ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 16/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الكارثة في خليج المكسيك

عبث الوليد في سلوك العالم الجديد

زهير سالم*

 

بعض المسيطرين على العصر وأنصارهم يستخفهم لما ينجزون الطرب. ويندفعون على غير ما بصيرة في طريق مجدهم، ولا يهمهم أن يكون في بُنيات الطريق دمار الأرض وهلاك الإنسان. على طريق تحقيق المجد أو الربح لفرد أو فريق أو دولة يقامر هؤلاء المقامرون بمصير الأرض وسعادة الإنسان.

 

مر قرن أو أكثر والملتحفون لملاءة التنقيب عن الربح يتجرؤون في كل مرة على مد ألسنتهم لمقتضيات الحكمة الإنسانية في مسالك الحياة العامة، وكأن حياة ملايين البشر لا تعنيهم في شيء.

 

وفي كل مرة يرتفع فيها صوت العقلاء ينادي بالأناة والحكمة والتوقي ويحذر المغبة، والكارثة والدمار؛ تلقى السخرية والهزء أو على الأقل اللامبالاة من المغامرين والمقامرين ومشجعيهم من المفتونين بأبخرة الكسب الصفراء.

 

هذا العقوق المتمادي بحق أمنا الأرض ، التي جعلها ربنا لنا كفاتا (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا) والتي بدأت تظهر آثاره بأشكال من دمار البيئة، الناتج أصلا عن ( سفه هذا الإنسان )، الذي يصر البعض على تسميته الحليم الرشيد. وللمثل البسيط لنأخذ هذا السفه الإنساني في تعاطي التبغ، ولنحسب فقط كم ترفع ملايين اللفائف التي تحرق يوميا من الدفيئة الكونية. كم تستهلك نبتة التبغ من تربة الأرض ومائها، وهم يتبنون وأد الطفولة لقلة الزاد ( إن من أكبر الكبائر أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك.).

 

ثمة كوارث كثيرة غير مرئية تلف عالمنا، وبعضها قد عودونا عليها. وبعضها ما زال هناك من يرتاح إليها، ويطالب بالمزيد منها، و منا من يظن أن أشكال العبث اللامبالي فيما يسمونه تجارب البحث العلمي غير القاصد ولا المنضبط فتحا إنسانيا مبينا. هذه الرؤية العاجلة لا تتسع لتتبع آثار ثقافة المختبر الباحث عن المجد الطفرة في رداء الدكتور جيكل الأبيض.

 

ما جرى من قبل في تشيرنوبل وما يجري اليوم في خليج الخنازير صورة للإثم الإنساني بحق بيئته وبحق بني جنسه، حين يخرج كسب الإنسان عن السيطرة. وربما ببعض التضحيات الإضافية بعوائد الربح كان يمكن تلافي هذه الكوارث هنا وهناك . ولكن ما ذا سيصنع هذا الذي يخزن كل أدوات القتل والدمار من نووي وبيولوجي وكيمائي إذا زلزلت الأرض يوما زلزالها؟!! ماذا سيصنع هؤلاء الحائرون البائرون أمام ما كسبت أيديهم في فوهة بئر بترول ، إذا خرجت خلية من تلك التي بدؤوا يعبثون بها بغرور عن السيطرة . إشاعات علمية وسياسية كثيرة تقول إن فيروسات أنفلونزا الطيور أو الخنازير كانت ناتج بعض ذلك العبث !! ليس من عادتنا أن نخوض مع الخائضين، ولا أن نقفو ما ليس لنا به علم ، ولكن من حق الرأي العام علينا أن نقرع الجرس.. لننبه إلى أن كل ما حدث في تشيرنوبل وما يحدث اليوم في خليج الخنازير يرمز لأمرين ضخامة أمر الله عندما ينزل . وضعف الإنسان وعجزه وخلق الإنسان ضعيفا.

 

صادروا أسباب الكوارث قبل أن تقع لأنها إذا وقعت لن يكون أمام الضعف الإنساني إلا الاستسلام البئيس.

 

الكوارث الإنسانية لا تصنعها الحروب والمجاعات والأوبئة فقط بل تصنعها أحيانا النيات الحسنة والأيدي الناعمة. علينا في هذا الزمن أن نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نراقب مداخن المصانع، ومصارف الماء، وحفر المناجم، ولابسي الأثواب البيض في المختبرات النووية والكيمائية والبيولوجية، وفي مناجم الباحثين عن الثروة بأي ثمن.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الأربعاء 16/6/2010م


 

تعليقات القراء

 

لا فض فوك

أصبت كبد الحقيقة ، زادك الله من فضله

مراقب  

===================

نور الله عليكم في مقدماتكم الجميلة والهادفة وفعلا كما قال الله تعالى

(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون 

ولكن أخي من يسطيع وقف هؤلاء العابثين في سلامة ألأرض والجو والبحر للإنسان إنهم لا دين يهذبهم ولا ضمير يردعهم  ومع كثرة نكساتهم إلا أنهم متمادون في تخريب الحياة ولكن يجب أن لا ننسى أؤلائك الذين على عكس منهم وهم الذين يتفانون في الدفاع عن ألإنسان وحياته وحريته ومصالحه العامة التي لاتقوم الحياة إلا بها طبعا إن كانوا منظمات أو أشخاص لهم دور كبير في ذلك شرقا وغربا

othman11

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ