ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 08/01/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

  ـ مجتمع الشريعة

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

هؤلاء ينجحون في الاستمرار

تجربة من المغرب

ماذا فعل الملك المغربي الشاب ؟

مركز الشرق العربي

العاهل المغربي:

المصالحة لا تعني نسيان الماضي... لكن الصفح جميل

دعا لدى استقبال عائلات ضحايا الانتهاكات

إلى تفعيل توصية هيئة الإنصاف

دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الكف عن الانانية، والانطواء على الذات، وهدر الفرص الثمينة، واستنزاف الطاقات في معارك وهمية.

وجاءت دعوة الملك محمد السادس في خطاب وجهه امس الى الامة المغربية، وصفه المراقبون بأنه «خطاب التوجه نحو المستقبل»، اذ أعلن فيه انه بلسان حال الأجيا ل الصاعدة من المغاربة يقول: «كفى من الأ نا نية، والا نطواء على ذ وا تنا. وهدر الفرص الثمينة، واستنزاف الطاقات في معارك وهمية». واشار العاهل المغربي الى انه «آن الأوان لتدبر حاضر أبنائنا ومستقبلهم. فشبابنا لن يتفهموا عدم تحقيق تطلعاتهم المشروعة للعيش الحر الكريم. ولن يتأتى لنا ذلك إلا بالتشمير عن ساعد الجد، ومواصلة تضحيات جيل الاستقلال، والمسيرة الخضراء. والمضي قدما في إصلاح شامل، عماده الجيل الصاعد. جيل تحقيق التنمية البشرية، والتمسك بالهوية الوطنية، والوحدة الترابية، والتشبث بالملكية المواطنة».

وقال العاهل المغربي انه أقدم بكل شجاعة وحكمة وثبات، على استكمال التسوية المنصفة لماضي انتهاكات حقوق الإنسان، التي أطلق مسارها منذ بداية التسعينيات، والده الراحل الملك الحسن الثاني، مبرزا انه يستحضر بكل خشوع وإجلال، إلحاح والده الراحل من أعلى منبر البرلمان، في آخر افتتاح له، للدورة النيابية لأ كتوبر (تشرين الاول) 1998، على الطي النهائي لكل الملفات العالقة. حيث قال رحمه الله: «حتى لا يبقى المغرب جارا من ورائه سمعة ليست هي الحقيقة، وليست مطابقة لواقعه، ولا تفيده في مستقبله». وذكر الملك محمد السادس انه عندما اختار الله تعالى والده إلى جواره، واصل حمل هذه الأمانة ضمن مسار نموذجي وفريد، تمت فيه تسوية الملفات الشائكة. وذلك في إطار التغيير داخل الاستمرارية، التي تطبع النظام الملكي المغربي. وقال الملك محمد السادس انه كوارث لسر والده «أحمد الله على أن وفقنا للنهوض بهذه الأمانة»، مشيرا الى انه باسم الشعب المغربي قاطبة «فإني أرفع هذه البشرى، لتزفها ملائكة الرحمن، إلى روحه الطاهرة. وتثلج بها قلبه، وأفئدة جميع الضحايا والمتضررين، وكل الأسر المكلومة، التي هي محط عطفنا وعنايتنا». وأشاد العاهل المغربي بجهود هيئة الإ نصاف والمصالحة، رئاسة وأعضاء، وكلف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بتفعيل توصياتها. كما دعا كافة السلطات العمومية، إلى مواصلة التعاون المثمر مع المجلس، لتجسيد حرصه (الملك) الراسخ على تعزيز الحقيقة والإ نصاف والمصالحة. وقال ملك المغرب انه لواثق أن هذه المصالحة الصادقة «التي أنجزناها، لا تعني نسيان الماضي، فالتاريخ لا ينسى. وإنما تعتبر بمثابة استجابة لقوله تعالى: «فاصفح الصفح الجميل». صدق الله العظيم. وإنه لصفح جماعي، من شأنه أن يشكل دعامة للإصلاح المؤسسي. إصلاح عميق يجعل بلا د نا تتحرر من شوائب ماضي الحقوق السياسية والمدنية. وبذلكم نعبد الطريق المستقبلي، أمام الخمسينية الثانية للاستقلال، لتركيز الجهود على الورش الشاق والحاسم، للنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لكافة مواطنينا. ولا سيما منهم الذين يعانون معضلات الفقر والأمية، والبطالة والتهميش».

واضاف العاهل المغربي انه في «سياق تفعيل مفهومنا الشمولي لحقوق الإ نسان، ومنظورنا الاستراتيجي، القا ئم على تكامل وتناسق عمل الدولة، فقد أنيط بنخبة من المفكرين والخبراء، إعداد دراسة شاملة، عن حصيلة وآفاق خمسين سنة من التنمية البشرية». ونوه بالذين أشرفوا على هذا الإنجاز الذي وصفه بـ«الهام»، وبالكفاءات المغربية التي ساهمت فيه. وقال العاهل المغربي انه يتطلع إلى أن تشكل هذه الدراسة، باجتهاداتها الجماعية والفردية، خير محفز على استعادة النخبة، بمختلف مشاربها، لدورها التنويري، في نهضة الأمة، وا نبثاق فكر استراتيجي. فضلا عن فتح نقاش تعددي وبناء، حول مشاريع مجتمعية متمايزة وواضحة، مشيرا الى ان هذه المشاريع تظل الهيئات الدستورية والسياسية، والنقابية والجمعوية، هي المسؤولة عن بلورتها وتنفيذها، وفق الإرادة الشعبية الحرة. وذكر العاهل المغربي انه ارتأى أن يركز خطابه حول التوجه المستقبلي، لاستكمال المواطنة الكريمة، بتجديد العهد على إ نجا ز الورش المستديم للتنمية البشرية، وعلى التعبئة الشاملة لطاقات الشباب المغربي، وفسح المجال أمام كل المبادرات المنتجة للثروات الاقتصادية، أو المبدعة في كل مجالات العلوم والفنون، داخل المغرب وخارجه. وقال ان غايته المثلى من ذلك هو بناء مغرب تكافؤ الفرص والمسؤولية. وأكد العاهل المغربي انه سيظل حريصا على أن تبذل الدولة قصارى جهودها في هذا الشأن، كما سيظل ساهرا على تحقيق الكرامة والعيش اللا ئق لكل المغا ربة «في تضافر للجهود بينها وبين سائر الفاعلين، قطاعاً خاصا ومجتمعاً مدنياً، هيئات وسلطات، أفراداً وجماعات».

وقال ان سبيله إلى ذلك ترسيخ فضائل الاجتهاد والاستقامة والاستحقاق، وتفعيل آليات المراقبة والمحاسبة والشفافية، في ظل سيادة القانون، والمواطنة الفاعلة، مشيرا الى انه سيواصل قيادة سفينة المغرب، نحو وجهتها الصحيحة، إلى مرسى الأمان والاستقرار، والتقدم والا ز د هار، بالإصلاحات العميقة والمتوالية. ساهرا على توا زن مسارها، وسلامة إ بحارها، في المحيط العالمي، بكل ثقة والتزام، وعزم وإقدام.

وخاطب الملك محمد السادس الشعب المغربي، قائلا: «عندما أتوجه إليك اليوم، فلأ ن الأمر يتعلق بلحظة تاريخية فاصلة. فنحن نودع نصف قرن من الاستقلا ل، بنجاحا ته وإخفاقا ته وطموحا ته، في بناء الدولة الحديثة. كما نقدم، بعون الله، على خوض معركة استكمال بناء مغرب الوحدة، والديمقراطية والتنمية».

واضاف «إذ نستحضر الخمسينية المنصرمة، فإ ننا لا نريد أن نجعل من أ نفسنا حكماً على التاريخ. الذي هو مزيج من الإيجابيات والسلبيات»، مشددا على ان المؤرخين هم وحدهم المؤهلون، لتقييم مساره، بكل تجرد وموضوعية، بعيدا عن الاعتبارات السياسية الظرفية.

بيد ان العاهل المغربي اوضح ان هذا لا يعني «أننا ننظر إلى هذه المرحلة كماض طواه الزمن. ولا أن نبقى سجناء له. وإنما نعتبرها جزءا من سجل أمتنا العريق. فنحن حريصون على أن يظل التاريخ، بالنسبة للمغاربة جميعاً، وسيلة ناجعة لمعرفة الماضي، وفهم الحاضر، والتطلع للمستقبل، بكل ثقة».

ومن هذا المنطلق، يقول العاهل المغربي «أصد رنا قرا رنا بنشر كل من التقرير الختامي، لهيئة الإ نصاف والمصالحة، والدراسة حول حصيلة وآفاق التنمية البشرية ببلا د نا، وتمكين الرأي العام من الاطلاع عليهما».

ودعا العاهل المغربي الجميع ، علاوة على حفظ هذه الحقبة في ذاكرة الأمة، باعتبارها جزءا من تاريخها، الى استخلاص الدروس اللازمة منها، وذلك بما يوفر «الضمانات الكفيلة بتحصين بلا د نا من تكرار ما جرى، واستدراك ما فات». مشددا على ان الأهم هو التوجه المستقبلي البناء.

الرباط: حاتم البطيوي

الشرق الأوسط : السبـت 7 يناير 2006 العدد 9902

 

----------------------

   للاتصال بالمركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

08/01/2006

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ