ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 09/01/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

  ـ مجتمع الشريعة

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

عبد الحليم خدام

والانحياز إلى الوطن

زهير سالم*

علل نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام خروجه على المجموعة الحاكمة في دمشق بأنه قرر الانحياز إلى الوطن لا إلى النظام. هو تعليل جميل بلا شك إذ استطاع السيد النائب أن يضفي عليه بدبلوماسيته المعهودة، مصداقية أمام الجماهير الشعبية والقوى السياسية العاملة على الساحة السورية.

لا شك أن رد الفعل السريع الذي أقدم عليه النظام على ألسنة أعضاء مجلس الشعب كان انفعالياً سوقياً، وقد ظن من نفذه أن بإمكانه الانتصار على خصمه بالضربة القاضية القاصمة. كثير من المراقبين نظروا إلى هذا الرد الانفعالي على أنه بعيد عن الحكمة، وأنه كان الأولى بالنظام أن يتلقى الصدمة بهدوء وبدبلوماسية أكثر. ربما أراد النظام برده العاصف أن يكرس في أذهان الجماهير، بخطاب متحدر من فترة الستينات مفاهيم الخيانة والعمالة، وأن يقطع الطريق بذلك على قوى المعارضة لئلا تفكر بمد اليد إلى عبد الحليم خدام.

وربما يتساءل المرء أيضاً عن الطريق الاتاكبر.تتت بسهشبت نثسأمثل ليرد عبد الحليم خدام الهجمة، وليكسب المصداقية أمام مواطنيه، وليتملص من المسؤولية عن عهد كان الرجل الثاني فيه!! نظن أن الخبرة لا تنقص نائب الرئيس وهو الذي خبر السياسة وخبرته وأتقن مداخلها ومخارجها براعة شهد له بها الكثيرون من قبل.

فقد كان عبد الحليم خدام بارعاً عندما تحدث في إحدى الصحف على أنه صانع (السياسة الخارجية السورية) وأن سورية في عهده كانت تحتل مكانة مرموقة في الإطارين الإقليمي والدولي، وأنه كان دائم الانتقاد ـ السري ـ للسياسة الداخلية، ودائم النصح بالإصلاح دون أن يجديه ذلك شيئاً. كان هذا المخرج بعض براعة خدام المعهودة، ولكنه على ما نظن ليس كافياً.

نظن أن طريق خدام إلى المصداقية هو الصدق مع الذات، والصدق مع الآخرين. السيد عبد الحليم خدام قد نيف على السبعين، وهو كما نعلم من أسرة غير بعيدة من الدين، فهل بإمكانه أن يراجع في خلوة مع ذاته ماضي العقود الخمسة التي خلت!! قد يجد نفسه فخوراً بالمكانة التي احتل، مغتبطاً بالكثير مما أنجز؛ ولكنه إذا لم يلمح تلك الخيوط أو الخطوط السود في العباءة التي ظنها دائماً زاهية، فهو لن يكون قد فعل شيئاً. خلوة مع الذات تقربه من ربه ومن نفسه هي الخطوة ذاتها التي ستقربه من الناس.

يتطلع الشعب السوري أجمع، والقوى السياسية بشكل خاص، إلى أن يستمع إلى تقويم خدام لكل ما وقع على هذا الشعب من قتل وانتهاك وفساد. نعم هناك أمور تنسب إلى خدام شخصياً وإلى أولاده يتمنى الناس أن يسمعوا قولاً فيها. وهناك أمور جرت تحت سمع خدام وبصره ضد الأكثرية الكاثرة من أبناء الشعب؛ هؤلاء الناس المكلومون لا يستطيعون أن ينسوا أنه كان هناك (خدام ـ وطلاس ـ والشهابي) عندما كانت الفظائع التي لا يستطيع الإنسان أن يمر عليها بخياله تنفذ في سجن تدمر أوفي شوارع سورية السجن الكبير.

الشعب المذبوح في سورية ينتظر من السيد عبد الحليم خدام حديثاً عن القنيطرة التي أُعلن سقوطها قبل أن تسقط، وآخر عن حماة الجريحة بألوفها الذين ذبحوا، وأطفالها الذين شردوا.. وثالثاً عن صحراء تدمر التي ضمت رمالها رفات الألوف من الأنجم الزهر الذين اغتالتهم يد الشر، كما ضمت نفايات العالم التي جلبتها يد الفساد!!

صدر الوطن صدر أم وهو دائماً حان ودافئ ولكن.. لا بد بعدُ من ولكن..

 

*مدير مركز الشرق العربي  

----------------------

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

09/01/2006

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ