ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 10/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الجلوس على كرسي الحكم

ليس (قرطة خيارة)

زهير سالم*

يستمتع الكثيرون بالجلوس على كرسي الحكم. وبالتفيؤ بظلاله الرخية. السلطة والمكانة والشرف. الأعوان والأتباع وفرق الحاشية مختلفاً ألوانها. السجاجيد الحمراء تبسط للاستقبال والوداع. وكل ما يمكن أن يكون من بين يدي ذلك أو من خلفه أو من تحته أو من فوقه مما نعلم أو مما لا نعلم..

 

والرضا عن الذات، والغرور بما يُظن من الإنجاز، والركون إلى أقوال الملقين مزلقة أو مهلكة صاحب السلطان تتخطفه عن يمين أو عن شمال، فلا يشعر إلا وقد سبق إليه الوعد، ورُفعت أقلامه ، وجفت صحفه، واختُصر كل ما صنع في عنوان، وحق عليه قول التاريخ بما كسبت يمينه..

 

والتاريخ حين يكتب الآثار،لا يكتب منها ما يريده صاحبها، أو ما تزينه حاشيته، التاريخ أبقى من الحجَّاج أنه كان الظالم الطاغية الجبار. كما أبقى من المعتصم ( لبيك أختاه ) جوابا على (وامعتصماه). وأبقى من كافور: لا تشتر العبد إلا والعصا معه..

 

 لا بد من تقرير هذا ليفتح أعيناً تظن أن بإمكانها أن تنجو من حكم التاريخ إذا نجت من سلطان العدل الذي على أساسه تقوم الممالك ولأجله أنزل الله الكتاب والميزان. نقول هذا لمن يظن أن بإمكانه أن يزيف التاريخ أو أن يزيف الوعي العام..

 

والجلوس على كرسي الحكم ليس (قرطة خيارة) لطلاب متعة كرسي السلطان بما تيسر منها، نقول: فمَن مِن أبناء هذه الأمة يقبل ساعة جد أن يكون على كرسي المسئولية، في الحال الذي نحن فيه، وهذا الأقصى يدمر، وهذه القدس تهود، وهذه فلسطين تُباع، وهو (يُسر حسواً في ارتغاء)، أوهو مشغول في معافثة المستسلمين، يردد أحاديث السلام الهُّون، وكأنه يتحدث عن فتح الفتوح يكتب سيده إلى ملك الروم جئتك بجيش آخره عندي وأوله عندك..

 

نعم الجلوس على كرسي الحكم ليس (قرطة خيارة)، ونحن نتابع ما يجري على أرض فلسطين كل فلسطين، و ما يجري على القدس، أحيائها وبيوتها وأسرها ومواطنيها، وقبل كل ذلك أقصاها وما يجري تحت محرابه ومنبره..

 

وحين يعجز حاكم عن تحمل مسئولية مظاهرة شعبية حقيقية وليس فقط (مسيَّرة) في بلده، مظاهرة تصرخ في وجه المعتدين: كفى، وتضع حداً لتطاول المتطاولين، وعدوان المعتدين، فالأولى بهذا الحاكم أن يُعفي نفسه مما يمكن أن يسجله عليه التاريخ.

 

الجلوس على كرسي الحكم ليس (قرطة خيارة)، وكيف يستقيم ذلك وأرض الجولان نداء وأنين. أرض الجولان تطؤها القدم الهمجية، وهمُّ القوم مجيء ورواح، بين متفائل ومتشائم تارة مع وسيط من الشرق وأخرى مع عراب من الغرب، وثالثة مع شفيع من الشمال. وما على شعبنا من الانتظار، كما يقولون  في قرانا: (ترانا قاعدين) ولتمر علينا وعلى جولاننا السنون، وبعضنا يفرح بانتصارات صغيرة في عوالم صغيرة!! يستقبل ويودع يستبشر ويبشّر.

 

على كرسي الحكم يشعر البعض أنه إذا شبع  فقد شبع العالم، وإذا دفئ  فقد دفئ العالم. وإذا رضي وأمن فقد رضي العالم وأمن، حاكم لا يريد أن يعلم ما يجري وراء بابه أو خلف صفوف حراسه لا يحكم إلا موضع قدميه.

 

الجلوس على كرسي الحكم مسئولية ومشقة وكدح وتضحية و،

لولا المشقة ساد الناس كلهم

الجود يفقـر والإقدام قتال..

 

نعم الجلوس على كرسي الحكم ليس (قرطة خيارة).. وليس بإمكان أحد أن يكّذب أو أن يرد أو ينفي حقيقة ما ورد في تقرير منظمة الشفافية الدولية..

 

 (سورية) بل (حبيبتنا سورية) تهوي دركات في قرارة مستنقع الفساد، أرادوا أن يكحلوها فعميت!!  إنها هذا العام في المرتبة السابعة والثلاثين بعد المائة من أصل مائة وثمانين دولة في العالم في ترتيب الفساد. لا ندري في العام القادم في أي دركة تكون؟!

 

 والفساد يعني بشكله المبسط: أن هناك من يسرق قطرة الحليب عن حلمة الوليد، ويسرق رغيف العامل والفلاح، وأن هناك من يمتص جهد العامل في جهاز الدولة ويضطره أن يمد يده إلى ما أصبح عار البلد، الوطن والإنسان، الفساد يعني أن هناك من يدس في الصيدليات العامة الدواء الذي انتهت صلاحيته، كنوع من التداخل،ربما، لتغيير الخارطة الديمغرافية، للسكان. الفساد ببساطة يعني أن نحرم الشاب والشابة من فرصة يستحقونها ونمنحها لمن لا يستحق، يعني أن ندفع إلى البعثة العلمية أو المقعد الجامعي ذاك الذي (...)

 

منظمة الشفافية الدولية تقول إن المسافة قد ضاقت هذا العام بين سورية حبيبتنا وبين قاع الفساد العالمي، لم يبق بيننا وبين القاع غير دركات قليلة، وأننا، مع الجهود المقدرة والمركزة والمشكورة لصاحب مشروع مكافحة الفساد، عاماً بعد عام، نغرق..

 

نحن نسمع من القائمين على الأمر في سورية كما نقتبس من أحاديثهم أنهم لا يريدون هذا، وأنهم يبذلون جهوداً عظيمة، لنصرة فلسطين والأقصى، وتحرير الجولان ومحاربة الفساد..

 

نتفهم أنهم لم يستعيدوا فلسطين لأن فلسطين قضية دولية، ندرك أنهم ببعض التجارب من جنوب لبنان كان يمكن أن يحرروا الجولان ونظل نقول عساهم أو لعلهم يفعلون.. ، أما أنهم لم ينجحوا في كبح ماكينة الفساد، أو على الأقل الحفاظ على دارتها ، فهي مسألة فيها أكثر من نظر. ماكينة الفساد ليست شأنا دوليا ولا إقليميا ولا ثوريا و لا هي ضرورية لدعم الصمود، أو لحماية المسيرة، ولا هي قاعدة للوحدة الوطنية، ولاهي ضرورة من ضرورات التحديث والتطوير!!!

 

يبدو أن الأمر فعلا بالنسبة للبعض قرطة خيارة .  لأن لكل مقدمات نتائج لا تتخلف، وأنهم.. وأنهم.. وأننا.. وأننا

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

السبت 10/10/2009


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ