ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 04/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

من كنيسة سيدة النجاة إلى كنيسة القديسين

لا... ليسوا الحلقة الأضعف

زهير سالم*

 

ما كان للجريمة البشعة التي وقعت على كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية أن تمر مر السحاب. وتأكيد الاستنكار مع كل جريمة وفاجعة ليس تكرارا. وكون الجريمة ترتكب، زورا، باسم الإسلام أو باسم أهله يزيد من بشاعتها ونكارتها، ويستدعينا أكثر إلى تمزيق أقنعة الزور عن وجهها...

 

إن تصنيفنا الأول للجرائم المتتالية التي تقع على أبناء مجتمعاتنا المستضعفة من دوائر المستكبرين والمنفلتين هو أنها جرائم ترتكب ضد الإنسانية، وتنتهك أول ما تنتهك قيمة الإنسان. وهؤلاء الذين يرتكبون جرائم العدوان على الإنسان، دمه وعرضه وعقله وحريته وماله ، هم على الحقيقة الشرعية والمدنية؛ أعداء الحياة، وأعداء الإنسانية، وأعداء الحضارة، وأعداء الأديان وأعداء الإيمان وأعداء الإسلام. وأن أي محاولة لخلط الأوراق وتوظيف هذه الجرائم بحسابها على أي صيغة من صيغ العيش المشترك التي يظللها الإسلام وتحميها مجتمعاته، المتعددة أصلا، هي محاولة مرفوضة ومستنكرة ومدانة.

 

 ما زال العدوان مستمرا على إنسان هذه الأمة منذ فقدت سلطانها على ذاتها، وقدرتها على حماية وجودها. وإنه لأبشع من الجريمة نفسها ما يحاوله البعض من التمييز بين إنسان وإنسان، وتحريض إنسان على إنسان بسبب لون أو عرق أو دين أو عقيدة لضرب أبناء المجتمع الواحد، والإنسانية الواحدة بعضهم ببعض..

 

وإن أخطر ما في هذه الجرائم البشعة ما فيها من عدوان على قدس الله في الإنسان والبنيان؛ ويبقى تشويه صورة الإسلام ومجتمعاته أحد الأهداف الخفية للحرب الحضارية المعلنة على الإسلام وأهله هذه الحرب التي يديرها عدو حاقد و منبوذ جاحد.

 

 وها نحن بعد عقود من البغي والصبر.. البغي الذي مارسته دوائر الاستبداد والفساد على مجتمعاتنا قتلا واعتقالا وتشريدا، والصبر الذي أبدته القاعدة الصلبة من أبناء هذه المجتمعات إباء واحتسابا وتصميما على صون الهوية وحماية الذات... ها نحن اليوم نواجه المؤامرة الدنيئة الماكرة، لتفتيت هذه المجتمعات، والنيل منها، وتشويه صورتها بأسلوب جديد، وعلى أيدي ثنائي المكر والجهل. لقد انتقل مخطط القتل والترويع سيء الإعداد والتنفيذ لضرب أبناء مجتمعاتنا بعضهم ببعض، وإظهارنا في صورة أبناء الغابة يبغي بعضنا على بعض، ويستضعف بعضنا بعضاً، وباسم الإسلام الذي جاء ليحرر الإنسان، ويعمم الكرامة على الناس أجمعين.

 

سيخيب الفأل ويرتد القوس على راميه، ومرة أخرى ستخرج أمتنا من المعمعة أصلب عودا، وأشد التحاما؛ وعندها سيكتشف المتآمرون على وحدتنا ولحمتنا وألفتنا أن صخرتنا أصلب ، وأن قاعدتنا أمتن، وأن ليس في دائرتنا حلقة أضعف، يراهن عليها المراهنون ؛ بل إن أضعف حلقاتنا هي أقواها، قوة ذاتية مستمدة من جذور ضاربة في أعماق المكان والزمان والحضارة، ،مستندة إلى قوة من شريعة السماء التي تظللنا، ومتكئة على وشائج الرحم التي تربطنا، ومرتبطة بمواثيق الألفة التي لن تزداد على مر الزمان إلا مضاء..

 

وحين نغضب للجريمة، وحين ندينها ونستنكرها ونأباها نفعل كل ذلك بوصفها وقعت علينا، على شريعتنا بأحكامها الواضحة الجلية، وعلى أمتنا النقية البهية . وقعت علينا في العراق، ووقعت علينا في مصر وندرك جميعا أنها بعض الضريبة ندفعها مسلمين ومسيحيين لغياب صوت العادل يظللنا جميعا: متى استعبدتم الناس...؟! هذه الجريمة وسوابقها على كل الجبهات هي ثمن لتحررنا وكرامتنا وعزتنا أجمعين..

 

نقول للمجرمين قتلة الإنسان حيثما كانوا، وبأي زي تزيوا، وتحت أي عنوان عملوا، وبأي سلاح قتلوا: شَلّت الأيدي، وشاهت الوجوه. و لأمتنا أجمع وللمفجوعين بأعزائهم أحر مشاعر العزاء. وللمصابين أطيب أمنيات الشفاء..

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الثلاثاء 4/1/2011م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 

تعليقات القراء

   

يقتل لأنه مسلم. يقتل آخر لأنه نصراني. يقتل ثالث لأنه من غزة. ورابع لأنه مستضعف لا بواكي له. وخامس لأنه إنسان. وسادس هكذا يقتل هكذا حتى لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل. اللهم اجعل الحياة بردا وسلاما..

هنادي الأحمد  

================

الغريب انه لم يستدل احد على الفاعلين وياتي  من ابناء الاسلام لينسبها له زورا و بهتانا الجريمة انهم من اعلام الدين

وجدي

================

سلام

عجبا لهذه الامة كيف تفكر ؟ كلهم يبكون وينتحبون على كنيسة الاسكندرية ونسوا 600000 قتيل 1200 جريح وقعت في 20 يوما فقط في غزة ولا زالت الدماء تلطخ الجدرو وبقايا المنازل!  كان الكلام عن الارض مقابل السلام وبعد كارثة غزة اصبح الكلام عن المفاوضات مقابل الاستمرار في بناء المستوطنات...

عجبا...عجبا ...عجبا...اما ان لن نستيقظ؟

zoulikha

 

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ