ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 02/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الموقف في الرابع من حزيران 1967

هل يكون هو الجواب

زهير سالم*

 

دعونا لا ننتشي بالمواقف الإعلامية العابرة التي ينساق إليها الكثيرون. إدانة وشجب وتنديد وإنكار ثم (لا يمنعه أن يكون جليسه وأكيله وشريبه)، كما أخبر الحديث الشريف عما كان يفعله بنو إسرائيل.

 

في الأجواء الساخنة أو المحمومة في التفاعل مع الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد أسطول الحرية، وعلى مياه الأبيض المتوسط، الذي كان يوما بحيرة عربية؛ يتخايل أمامك رجالات من النظام العربي، كل مسئول يسوق خطابه باتجاه رمي الكرة على العربي الآخر، يشعر العربي حين يدين أخاه بنشوة الظفر.

 

العربي الذي لا حدود له معه مع فلسطين، يرمي الكرة على دول الجوار الفلسطيني، ومن لا بوابة له على غزة يطالب بفتح المعابر وكسر الحصار، ومن لا سفارة عنده لدولة العدو يطالب بإغلاق السفارات، وقطع العلاقات، وترحيل السفراء. وهكذا يتناوب الرسميون العرب وأتباعهم على تقاذف المسئوليات،  وكل يظن أنه وفىّ بما عليه وزاد.

 

من عجائب القدر الرباني أن يقع العدوان السافر والدموي على أسطول الحرية قريبة من ذكرى العدوان الصهيوني في الخامس من حزيران1967.

 

دعونا لا ندخل في لعبة تقاذف الكرة، والتراشق بالاتهامات. فالأصل فينا أنه عندما يحضر الآخر الصهيوني أن نصبح جميعا الواحد العربي. وبهذا الاعتبار لنحاول أن نتصور نظاما عربياً، يضبح ليل نهار وراء وساطات لمفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، سعياً لنسج علاقة مع إسرائيل، أي سعياً ليكون في عاصمته سفارة صهيونية، ثم يطالب شركاءه العرب الذين سبقوه إلى تحقيق الهدف الحلم!! أن يبادروا إلى إغلاق السفارة الصهيونية في بلادهم، وترحيل السفير، المنتظر عند البعض بلا كلل كما في انتظار غودو القديم.

 

كل الذين (يعقلون) و(يتفكرون) و(يتدبرون) و(يبصرون) و(يسمعون)، مع احترامنا للكثير ممن يسمي نفسه (نخبة) و(طليعة) و(قيادات قومية) أو (مفكر إسلامي)، كل أولئك الذين أشرنا إليهم يدركون حجم المفارقة بين الواقع والادعاء. بين السعي الجاد والملح الذي لا ينقطع ليل نهار، وبين أصوات (المكاء والتصدية) تدعي أو تطالب أو تلزم أو تلقي العبء على الآخرين.

 

 ولكي لا ندخل في حلبة تقاذف الكرة، وما دام حديد الجريمة الصهيونية حاميا دعونا نطرقه جيدا. لنضع على المحك الشعار المطالب بالعودة إلى حدود الرابع من حزيران. في ذكرى الخامس من حزيران، دعونا نجعل من الجواب على جريمة أسطول الحرية التفافاً على النكسة الكارثة ونتائجها ومترتباتها..

 

حدود الرابع من حزيران ليست فقط حدوداً جغرافية ترابية يسيطر عليه عدو. بل هي في الوقت نفسه حدود موقف عربي. وحدود موقف سوري بشكل خاص، باعتبار سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي ما يزال  جزء من أرضها اسمه الجولان محتلاً.

 

ولكي لا نلقي نحن ـ السوريين ـ العبء على المصريين ولا على اللبنانيين ولا على الفلسطينيين أو الأردنيين أو السعوديين أو العراقيين تعالوا نتحمل مسئولية موقفنا بإباء وعزة ورجولة. فنعود جميعاً إلى حدود الموقف العربي السوري في الرابع من حزيران 1967. وذلك لكي لا نعطي الدنية للعدو، أو نسمح له أن يجني كسباً من حربه العدوانية علينا.

 

ففي حدود الموقف ذاك لم يكن بيننا من يجرؤ على الحديث عن (سلام) بأي صيغة من صيغ السلام. لم يكن بيننا من يجرؤ على أن يتحدث عن شعار مثل (نرضى بما يرضى به الفلسطينيون) لأن أحداً من أبناء سورية لم يكن يجرؤ ليقول إن فلسطين قضية فلسطينية.

 

لم يكن رفيق  بعثي ولا أخ مسلم، على شدة الخلاف بينهما، يقبل أو يجرؤ أن يتحدث عن مثل هذا تصريحاً أو تلميحاً.

 

أرسل إلينا بالأمس كاتب عربي مقالاً عنوانه (غزة مدينة عثمانية)، لا أريد أن أرد قوله، أو أن أدخل في جدل معه. ولكن الحقيقة الجغرافية الثابتة أن حدود الشام الجنوبية تنتهي عند مدينة العريش المصرية. وأن فلسطين كانت ـ وستبقى ـ على مدار التاريخ إقليماً من أقاليم الشام الكبير.

 

الخامس من حزيران، أو نكسة الخامس من حزيران، أو هزيمة الخامس من حزيران، هي التي جعلتنا ننتقل من الحديث عن حيفا ويافا وعكا إلى الحديث عن غزة والضفة والجولان.

 

فاجعة الأمس القريب على ظهر أسطول الحرية، تفرض علينا جميعاً أن نتأمل بالمقدمات و نتفكر  بالمآلات.  ثم لنعلن، إن أردنا الاستفادة من الدرس، بجرأة ووضوح  وبلا تردد ولا تلعثم: إننا نعود إلى حدود موقفنا في الرابع من حزيران 1967، وأنه لا سلام ولا صلح ولا مفاوضات مع قتلة الأطفال والنساء والأبرياء. وأن على القتلة الغرباء المزروعين في أرضنا أن يعودوا من حيث أتوا. فأوطانهم التي هجروها أولى بهم. وهي عليهم أوسع، وأرزاقها لهم أكثر.

 

 هذا ليس تعجيزاً، ولا تحميلاً لوطننا ما لا يحتمل. هذا فقط امتحان مصداقية، لا بد منه، قبل أن نطالب أشقاءنا في جزر القمر بتحمل مسئوليتهم في تحرير الجولان.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الأربعاء 2/6/2010م


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ