ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 20/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بين

أن نصفق للبطل وأن نكونه

تحصين ضد الخوف

زهير سالم*

 

الخوف حالة شعورية تتملك الإنسان وتستبد به. أحيانا ينشأ الخوف استجابة لعوامل خارجية تهدد حياة الإنسان، أو تلحق الضرر البين بجسمه أو بعقله أو بعرضه أو بماله. وأحيانا ينبع الخوف من عالم النفس ووساوسها وخيالاتها. بعض الناس يخافون من الظلمة، وبعضهم يصيبهم الذعر من الأماكن المرتفعة، وآخرون يقلقون من الأماكن المغلقة، وآخرون يخافون من العفاريت والغيلان ، وبعض الناس يعيش هاجس الخوف من الموت أو من المرض أو من الفقر، ويخاف بعض أصحاب الوسواس من كل اثنين يتناجيان لأنه يعتقد جازما أنهما يتآمران عليه، وإن رآهما يضحكان أيقن أنهما يسخران منه..

 

والخوف شعور إنساني أصيل يساعد الإنسان على حماية وجوده. فالخوف من الموت هو الوجه الآخر للتمسك بالحياة. والخوف من الظلم هو الوجه الآخر لحب العدل. ويشكل الخوف جرس الإنذار الذي يجعل الإنسان حذرا محتاطا متوقيا. ويكون هذا الخوف أحيانا مشروعا ومسوغا بسبب عوامل التهديد الحقيقية ، وأحيانا يكون الخوف مرضا أو قلقا غير مسوغ ينشأ من عوامل متوهمة أو مبالغا في تقديرها، وفي بعض الأحيان تُستصحب عوامل الخوف من ظرف إلى ظرف، ومن حال إلى حال؛ تقول العرب إن من لسعته الأفعى يخاف من اهتزاز أي حبل أمام عينيه..

 

ويوظف المستبدون غريزة الخوف هذه في الدفاع عن ذواتهم وعن وجودهم. والسمعة المرعبة للأجهزة الأمنية هي جزء من استراتيجية هذه الأنظمة في إحكام السيطرة على الناس. يبالغ البعض أحيانا، على سبيل التشنيع على المستبدين ، في تهويل ما يجري على أيدي أجهزة الأمن في أقبية الرعب المظلمة. فيشارك هؤلاء دون أن يشعروا في تحقيق أهداف المستبد في استثارة غريزة الخوف والحذر في نفوس الناس بحيث تشيع الثقافة السلبية: ( السعيد من اتعظ بغيره..)، ( امش الحيط ..الحيط..وقل..)، ( وكل من أخذ أمي..)، ( وابعد عن الشر وغن له..)، ( ويصطفلو )..( وما دخلنا..)..

 

خرجت أفعى عظيمة، أيام سيدنا عمر رضي الله عنه، ظاهر المدينة المنورة فقطعت الطريق على العابرين، وأخذ الناس يتداولون أمرها، وجاء رجل يهول من أمر هذه الأفعى : ما أطولها؟!! ما أعظمها؟! ما أوسع شدقيها؟! ما أطول نابيها؟! كيف تنفث الشرر من عينيها؟! فخفقه سيدنا عمر رضي الله عنه بالدرة وقال له: لا تُخٍفْ قلوبَ المسلمين لا أُمَّ لك..

 

نقدم كل هذا..

ليبقى هدف كسر حاجز الخوف في نفوس الناس على طريق مشروع التغيير العام متقدما على جميع الأهداف الجانبية وإن كانت مشروعة أو مطلوبة في حقيقتها.

 

هل نحن بحاجة إلى عمليات تجميل لزنازين المستبدين، ولأدواتها، وللقائمين عليها؟! أشعر أن تسهيل الموت على نفوس الناس على طريقة الاستشهاديين والفدائيين والانتحاريين والمشتعلين سيكون أهون من مهمة المواجهة مع ضابط التحقيق أو سوطه وهي معادلة على غرابتها تستحق المزيد من التحليل..

 

يحتاج الخطاب الإصلاحي، لنجاح مشروعه العام، التوقف عن بث الخوف في نفوس الناس..

 

المطلوب إسقاط أقنعة العفاريت عن وجوه هؤلاء الناس . ليسوا غيلان، ولا عفاريت، وإذا كانت قناة الجزيرة قد أباحت لنفسها أن ترينا وجوه شارون ولبيرمان ونتنياهو وباراك، فعلى أبناء شعوبنا أن يتأكدوا أن وجوه رجال الأقبية وقلوبهم لن تكون أكثر قبحا من أولئك..

 

فهؤلاء كما رأينا، في مثل زين العابدين، بشر ضعفاء يألمون ويخافون ويحذرون، وهل سيقبل مني أن أقول ويحبون ويأملون..!!

 

وصلني منذ أيام تقرير كتبه من وصف نفسه بأنه سجين سعودي سابق في فرع فلسطين في دمشق، كان التقرير مخيفا وفظيعا، بالنسبة إلي كنت أقدر أن هذا النمط من القسوة قد انتفى من السجون السورية مع إغلاق معتقل تدمر سيء السمعة والتاريخ. التقرير كان فظيعا ولكنه ليس أكثر فظاعة مما فعله بنفسه الفتى (البوعزيزي)، الذي يصفق له اليوم الجميع.. لم أنشر التقرير لدواع كثيرة منها ألا أكون شريكا في بث ثقافة الخوف بين المواطنين..

 

الخوف لا يواجه بالمحاضرات ولا بالمقالات ولا بالبيانات والتصريحات. ولا يواجه بأن أقول للناس أقدموا وأنا في آخر الصفوف، ولا أن أهيب بهم أن ويحكم هبوا وأن متكئ على أريكة ظل الصيف ودفء الشتاء..

 

التصفيق للأبطال ليس بطولة. والتغني بأمجادهم أحاديث عاجزين. وإذا كانت حالة الخوف في وطننا قد سادت فإن المطلوب فعل حقيقي يعتبر قوله تعالى (( كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )). المطلوب فعل بطولي قادر على ردم الفجوة بيننا وبين أوطاننا ولو بأجسادنا كما فعل الفتى البوعزيزي وإخوانه..

 

وحملة الانتصار على الخوف لا يمكن أن يقودها الخائفون ولا المترددون. وحقنا في أوطاننا، هو حق الشراكة في أرضها وفي سمائها وفي قرارها وفي بنائها وفي صيانتها وفي الدفاع عنها وحمايتها، حقوق لا يمكن لأحد أن يتنازل عنها كما لا يمكن لأحد أن يلغيها..

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الخميس 20/1/2011م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 

تعليقات القراء

   

أولا أنت تتحدث في موضوع لا وجود له ففي سوريا مثلا لا أحد يشعر بالخوف إلا أن يكون جانياً والحياة سهلة وميسرة فبالفراطة يمكنك أن تعيش يومك كالملك والشعب مثقف ويقرأ التاريخ جيداً فيصلح ويقارب ويسدد ولا يأبه بمواويل نفخة الكير، الشعب في وادي آخر فكلامكم أجنبي عنه ،الناس مع الممانعة والمقاومة، ولا يعشمن الحياري في دخان يصعد من جسد محروق يطمعهم في مآربهم فذاك بعيد ،بنية تحتية ممتازة، ضبط وربط،أمن وأمان،مقاومة وممانعة،وقمع للإرهاب فماذا يريد السوري أحلي من هييك!!!

 Ibrahim At-tayeb


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ