ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 31/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لماذا كرهوا الكلام في علم الكلام

زهير سالم*

تشدد السلف الصالح رضي الله عنهم في أمر ( علم الكلام ) وهو المسمى بعنوان ثان ( علم التوحيد ) وثالث ( علم أصول الدين ). وأول ما ظهر هذا العلم، محاولةً من بعض علماء الإسلام للرد على التساؤلات التي ثارت بعد التمازج الفكري والثقافي مع الشعوب الداخلة في الإسلام؛ عده نخبة من العلماء من البدع المستحدثة وهجّنوه وأنكروه على المتحدثين به. وكان على رأس هؤلاء الإمام مالك صاحب المقولة المشهورة ( الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة أخرجوا السائل من المسجد )

وكذلك الإمام أحمد الذي رفض أن يدخل في أي حوار مع المعتزلة في محنة خلق القرآن، وكان لا يزيد على القول ( ايتوني بآية من كتاب الله أو حديث لرسول الله )

وروي عنه أنه قاطع الحارث المحاسبي فترة طويلة مع ما عليه الحارث من الزهد والعبادة لخوضه كما يقال في علم الكلام.

أما الإمام الغزالي الذي يوصف بالفقيه الأصولي النظار المتكلم صاحب المصنفات العديدة في علم الكلام، فيؤكد دائما أن هذا العلم كالدواء يُعطى للمريض فقط، ولكل مريض بحسب احتياجه، ولذلك رتب كتبه في هذا الباب بدأ من قواعد الاعتقاد المتضَمن في كتابه إحياء علوم الدين متدرجا انتهاء إلى المضنون به على غير أهله في مرحلتيه الصغير والكبير.

وهو الذي يؤثر عنه التشديد على العامة في أمر علم الكلام حتى ليقول في بعض المواضع: العامي لو يزني ويسرق خير له من أن يتكلم بعلم الكلام.

والعامي في السياق المذكور ليس قصير الباع في مستواه المعرفي فقط بل هو ضيق العطن في مستواه النفسي وفي حظه من الورع والتقوى والحذر وهو يتحدث في علم موضوعه ذات الباري، جل في علاه، وصفاته وأفعاله وما يجب وما يجوز له وما يستحيل عليه تبارك وتعالى.

وسبب تشديد النكير على الخائضين في هذا العلم، والداخلين معترك الجدل حول موضوعاته ليس فقط خطورة موضوعه، وصعوبة مسالكه، ودقة مداخله ومخارجه، بل هناك ما هو أشد خطرا من كل ذلك وهو الأمر الذي أشار إليه الإمام أبو حامد الإسفراييني فيما يُروى عنه أنه قال لتلميذه طاهر العباداني يصور حال المتجادلين في عصره( لا تعلق – أي لا تكتب- كثيرا مما تسمع في مجالس الجدل فإن الكلام يجري فيها على ختل الخصم ومغالطته ودفعه ومغالبته. فلسنا نتكلم لوجه الله خالصا، ولو أردنا لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا ننوء بغضب الله فإنا نطمع في سعة رحمة الله.)

الإمام أبو حامد الغزالي يقول إن تمنيت لصاحبك الخطأ في علم الكلام فكأنك لا تبالي أن يقع الخطأ في جنب الله، تبارك الله، انتصارا لنفسك ولرأيك ولمذهبك، وهذا هو وجه الخطر الحقيقي في التعاطي في هذا العلم الخطير. بينما كان الإمام الشافعي يقول ما جادلت أحدا إلا أحببت أن يُسدد ويُعان.

 ذلك جدل يكون في الله، وخصومة تكون في الله وبغض وعداوة، إن كان بغض وعداوة، تكون في الله أيضا وليس انتصارا لرأي ولا عزة بإثم. إرادة الكفر والظلم والمعصية للخصم تثبيتا لحظ النفس وانتصارا للرأي كفر وظلم ومعصية. وكراهية الفرج والرحمة والسماحة للمسلمين إيثارا لأنا متضخمة كبيرة من الكبائر المردية  لا تليق  بمن يقول (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الاثنين 31/8/2009م


 

تعليقات القراء

 

بسم الله الرحمن الرحيم...جزى الله كاتب المقال خير الجزاء على هذه الانعطافة الطيبة في تعليقه على موضوع خطر وشاق كعلم الكلام, واذكر اخانا بما قاله الامام الشافعي رحمه الله فيمن يشتغل بعلم الكلام هو ان يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم بين القبائل والناس ويقال لهم هذا جزاء من ترك العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم (ذكره ابن ابي العز رحمه الله صاحب شرح الطحاوية), وجزاكم الله خيرا وآسف على الاطالة

ابو مؤمن العراقي الاثري-بريطانيا


 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ