ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 27/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لحن في التهديدات الإسرائيلية

يتطلب رداً رسمياً على إيحاءاته

زهير سالم*

 

أن يقوم المحتلون المغتصبون بتوجيه التهديدات لدول الجوار ودول الإقليم ولكل الشرفاء والأحرار في العالم فذلك أمر طبيعي ومفهوم. وأن يتناول هؤلاء قطرا عربيا بعينه في سياق الصراع الذي لا يزال عالقا فتنهال التهديدات على سورية ولبنان كل صباح مساء فذلك منبهة أيضا على أن العلاقة الظاهرة بيننا وبين المحتل الغاصب ما تزال في إطارها الذي لا يجوز أن تخرج، قبلا ولا بعدا، عنه. وأن يقف السوريون جميعا في خندق واحد رغم كل خلافاتهم في مواجهة العدوان، ورفض التهديدات، والإعلان عن الاستعداد للانخراط الجماعي في معركة الدفاع عن الوطن ضد أي شكل من أشكال التهديد أو التدخل الخارجي؛ فذلك أيضا هو الموقف التاريخي المشهود لهذا الشعب ولقواه الوطنية الحية بتوجهاتها الإسلامية والمدنية أيضا. موقف لا تمن به فئة على فئة، ولا جماعة على جماعة، ولا حزب على حزب، ولا معارضة على نظام؛ لأن النتائج الكارثية لأي عدوان خارجي لن يصيب فريقا دون فريق، بل هو يصيب الشرف قبل أن يصيب الفريق.

 

ومن هنا فقد ظلت القوى الوطنية السورية، والمعارضة منها بشكل خاص، ترد على التهديدات الخارجية الصهيونية وغيرها بما تستحق من الرفض والاستنكار. وتسبق غير منتظرة جزاء من أحد إلى الإعلان عن مواقفها في الانحياز المطلق إلى الوطن وقضاياه الكبرى، ومصالحه العليا، متسامية دائما على الجراح مع عمقها، محتملة دائما أدنى الضرر في دفع أعظمه وهو دائما العدو الخارجي مهما كان اسمه أو لونه أو شعاره.

 

والمعارضة السورية وهي تقرر كل هذا وتتمسك به وتؤكد عليه تقدر في الوقت نفسه الثمن الذي تدفعه في سبيله. وتعلم أن موقفا مثل هذا في وطنيته وسموه وتعاليه هو الذي دفعها بكل أطيافها إلى المربع المعتم،  الذي هي فيه. حيث يضرب التعتيم الإعلامي العالمي والعربي التابع، على مذاهب التبعية المختلفة، سجفَه السميكة على معاناة عشرات الألوف من المفقودين والمشردين وعلى الآلاف من المعتقلين من عرب وكرد وإسلاميين وعلمانيين، شيوخ في عمر الأستاذ هيثم المالح أو صبايا صغيرات من مثل طل الملوحي وآيات أحمد ..

 

تعرف المعارضة السورية  الثمن وتقدره، وعلى بصيرة مسئولة تتخذ قرارها بدفعه؛  وبإصرار بلال والصخرة العظيمة على صدره، ورمضاء مكة تشوي ظهره يردد: أحد... أحد.. هكذا هي (لا) المعارضة السورية كبيرة واضحة جازمة حاسمة غير مترددة ولا متلجلجة ولا مستدركة... لا للكيان الغاصب أصلا، ولا لكل تهديد يوجهه عادٍ أو غاصبٌ إلى أهلنا أو ديارنا...

 

موقف لا تلتزمه المعارضة السورية بقواها وشخصياتها لصناعة فخر هي أكبر منه. وحين يحاول بعض الخارجين على السياق التاريخي لشعبنا أن يلفقوا ...في محاولات حسيرة للنيل من هذه المعارضة في توافقها وفي اختلافها، فإن إفكهم سيبقى شاهدا على صغارهم وعلى هشاشتهم وعلى تقطع السبل بهم. وهم إن قاموا وإن قعدوا محاصرون بقوله تعالى: قل موتوا بغيظكم.

 

ونعود إلى التهديدات الصهيونية، نعود إلى تهديد ليبرمان بشكل خاص، التهديد الذي تساوقت كلماته مع لحن خفي خبيث لم يكن من شأننا أن نتوقف عنده، تركناه للمعنيين به يومه ليردوا عليه بالطريقة المناسبة ولكنهم تجاهلوه  وتجاوزوه، ولم يكن لذلك اللحن أن يطوى أو ينسى..

 

إلى أن جاء الأمس وعدنا لنسمع اللحن نفسه من جديد في صيغة مقال نشر في ( هآرتس) العبرية يهدد كاتبه ( وهو عميد متقاعد في الجيش الصهيوني ) بإسقاط النظام والطائفة العلوية الحاكمة  في سورية)، متحدثا بالثقة نفسها، عازفا على لحن ليبرمان نفسه.

 

وإذا الحديث الذي كان لحنا يكاد يصبح مباشرا وفصيحا يحتاج ليس إلى بيان فقط ولكن إلى رد أيضا، رد لائق يتقدم عليه. رد يجعل (الصهيو- أمريكي) يعيد فرز القوى فيضم منظومة الحكم في سورية إلى منظومة الشعب الأبي . رد يسقط التصنيف الصهيوني القديم: المعارضة أشد سوء من النظام، لنكون جميعا بالنسبة للعدو في السوء سواء. فكرامة العدو تهمة، وحسن تقديره تجريح.

 

وكما امتلكت المعارضة السورية بكل أطيافها الرؤية والعزيمة لتدفع ثمن اختيارها وقرارها في قولة ( لا )؛ سيكون من دواعي الفخر الحقيقي للنظام أن يُصنف – في ميزان الأعداء - مع شعب سورية الأبي في السوء سواء.

 

والشعب السوري، من جهته، لا يعتبر تسليح المقاومة مما يستحيا منه، بل يعتبر تسليح المقاومة في فلسطين وفي لبنان والعراق من حميد الفعال. نعترف أن تسليح المقاومة ليس مادة إعلامية ولكن  يبقى ما تفوه به ليبرمان في لحنه الخفي، وما كتبه عوديد طيرا في هآرتس وهما يزعمان أن وراء الأكمة ما وراءها محتاجا إلى من ينسفه بفعل حازم أن نراه خير من أن نسمعه..

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الثلاثاء 27/4/2010


 

تعليقات القراء

 

الأخ الكريم ابو الطيب طيب الله لسانك وألهمك الرشد والصواب وإنني أقول بهذه المناسبة : هم أهلنا وأهلنا شئنا ام أبينا آباؤنا وأمهاتنا لانريد بهم ولا لهم إلا الخير وإن أرادوا لنا غير ذلك ونرفق بهم لأنهم أولاد آبائنا وأمهاتن اوإن استطالوا علينا فلا نمد لهم إلا يد الصفح والتسامح وهذا من شيم الكرام لا من فعل اللئام فإن كان للآخرين عثرات لا تقال فشيمنا تأبى الإنتقام في هذا المقام أسوة بالحبيب صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة فقال لقريش : ما تظنون اني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ! فقال لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء ، ولا يسعنا إلا أن نقول في هذا المقام كما قال الشاعر :

بلادي وإن جارت علي عزيزة   أهلي وإن ضنوا علي كرام

وقال آخر : لي جيرة ضنّوا عليّ وجاروا ... فنبت بي الأوطان والأوطار

ومن العجائب أنني مع جورهم ... ما قرّ لي بعد الفراق قرار

فالإنتماء للأهل والوطن مكرمة لامثلمة والإنتماء للأهل والوطن شرف وعز وفخر لاسرف فيه والانتماء للأهل والوطن يحتاج الى من يقدره قدره لأنه اصيل في النفس البشرية وعميق في الفطرة الانسانية النبيلة ويحتاج الى تعامل صحيح يقوم على: إقامة العدل، وتثبيت جذور المساواة، ونشر الحرية، وصيانة الفضيلة، وحماية الحقوق، ومنع الظلم والاعتداء والقهر والتعسف ومحاربة كل أشكال التمييز العنصري والطائفي والمذهبي والجهوي والقضاء على المحسوبية والشللية، والفضاء على جراثيم النفاق والتزلف ومدح المسؤولين، والبحث عن الاصلاء الاقوياء الأمناء، والشرفاء ، والاحتكام الى ضمير المواطن النقي الصافي، الفطري السليم، الواضح البين الذي يراه كل صاحب بصيرة مبصرة وقليل ماهم !!

محمد شحود

=====================

أشفق عليك أيها الكاتب والمفكر الكبير كلما رأيتك تحرث الماء ،وتعصر الصخر،وتملأ الهواءباكياس القنب أبو قلم أحمر..واخسارتاه،واضياعاه،وارحمتاه ...لنا

أبو جابر

رد من زهير سالم : شكرا لك على مشاعرك نتذكر قوله تعالى : "معذرة إلى ربكم"

=====================
موقف موفق هذا الكلام ونأمل من سورية حكومة وشعبا أن تفقه هذا المسلك لجماعات اختلفوا معهم في النظرة الفكرية أو العقائدية أوفي تقدير مصلحة الوطن أين ؟وفي أي اتجاه؟فتفتح صفحة جديدة في العلاقات والتعاون من أجل بناء الإنسان والوطن للوقوف أمام التحديات وما أكثرها---بقي أن نتوجه إلى من أطلق لفظ المعارضة وجعلها مسمى له ويفتخر بهذا المسمى لنقول له : طلق هذا المسمى ثلاثا وصنف نفسك مصلحا أومرشدا ويكفيك ذلك فخرا فأبناء الوطن جميعا إخوة والإخوة ينصحون ويرشدون وفقكم الله

مؤمن

=====================

أستاذ سالم : أود التعليق على الجملة ادناه بعد الاتفاق معكم على ان البلاء عام .. أما مشكلة الشرف , فكثيرون وانا منهم نعتقد بان الشرف السوري مهدور فلا شئ يصيب غير موجود

"بل هو يصيب الشرف قبل أن يصيب الفريق".

حليم جبوري

 

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ