ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 22/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هنيئا للاجئين يومهم العالمي

وللحالمين باللجوء سلام

زهير سالم*

 

يصادف العشرون من حزيران يوم اللاجئين العالمي. في زمن أصبح اللاجئ في محل الغبطة والحسد. يقول لاجئ ويفتح فاه، ويعلو كعبه. وكما يقول أبو الطيب المتنبي

 كفى بك داء أن ترى الموت شافيا    وحسب المنايا أن يكن آمانيا..

ففي ظل الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والنظام العالمي العلماني الحداثي أصبح لقب (لاجئ ) لقبا فخريا، يُجند للحصول عليه المحامون، وتدفع من أجله الأموال، ويراق في سبيله ماء الوجه بأشكال وألوان. ويمكث الرجل والمرأة والطفل سنوات ينتظرون عطفا من الذين كانوا السبب في هجرتهم، وإخراجهم من ديارهم ليمنوا عليهم باللقب الرفيع: (لاجئ..)

 

ويتصل بك صاحب لك في منتصف الليل أو عند صلاة الفجر ليقول لك مستعجلا مستنفرا لاهثا: باركْ لي، باركْ لي، فتقول له ماذا؟ هل حصل في بلدك ما يعينك على العودة إليه؟ أم هل عروسك التي أبكرت أذكرت؟ او هل رُزقت رزقا حسنا انفتحت عليك به ميازيب السماء،؟! فيقول بل الأمر أهم من ذلك وأخطر لقد اتصل بي المحامي الموكل بقضيتي وأبلغني أن طلبي للجوء قد قُبل، وأنني أخيرا أصبحت لاجئا، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات..!!

 

وحين حطت سفينة الأخوة من المواطنين  الكرد السوريين الساعين إلى الخلاص كما قدروا، على الأرض الفرنسية، لم يكن من السهل تبين الانعكاس الشعوري لواقعة مثل هذه ، واقعة يختلط  فيها المرار بالألم والانكسار والنقمة والإشفاق...

   لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها    ولكن أخلاق الرجال تضيق.

تنظر إلى الرجال والنساء السوريين، الذين يجب أن يكونوا في وطنهم أعزَّ من بين قطبيها، على وزان ما كانت تقوله العرب فلان أعز من بين لابتيها يقصدون لابتي المدينة المنورة، فإذا هم أو أنا أو نحن المشردين  نتسول العالم قبضة من ريح أو قبسا من شمس أو قليلا من أمن.

 

كيف يشعر هؤلاء الذين يُعادون الناس في أوطانهم وهم ينظرون إلى أبناء وطنهم مدفوعين على الأبواب؟! هذا يطلب الرزق، وذاك يتسول مقعدا جامعيا، وثالث يبحث عن بقية من أمن، أو قبصة من احترام، كيف يشعر هؤلاء وهم يحجرون الواسع، وينفردون بالمشترك، ويخصصون العام:

  لا تعاد الناس في أوطانهم   قلما يرعى غريب الوطن..

ثلاثون عاما تمر عليّ وسائل يسألني أين تقيم؟  فأقول في اللامكان، وهذا ليس جحودا لفضل أصحاب الفضل الذين أويت سنين طوالا في جوارهم، وإن كان شأني شأن حطان بن المعلّى

يوماً يمان إذا لاقيت ذا يمن    وإن لقيت معديا فعدناني

ثلاثون عاما وشأني وشأن الكثير من إخواني من اللاجئين أو من الطبقة التي تقع دونهم في رتبة الوجود المدني؛ شأن  أخت صخر الخنساء

ترتع ما رتعت حتى إذا ذكرت    فإنما هي إقبال وإدبار

ثلاثون عاما والرافضون للجوء من المشردين من بني وطني، أو الخائفون منه يرددون في صباح مساء

عسى الكرب الذي أمسيت فيه   يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائف ويفك عان       ويأتي أهله النائي الغريب

أوهم يتمثلون قول الآخر:

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها    فرجت  وكدت إخالها لا تفرج

لا تثريب على مضطر أصبح لاجئا في هذا الزمان البئيس. أحيانا ينادي البعض:  يارب  إن لم تقدر للشام الفرج فليكن في الموت بعض الفرج.

 

وكلما ضاقت حلقاتها، وثقلت وطأتها ، وأبت بعض النفوس  الوقوف في طابور طالبي اللجوء الطويل، تأمل وترجو وتترقب؛ فيمنعها من الوقوف على الأبواب قول يملكها

طريـد ولي مأوى، مباح ولي حمى

وحيد ولي صحب، غريب ولي أهل

للاجئين يومهم العالمي، والمنظمات التي تحميهم، وللحالمين باللجوء أضغاث الأحلام.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الثلاثاء 22/6/2010م


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ