ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 06/07/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الولايات المتحدة تعيد النظر في انفتاحها على سورية

واستضعاف المواطنات المحجبات ليس

 قربان الترضية المناسب

زهير سالم*

 

حسنا ، الإدارة الأمريكية غير راضية حتى الآن عن التفاعل السوري مع سياسات الانفتاح ( الأورو – أمريكية ) على سورية. التقارير الواردة من هناك تتحدث عن تجربة فاشلة، ورسوب في الامتحان، وفرصة ضائعة، وورطة ساركوزي ( نظرا لأن ساركوزي هو صاحب اقتراح مد الحبال مع سورية).

 

والمحللون الأمريكيون يؤكدون أنهم بعد أن ساعدوا سورية على الخروج من قعر الزجاجة إبان الحصار الذي تبع اغتيال الحريري أصبح من الصعب عليهم أن يعيدوها إلى الموقف الدولي والإقليمي وحالة الإغلاق التي كانت في الأعوام الثلاثة من 2005 إلى 2008

 

ولا ينسى هؤلاء أن يشيروا إلى مستجدات الموقف التركي وخصوصية العلاقة السورية - التركية، ولاسيما بعد حادثة أسطول الحرية، حيث تحول الأتراك من شفعاء ووسطاء إلى أصحاب قضية. كما يشير هؤلاء إلى انفراط عقد تيار المستقبل، ونظرة الريبة التي التصقت بالولايات المتحدة كحليف متعجرف وميئوس منه في الوقت نفسه. في أكثر من مرة صرح وليد جنبلاط أنه إنما يشرب كأس المهانة الأمريكية كما شربها من قبل كثيرون.

 

والسفير الأمريكي الذي تمت تسميته ما زال محجوزا عن التوجه إلى مكتبه في دمشق. والعقوبات الأمريكية على سورية تم تجديدها باقتراح من الرئيس أوباما نفسه. وإعادة النظر في السياسات الأمريكية تجاه سورية أصبح خبرا روتينيا، يحمل طابع التهديد. والولايات المتحدة تحاول إعادة التقاط حبات العقد الذي سبق أن فرطته بإنشاء اتصال هنا وإعطاء فرصة هناك، والمتاجرة بعذابات المعذبين على صعيد ثالث لاكتساب المزيد من الأوراق الضاغطة على سورية..

 

يقوّم المواطن السوري إيجابيا السياسات التي جعلت الأمريكيين يغضبون وييئسون، ويعيدون النظر في مشروع الاحتواء المباشر الذي حلموا به. كما يتوجس المواطن السوري من الكثير من التقدمات التي يستشعر خطرها على مستقبله الوطني في أبعاده المختلفة. وفي مقدمة هذه التقدمات أو التنازلات هذا الإصرار، الموهن لنفسية الأمة والشعب السوري، على التسكع على رصيف مبادرات السلام العليل، والتأخر أو التنكب حتى الآن عن طرح مشروع وطني جاد وقاصد لتحرير الجولان. مشروع يمثل البديل الاستراتيجي العملي لكل العناوين التي ما زالت تطرح منذ مدريد وحتى اليوم.

 

فإذا كان لتركية في المنطقة مشروعها وقضيتها، ولإيران مشروعها و قضيتها، ولحزب الله قضيته، ولحماس قضيتها أيضا، فهل دور سورية أن تكون داعمة لقضايا الآخرين؟! ولماذا لا تطرح سورية بوضوح مشروعها وقضيتها؟ وهل لسورية حقا مشروع أو قضية؟

 

الرصد الدقيق للسياسات السورية كما يراها االمتابعون هي سياسات (تمنع الراغبين). فالسياسات السورية تمنع الأمريكي وتطمعه، تصر على الإبقاء على بعض الأوراق حتى حافة الموقف، وتقدم أخرى على سبيل الإطماع والاسترضاء.

 

وفي سياق الأخذ والرد ، والعصي والجزرات، المتبادلة بين صانعي السياسات السورية والأمريكية؛ جاء قرار إقصاء المواطنات السوريات من المحجبات عن مواقعهن الطبيعية في الحياة العامة، كقربان ترضية لأصحاب المشروع الصهيو- أمريكي.

 

فقمع الأصولية كان منذ حكم البعث جسرا للعبور، ثم أصبح ضمانة للبقاء، أو بوليصة تأمين تنتزع في كل مرحلة الكثير من مغذيات الدعم والتأييد.

 

واستضعاف شريحة من المواطنات السوريات، والعدوان عليهن، جاء هذه المرة تحت عنوان التأكيد على علمانية الدولة، بمفهومٍ للعلمانية يعني الانقلاب على الإسلام وملاحقة رجاله ونسائه!! وهذا المفهوم للعلمانية هو جوهر المشروع الصهيو- أمريكي في منطقتنا بالذات.

 

وكما حوصرت المسلمة الفلسطينية في غزة تُقصى المسلمة في سورية سياسة واحدة حصار بإقصاء وتجويع بحرمان. والعاقل من اعتبر بجوهر السياسات.

 

إن تأكيد علمانية الدولة لا يتم عبر استضعاف بعض أبنائها أو بناتها، والعدوان عليهم، وتجريدهم من حقوق المواطنة الأساسية، وإشعارهم أنهم مواطنون غير مرغوب فيهم في وطنهم، أو أنهم مواطنون من الدرجة الرابعة؛ ولو كان هذا الفعل مما يسيل له لعاب نتنياهو وساركوزي وبرلسكوني وكل المحافظين القدامى والجدد!!

 

 إن استضعاف فريق من المواطنين أو المواطنات على خلفية عقيدتهم الدينية، أو التزامهم الإسلامي ، أو بسبب تطهرهم في زمن الدنس هي سياسية سبق إليها من قال الله فيه (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ) أو قال فيهم (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).

 

إن سياسة العدوان على شريحة من المواطنين والمواطنات واستضعافهم وقهرهم إقصاء واستئصالا وتشريدا في سياق الاسترضاء لقادة المشروع الصهيو – أمريكي هي سياسات ستعطي نتائج عكسية خلاف ما يتصوره المراهنون. ونشر غصن الشجرة الذي يجلس عليه المرء ليس بفعل عاقل ولا رشيد.

 

وسورية القوية الصامدة هي بلد المآذن والأذان والقرآن، وبلد الحرائر المحصنات العفيفات الغضيضات الملتزمات، أما سورية الأخرى فهي الخاصرة الرخوة التي مهما ناوروا أو راوغوا فلن تكون قادرة على دفع عدو أو تحرير أرض..

 

إن العدوان على الحرائر من المسلمات المحصنات من نساء سورية، والإصرار على إقصائهن عن مكانتهن في الحياة العامة لهو تحد سافر لله ولرسوله ولشريعته ولكتابه (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ.) وإنه لتحد و محادة لله ولرسوله وللمؤمنين (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)

 

حتى ليل امرئ القيس الذي كان كموج البحر في لججه أدركه الصبح القريب!!

 

أما أنتن أيها المسلمات القانتات الطاهرات المطهرات فحسبكن الله، فقد عز الناصر، وتواطأ على شامنا الحبيب بعيد شانئ، وقريب متغافل أو غافل فاستمسكن بدينكن، واعتصمن بكتاب ربكن، واستعن بسهام الليل فإنها لا تخطئ الظالمين. (فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ..)

 

وأنتم يا علماء الشام ويا رجالها...

يا أحفاد العز بن عبد السلام ..

 ألا وجها يتمعر في الله ولله ولشريعته ودينه وللمستضعفات من بنات الإسلام يراودهن الظالمون على ما تسمعون..

قال سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام ظالم أمره فنهاه فقتله..

وإذا هابت أمتي أن تقول للظالم ياظالم فقد تودع منهم.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الثلاثاء 6/7/2010م


 

تعليقات القراء

   

موضوع متزن ورصين عبارة وفكرة ووصف الداء والدواء على حد سواء.

ولكن هل من له قلب أو يلقي السمع وهو شهيد.

هنادي الأحمد

===================

نسأل الله سبحانه فرجاً قريباً ولابد إلا أن يدحر الباطل ويظهر الحق

ويشرق الصبح بعد الظلام

عائشة محمود

===================

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ