ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اتجاهات الشباب العربي ومشكلاته

سورية أنموذجاً

(1)

زهير سالم*

تعتبر قضايا الشباب في العالم واحدة من الأولويات المهمة التي تتقدم على جداول أعمال مراكز البحث والمفكرين والساسة، وتشكل اهتماما أوليا لمؤسسات المجتمع المدني بأنشطتها المختلفة، في محاولات جادة، من هذه المراكز والمؤسسات، لاستيعاب (القدرة المضافة) التي يتمتع بها الشباب وتوظيفها. هذه القدرة التي تجعل الشباب أكثر عطاء وأكثر خطراً في الوقت نفسه.

 

وضع الحديث الشريف الشاب الناشئ في طاعة الله مع الإمام العادل في ظل عرش الرحمن. واعتبرت العرب (الشباب شعبة من الجنون). وقرروا أن الشباب ( المرحلة العمرية ) إن لم يُشغل بالنافع المفيد كان مدخلاً من مداخل الفساد.

إن الشباب والفراغ  والجـدة

مفسـدة للمـرء أي مفسـدة..

أدبيات كثيرة يمكن أن تساق في أهمية هذه المرحلة العمرية، بوصفها مصدرا من مصادر الطاقة الإنسانية الحيوية، وضرورة أن توظف في البناء النافع المفيد، والتحذير من كبت هذه الطاقة أو حرفها أو تجاهلها وهدرها. يمكننا أن نعرف هذه المرحلة بأنها: (إنسان + طاقة + طموح)، وأن نركز أكثر في الحديث عن الطاقة المضافة لدى الشباب، كما يتحدثون عنها في عالم الاقتصاد.

 

طاقة مضافة وموقوتة، وجّه الرسول الكريم، صلى الله وسلم عليه، صاحبها إلى ضرورة اغتنامها في حديث اغتنم خمسا قبل خمس فذكر: ( شبابَك قبل هرمك ).  في سياق حديثنا عن الشباب نرفع شعار الرجاء فيه والخوف منه وعليه.

 

على طريق احتواء الشباب، وامتصاص طاقاتهم المتنوعة، ابتدع مهندسو الحياة العامة الكثير من الأنشطة الأممية. وأقاموا لها المحافل والمنتديات والنوادي والمسارح ودور العرض لتمتص ما تستطيع من طاقات الشباب، في أطر مدروسة تستهلك الطاقات الجسدية، والتطلعات الروحية والفكرية، وتوظف الطاقات التنافسية في مساقات منها المجدي ومنها العبثي. يفعلون هذا بإيجاد عالم وهمي يتم الصراع أو التنافس فيه وعليه؛ لتسهيل الانفراد بالعالم الحقيقي والسيطرة عليه. في عوالم الوهم هذه يجري تفريغ الطاقات، أو إشباع الغرائز؛ وليس تهذيبها وتوجيهها وتوظيفها. وتحكُمُ عقيدة إحكام السيطرة على (القطيع)، بمفهوم ما، عالما اعتَبَرَ البعدَ الأخلاقي الشخصي  خارجَ دائرة اهتمامه!! فأطلق العنان، وسهل التعبيرات الغرائزية بأنواعها، ففتح آفاق العبثية، وجمّل القبيح، وحسّن الشر، وحول الإنسان إلى هدف استثماري تدور على كتفيه رحى الإنتاج والاستهلاك، والرغبة والإشباع.

 

في نظرة موضوعية فاحصة لواقع شبابنا العربي بشكل عام، ونتخذ في هذه الدراسة الشباب السوري أنموذجا له، يلفتنا وضع غير سوي يعيشه هذا الشباب؛ في حالة من اضطراب الوجهة، وتناقض الموقف، وهروب شبه سائد من تحمل المسؤولية، أو الانخراط في دروب الضياع، أو الإقدام حيث يجب الإحجام، أو الاستغراق في عقائد السلبية، أو التطرف أو التعصب (للعقيدة أو للقوم أو الرأي) أو الاندفاع على طريق تأكيد الذات بركوب الصعب والذلول.

 

تحاول هذه الدراسة تتبع اتجاهات الشباب العربي العامة، وتوجهات أبناء هذه الفئة العمرية الفردية والجماعية، وتتعقب تطلعاتهم ومشكلاتهم وهمومهم ومخاوفهم، والعوائق التي تحد من قدرتهم من التعبير الواقعي عن أنفسهم، وتنفيذ مشروعاتهم. ليس من هدف هذه الدراسة رسم صورة قاتمة لواقع الشباب العربي. ولا النظر بمنظار متشائم لمستقبله. بل لعل الرصد العملي لواقع يقر الجميع بحاجته إلى تغيير نحو الأفضل يظهرها كذلك ، ودراسة مثل هذه لا يلغي وجود الكثير الطيب للسواد العام لشباب هذه الأمة وهذا الوطن. كما لا تستطيع أي دراسة موضوعية أن تتجاوز قدرة هذا الشباب على الاختراق الإيجابي البناء  في الظروف الأصعب والأقسى

 

مدخل

مجتمعاتنا الفتية

بينما حولت العقائد السائدة في الغرب المجتمعات الغربية إلى مجتمعات متآكلة، تواجه الشيخوخة والانقراض؛ تشكل مجتمعاتنا العربية والإسلامية مجتمعات فتية واعدة ببسط ظلها المستقبلي على الحضارة والإنسان. وهذه حقيقة تعطي شريحة الشباب في عالمنا العربي أهمية إضافية. وتجعل منهم تحديا استراتيجيا لأمتهم و للأنظمة السياسية  في أوطانهم، ولأعدائهم على السواء. يرى البعض في هذا البعد الديمغرافي تحديا سلبيا، فينخرط على غير بصيرة في المطلب الأممي بضرورة وضع حد للنمو السكاني وتطويقه، والالتفاف على بناء الأسرة بشتى الطرق والوسائل، ويرى فيه آخرون تحديا إيجابيا وقوة داعمة للبناء الحضاري الذي لم يستغن يوما عن الإنسان.

 

حسب استطلاع أولي أجرته مؤسسة (غالوب) الأمريكية في نيسان (أبريل)  2009يشكل من يقل عمرهم عن خمسة عشر عاما في العالم العربي ثلث السكان، وتشكل الشريحة العمرية من15 – 29 عاما مائة مليون من أصل 330 مليون نسمة، وهو الرقم الإحصائي المقدر لسكان العالم العربي، أي أن أطفال العالم العربي وشبابه يشكلون ثلثي سكان هذا العالم. وهذا يفرض على القائمين على الأمر في أوطاننا أن يخططوا ليكونوا قادرين على تأمين مليون فرصة عمل خلال العقدين القادمين على مستوى العالم العربي، حسب الاستطلاع المذكور.

 

إن تقديم سياسات تحديد النسل على إطلاقها، وبجميع  المدخلات والوسائل التي تطرحها بها مؤتمرات السكان والمنظمات الإنمائية الأممية؛ كحل لمواجهة النمو السكاني هو هروب من تحمل المسئولية، تمارسه الأنظمة العربية والقيادات المدنية التي تحطب في حبالها مباشرة، أو في حبال المنظمات الأممية بأبعادها العسكرية والثقافية والاقتصادية.

 

يمثل شباب الأمة، وشباب سورية جزء منهم، في نظرنا، عامل قوة، وشرطا أساسيا لنجاح مشروع النهضة، ونرى في النكوص عن القيام بحق هذا الشباب نوعا من العجز يتهم النظري والعملي من سياسات الأنظمة الحاكمة في أكثر الأقطار.

 

إن الرصد المباشر لاتجاهات الشباب السوري، والتي هي أنموذج للشباب العربي، سيضعنا مباشرة أمام شرائح عديدة لهذا الشباب، شرائح كثيرة مثيرة للقلق. ونعتقد أن من حقنا أن تكون لنا دواعي قلقنا الخاص، قلقنا على شبابنا أنفسهم، وقلقنا على الهوية وعلى الحاضر والمستقبل. وأن عوامل القلق هذه قد لا تتفق بالضرورة مع دواعي القلق الأمريكي والأممي. نعم يقلقنا التعصب والتطرف ويقلقنا بنفس القدر  فقدان الهوية، واضطراب البوصلة، وحياة العبث والخواء والفراغ والوصولية والشخصانية والفساد والجهل والأمية العلمية والفكرية، في حلقات متعددة تحاول هذه الدراسة أن تتتبع اتجاهات الشباب العربي من خلال اتخاذ الشباب السوري أنموذجا...

يتبع شباب الفراغ والجدة

 

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الاثنين 11/1/2010م


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ