبد الكريم منلا - مكة المكرمة

=======================

السلام عليكم

اشكرك استاذ الفاضل على مثل هذا الاراء الذي نحتاج اليها في وقت المجتمعات الاسلامية في المنطقة مقبلة على فجر جديد يجب علينا مع اعمار ماخربه الانظمة الحاكمة ان نبداء باعمار ماخربه او غرسه من افكار لا انسانية في نفوس ابناء هذه المجتمعات

ريدار احمد

=======================


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ