ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رسائل من سورية

يا فلسطين التي كدنا لما كابدته من أسى ننسى أسانا

زهير سالم*

 

تغطي تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية. حصار غزة. والقتل مع سبق الإصرار على سطح المتوسط. والموقف التركي بعد أن تخلى العرب؛ تغطي هذه الأحداث بضخامتها وألمها العام على الألم الخاص يستبد بالناس هنا وهناك. الألم الإنساني لا هوية له. والظلم لا هوية له. و في قياس الكرامة الإنسانية ليس هناك إنسان وافر الكرامة يُغضب لقتله أو حصاره أو عزله أو تشريده، وإنسان مهدور الكرامة ناقص الاستحقاق يتساهل الناس في أمره، بمجرد أن يتغير عنوان الظلم، أو اسم الظالم ولقبه.

 

والكلام في الهياج قد يبدو لا قيمة له. وصرخة: (عليهم عليهم) حين تسود فإن على العقل والمنطق أن يصمتا..

 

 وأعود،  كتب إليّ أخ متابع أثق بعقله بالأمس (هل سمعت كلام بشار مع أردوغان أمس في استانبول أرى أنه يستحق منكم.. والله الموفق)

 

وكنت قد سمعت كلام الرئيس بشار عرضاً في استانبول بشكل متقطع لأسباب (فنية). توقفت عند بعض محطات ذلك الخطاب، وعند مقاطع مهمة بالفعل تستحق ما أشار إليه الأخ من التشجيع.

 

فلأول مرة فيما أعرف يقوم شخص بمستوى رئيس جمهورية، وهو الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، بالاعتراف بدور العثمانيين في حماية فلسطين. ورفض بيعها. كانت إشارة تستحق الإشادة. والإشادة بأن مصير الشهداء الأتراك هو (الجنة). هذا معنى إضافي. لم نكن لنسمعه من رئيس يصر على علمانيته وعلمانية دولته، كما سنصير إليه في الوقوف عند مقابلة الرئيس بشار مع (بي. بي. اس)، ومن المعاني التي تستحق الإشادة، التوقف عند تمازج الدم العربي والتركي في إشارة صريحة لوحدة القضية...

 

ولكن محاولة الرئيس في الموقف المتضامن التأكيدَ على دور الوسيط التركي من المفاوضات مع الصهاينة جاء في غير سياق. بل ذكرني بالرجل الأرمل، في أحاديث أهل الريف، يقول لأولاده كلما التفتوا عودوا بنا إلى قصة الثور.

 

لا أزعم أن الرئيس بشار يراهن في استعادة الجولان على مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة. ولكنني أتفهم كمدرس صف طبيعة الموقف حين ينتهي إلقاء المقرر قبل انتهاء الحصة، كيف يمكن أن أتصرف بالوقت الضائع. الوقت الذي أحاول أن أملأه بشيء ما يكون إشغال الطلاب فيه هو الهدف الأول. أعتقد أن الحديث السوري أو حديث الرئيس بشار الأسد بالذات عن (السلام مع إسرائيل) أو عن (مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة) على نفس طريقة الرئيس عباس. هي محاولة من هذا النوع.

 

الرئيس السوري الذي يصرف التفكير تماماً عن وضع أي خطة لتحرير الجولان عن غير طريق المفاوضات، يعلم أن الظروف الدولية والإقليمية والعربية غير مساعدة على استعادة الجولان بالمفاوضات. وبالتالي فإن كل حديث عن الجولان هو طريقة لإشغال الرأي العام السوري والعربي والدولي حتى يقرع الجرس. ومن معاني قرع الجرس هنا  تغير المعطى الدولي والمحلي. ومنها بعض الحلول التي تصورها من تعهد للملك أن يعلم حماره القراءة والكتابة في بضع سنين.

 

وكان الرئيس بشار الأسد، قبل أحداث أسطول الحرية في الثامن والعشرين من أيار، قد أجرى مقابلة مع المحطة الأمريكية بي. بي. اس. ومرت المقابلة في ضجيج الأحداث على أسطول الحرية. وكان في المقابلة كلام يستحق التأمل، سأورد بعض العبارات ولن أعلق إلا قليلا. هذه العبارات هي بعض مفاتيح الفهم لمن يريد الفهم.

 

قال الرئيس السوري بشار الأسد مخاطباً الرأي العام الأمريكي (إن ما يواجه سورية هو المحافظة على علمانية المجتمع كما هو اليوم. مؤكدأ أن الحكومة علمانية..).

 

وقال (إذا كانت لديك طائفية في العراق في الشرق. وطائفية في لبنان قرب حدودك. وليس لديك اتفاق سلام. وهناك إرهابيون يهيمنون على المنطقة فلا بد أن يؤثر ذلك عليك في يوم من الأيام).

 

وقد أقر الرئيس السوري بوجود تناقض بين علمانية الدولة السورية وحلفائها الإسلاميين قائلاً (هذا حقيقي، لكن الشيء الذي لا يفهمونه في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة هو أنني عندما أدعمك فإن ذلك لا يعني أنني أحبك، أو اتفق معك وإنما لأنني أؤمن بقضيتك وهناك فرق بين الاثنين. وربما لو لم تكن هناك قضية لكانت العلاقة أو الحوار مختلفاً. لا ندعم المنظمات وإنما ندعم القضية الفلسطينية. وحماس تعمل من أجل هذه القضية. ونفس الشيء بالنسبة إلى حزب الله، الذي يعمل من أجل القضية اللبنانية. ونحن ندعمها وليس حزب الله. ولكن حزب الله هو إحدى الأدوات. وهذا ما يجب أن يفهموه في الغرب.).

 

واقتباس مهم في اتجاه آخر قال الرئيس السوري رداً على سؤال حول القوى والتحالفات الجديدة في المنطقة والعلاقة المتصاعدة بين تركية وسورية (تركيبة المنطقة تغيرت في اتجاه إيجابي. كانوا يقولون إن مصر بلد كبير. وإن سورية بلد صغير لكنها تلعب دوراً أكبر من حجمها، وهناك قطر بلد صغير جداً ولم يكن أحدٌ يضعها على الخارطة السياسية الآن التركيبة تغيرت: لدينا الإرادة والرؤية والموقع الجيوسياسي وشرح الرئيس ذلك بقوله: قطر لديها الإرادة والرؤية. تركية لديها العناصر الثلاثة.. تركية قبل 10 سنوات لم تكن لديها الإرادة والرؤية، لذلك لم تكن تلعب دوراً لذلك تغيرت التركيبة).

 

والسؤال المترتب على هذه المقدمة الصحيحة: قد تغيرت المعطيات فهل تغير الموقف السوري؟!  أعتقد أن المقابلة خاصة ومهمة و رسائلها ناطقة ومعبرة، وهي تستحق القراءة بهدوء أكبر..

 

بالمناسبة تعرضت المقابلة لقص كثير في المنشور الرسمي وكل جهة نشرت ما حلا لها وقصت غيره

 

والرسالة الثالثة من سورية والتي غطت عليها الأحداث الجسام حديث القاضي السوري الذي اتصل بالشيخ القرضاوي مستفتياً عن طريق قناة الجزيرة..

فقد اتصل قاض سوري ببرنامج الشريعة والحياة الذي بثته قناة الجزيرة بتاريخ 2/5/2010 حيث استفتى القاضي الشيخَ يوسف القرضاوي. في عمله كقاض يعمل في دولة قوانينها وضعية!! ونصحه فضيلة الشيخ القرضاوي بترك عمله. ومع أن فتوى الشيخ القرضاوي جاءت على قدر نص السائل في إطارها الفردي. وأنها لو عُرضت في إطار مجتمعي عام يسعى القاضي فيه إلى تحقيق أكبر قسط من (العدل) بين الناس لربما اختلفت. فنصاب العدل قاض وقانون وإجراء. وماذا ينفع عدل القانون إذا كان القاضي جائرا. والقاضي العادل قد يخفف من حيف القانون. ومع ذلك فليس هذا موضع الحديث.

موضع الحديث الجزاء الذي لقيه هذا القاضي من المسئولين في بلده.

 

مقاربة ليست بعيدة كثيرة عن أجواء الظلم التي تشيع في المنطقة. فقد قامت وزارة العدل (يحيا العدل) بتحويل القاضي (رمضان زحمان) إلى التفتيش القضائي تمهيداً لإقالته من عمله.

 

كما تم استدعاؤه من قبل إحدى الجهات الأمنية للتحقيق معه ويسجل على القاضي المذكور سابقة خطيرة أنه يصدر قراراته (بسم الله الرحمن الرحيم).

 

والرسالة الرابعة والأخيرة..

هي في مرسوم جمهوري. مرسوم جمهوري يكشف عن حقيقة الحصار التي يعيشها مجتمع كفت يدُه عن نصرة نفسه وتحرير أرضه..

 

فقد أصدر السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد مرسوماً بتاريخ 2/6/2010 تنص المادة الأولى منه على إلغاء عضوية كل من السادة عن عضوية مجلس محافظة دمشق

 

المحامي: سمير قاضي أمين- المهندس: محمد بسام جيرودية- المهندس: محمد أسامة قشلان - المهندس: رضوان سودان وسمير حمودة.

 

والسادة السابقة أسماؤهم هم منتخبون من قبل المواطنين مباشرة. والثلاثة الأوائل منهم تم اختيارهم في اصطفاء ثان من زملائهم المنتخبين ليكونوا أعضاء في مجلس المحافظة الأفضل ليمثلوا المجلس في المكتب التنفيذي الذي يضم عشرة أشخاص فقط..

 

أما السبب وراء التدخل الشخصي للسيد رئيس الجمهورية مباشرة فقد شرح المطلعون سبب الإقالة بأنها كانت لانتمائهم لتيارات إسلامية محافظة. فالمهندس بسام جيرودية ينتمي إلى تيار الشيخ أحمد كفتار المفتي السابق. والباقي ينتمون لتيارات دينية لشيوخ آخرين.. ا.هـ

 

هذا الإغلاق إلى أين يقود؟! وهذا السؤال على من يطرح؟!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الأربعاء 9/6/2010م


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ