ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 14/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

زيارة الأسد إلى فرنسة

واحدة لنا وواحدة لكم

زهير سالم*

 

يبدو أن على الرأي العام أن ينتظر الجزء الثاني من كتاب سر الرؤساء.

 

ببساطة يحصر البعض سر العلاقة بين الرئيسين ساركوزي وبشار الأسد في رغبة الأول في إثبات ذاته عن طريق مخالفة سياسات سلفه شيراك في كل شيء.

 

وشيراك، لمن نسي، كان هو أول رئيس أوربي يستقبل الشاب بشار كمبعوث عن والده قبل أن يصبح رئيسا، في إشارة يومها إلى أن الرئيس شيراك يبارك رئاسة الشاب بشار. وهي مباركة امتدت ظلالها فيما بعد يمينا ويسارا، لتتوج أخيرا بمباركة وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت يوم وفاة الأسد الأب.

 

وصل ساركوزي إلى السلطة وسورية في أوج عزلتها من جهة، وهو من جهته يريد أن يدخل الساحة الدولية بفعل شيء مختلف، تجعله صاحب دور في هذه الساحة يختلف عن دور سلفه. يقول العارفون بكواليس السياسة الفرنسية إن ساركوزي نشأ متعلقا، وأنه بعد أن وصل وجب عليه أن يثبت نفسه على نحو ما..

 

كانت العلاقة ( الأورو- أمريكية ) مع سورية إحدى ساحات الرهان التي اختارها ساركوزي لإثبات الذات. وكانت السياسات الأمريكية تواجه إخفاقاتها المتتابعة في العراق، وتشعر بانسداد الأفق حولها في كل من فلسطين ولبنان، حيث تمسك سورية بأوراق من وزن حماس وحزب الله، و كانت سورية تشعر بعزلتها الخانقة فتتجه شمالا تارة، وتتفجر غيظا أخرى على أنصاف الرجال فتحرق مراكبها العربية. في ظل الاختناق المتبادل أمسك ساركوزي بحبل الخلاص من منتصفه ليلقي طرفيه كل واحد منهما في اتجاه..

 

وكما يفعل الغريق الذي يتعلق ( بغير شيء ) أمسك الفريقان، السوري والأمريكي بطرفي الحبل، وإن على غير ثقة، وكل منهما (يعلعل ويسوّف ) وينتظر ما يمكن أن تحمله المتغيرات..

 

كان مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، ومؤتمر أنابوليس من أولى حلقات الحزام التي استرخت حول العنق السوري، والتي من بعدها أصبح ساركوزي متعهدا مباشرا، لما سُمي ، إعادة تأهيل النظام؛ ولا سيما في مسارها على محور لبنان والعراق وفلسطين والعلاقة مع إيران...

 

أعطى ساركوزي الفرصةَ وطلبها، وسار معه المراهنون والمتوجسون والمشككون إلى نصف الطريق وعلى بعض المحاور إلى ثلثه وربعه..

 

توقف تدفق المجاهدين أو المقاومين أو الإرهابيين العرب من سورية وعبرها نحو العراق، اختيار إحدى التسميات السابقة يتم حسب قناعة كل فريق. أبدت سورية ردود فعل لطيفة على العديد من الاختراقات الأمنية العابرة للحدود في البوكمال ودير الزور وفي أشخاص مثل محمد سلمان وعماد مغنية. فتحت سورية لأول مرة في تاريخها سفارة لها في بيروت، واستقبلت سفيرا لبنانيا في دمشق، قد يكون أمرا مشجعا للفرنسي أو الأوربي، ولكنه ليس هيّنا في حسابات المواطن السوري، وانخرطت لجان سورية رسمية في نشاط دائب لترسيم الحدود مع لبنان!! في ظل البعث الذي ينادي شعاره الأول بمحوها عن الخارطة. وفي خطوات إجرائية عابرة شاركت سورية في كثير من عمليات ضبط النفس وضبط الفعل ودفع الحوار في كل من العراق ولبنان وفلسطين وغزة. واسترسلت بلا حساب مع شعار السلام وأحاديثه وأوهامه.

 

واستجاب بعض العرب للرؤية الساركوزية، بسطوا البساط الأحمدي بين العواصم ودمشق، ونصبت القبة الفولاذية فوق دمشق من جديد لا خبر يضر يدخل أو يخرج؛ حتى ولو ساءت الأحوال الجوية في دمشق فليس لأحد أن يتحدث عنها. نسيت مدارس الإعلام العربي المشتقة من المدارس ( الأورو – أمريكية ) قضايا الحرية والديمقراطية، وبشراها بشريعة حقوق الإنسان هناك. الإعلام العربي الذي ما برح يعيد صورة خاطئة تجلد في السودان لا يعنيه كما لا يعني ساركوزي، ولا جمهورية ثورة الحرية والعدالة والمساواة أمر طفلة مدونة مثل طل الملوحي، ربما كان أكبر خطيئتها أنها أمسكت القلم باليد اليسار.

 

واندفع الدبلوماسيون من أوربيين وأمريكيين نحو سورية، وراح كل واحد من هؤلاء يدلي بدلوه، ويجرب حظه، وكثير منهم يعزف المطرِّبات والمرقِّصات؛ ولكن الحقيقة أن النظام في دمشق وإن تظاهر بالهيام مع الهائمين بل ربما سبقهم إلى ذلك أحيانا، إلا أنه كان ومازال لكل خطوة عندها ثمنه بغض النظر على حساب من، ومن حساب من.

 

وفي سياق علاقة مبنية على المراهنات والشك والتجارب المريرة، ولعل أمرَّها، كان، تجربة عرفات وعباس حيث قتل الإسرائيليون الأول وطلبوا من الثاني أن يقف عاريا مرفوع اليدين وعلى قدم واحدة في رام الله. أمر يجدر التنويه به أن المفاوض السوري رفض دائما أن يخلع قبل أن يقبض. وإن كان لنا رأي أصلا في قانون السوق الذي يقول: إن لكل شيء ثمنا!!

 

 وأُبعد شبح المحكمة الدولية عن وسادة النظام. وأضعف جنبلاط ومن ثم الحريري موقف معارضي دمشق في لبنان ، وصرح جنبلاط أن الاستقرار مقدم على العدالة. واعترف الحريري أن الاتهامات المسبقة لسورية كانت مسيسة .كان كل ذلك بالنسبة للنظام في دمشق جيدا ولكنه لم يكن كافيا. لا بد أن يعجبك في السياسي أنه يعتقد أن كرسي المسئولية هو كرسي مصاولة وليس كرسي موادعة.

 

ولإرسال المزيد من رسائل التطمين عينت الإدارة الأمريكية سفيرا لها في دمشق بعد انقطاع منذ 2005، ولكنها لم ترسله لأنها ما تزال متشككة، وتريد ثمنا لوصوله إلى هناك، ولكن السوريين هم أيضا لهم مطالبهم التي ليس من السهل أن يتركوها لكرم الأمريكي أو يعلقوها على صدقه ووفائه..

 

وكلما استشعر الأوربيون والأمريكيون أن مطلا من دمشق يترصدهم عادوا إلى ساركوزي متعهدهم، وعاد هو ليضرب على صدره من جديد.

 

وصل بشار إلى الإليزية هذه المرة أيضا، وحدثه ساركوزي عن القلق (الأورو – أمريكي) في العراق وفي لبنان وحرصهم على تسليس الحوار هناك، بدوره قص عليه الرئيس بشار قصة الأحلام المزعجة التي يسببها مسلسل المحكمة الدولية، وعن تفسيرات هذه الأحلام الأكثر إزعاجا في المنطقة، ليس لحزب الله وحده وإنما إلى حيث تمتد جذوره أيضا.

 

يقولون في السياسة: (سلامات يا راس)، ولكن من الذي يمنع بعد أن سلمت الرأس أن تسلم اليد أيضا. ربما يكون التضحية ببعض المعلمات المنقبات شحماً أقل كلفة لتليين حركة ( الدشالي ) الأكثر قسوة بين أولئك وهؤلاء.

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الثلاثاء 14/12/2010م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 

تعليقات القراء

   

 

جميل جدا مثل هذا التحليل السياسي الذي يقف بك على ساحة الاحداث ويضعك على نقاط (الخيانة) أو (التآمر) وجميل أكثر عندما يصدر هذا التحليل من سياسي وصولي له من يسانده من شرق أو غرب أوله من يعده ويمنيه ولكن ألا ترى معي يا أبا الطيب أن موقف الداعي الذي لا يملك أرضا ولاسندا ويحمل  بين جنبيه قلبا يتضرع (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون) وبكل ساحات العلم أن يكون أسلوبه الخطابي  ونبرته أعدل من هذا وأقوم وعلى الأخص أن خلفه جماعة يريد أن يعبر بها إلى شاطئ سلام  وبر أمان بعد أن عاشت في التيه قريبا مما تاه قوم موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام؟؟؟ثم تنظر هذه الجماعة فلا ترى لها بلاغا إلا بالله أولا ثم بكم ؟أن تحسنوا الكلمة والقرار وتحسنوا الموقف والجوار وتنطلقوا بفكر إصلاحي رشيد للجماعة أولا ثم للأمة بكل تشكيلاتها ومعتقداتها وان تكون الجماعة صدرا رحبا لكل الأمة ولسان الحال والمقال يقول :نحن للهداية بعثنا وللإصلاح أتينا وسنريكم مصداق ما قلنا

مؤمن

========================

سيدي بارك الله بك وبفكرك النير  ما أجمل مبضعك (قلمك)

شام

========================


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ