ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 14/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الطائفية أكثر عمقا مما تظن!!!

( في عموم البلوى تلمس للوجع العام )

زهير سالم*

(ليس التعصب أن تحب خيار قومك ولكن التعصب أن تجعل شرار قومك فوق خيار الناس)

القراءة المستبصرة لتطورات المعطى السياسي في منطقتنا، وطريقة الأكثرين في فرز القوى واحتساب المواقف، والانحياز إلى هذا الفريق أو ذاك ستؤكد أن (الطائفية) أكثر تجذراً  في وجودنا الجمعي مما يعترف به الأكثرون.

نظريا يعلن هؤلاء الأكثرون براءتهم من الطائفية، وإدانتهم للعصبية القائمة على أساسها، وإعلانهم الحرب عليها، ومطالبتهم بالتخلص منها؛ ولكن لا يلبثون في حركة التفافية لا شعورية أن ينغمسوا فيها...

حقيقة لا تستثني أحدا، ولا يستطيع أن يتمرد عليها أحد، هي نهر الجنون الذي يصبح المقتضى العقلي الأول أن تشرب عن وعي منه، على ما قرر توفيق الحكيم أو على ما قررت العامة لدينا ( إذا جُن ربعك عقلك ما ينفعك ).

تحاشيا للاصطدام بالمواضعات العصبية المستقرة لن أقارب التمثيل بالوقائع الملجئة التي دفعت إلى كتابة هذا المقال، ولكنني أذكر مثلا سمعته منذ الخمسينات من أحد مشايخنا ، مع الاعتذار المسبق لأهلنا في بيروت كونهم موضع المثل،( كإسلام أهل بيروت ).. وتسأل الشيخ منذ الخمسينات عن سر المثل المضروب بأهل بيروت؟! يقول إنهم يلحون على ضرورة بناء المسجد فقط لأن النصارى بنوا كنيسة في المنطقة نفسها!!!

كلام عمره نصف قرن ولا شك أن إسلام أهل بيروت اليوم بألف خير، مع الأخذ بالاعتبار أنه بعد نصف قرن من التعليم والتثقيف تعمق الشعور الطائفي وامتد أ كثر ليشمل الحسينية والكنيسة والمسجد وامتدت الحالة البيروتية تلك أو انكشفت فإذا هي تمثل الأرضية الأعمق لمجتمعات محور طنجة – جاكرتا بلا استثناء... 

تتابع القراءات السياسية لحركة الواقع السياسي على جميع المستويات، لترى أن مقولة أبي طالب ما تزال هي الباقية ففي ساعة الحقيقة، على جميع مستويات الحقيقة، على كل فصيل أن يأوي إلى أمه، والفصيل في سياق أبي طالب هو ولد الناقة الذي يعرف أمه غريزيا وسط القطيع. يقول أبو طالب لقريش وقد طالبته أن يسلمها محمدا مقابل أحد أبناء الوليد بن المغيرة: انتظروا حتى تروح اللقاح فإن أوى فصيل إلى غير أمه فعلت!!!

الفصيل والغريزة والقطيع ربما تساعدنا قليلا على الشرح في حقل الألغام الذي نكتب فيه،

يطالب الكثيرون القوى والأحزاب والتيارات والحكومات ببرامج تفصح عن الأهداف والتوجهات؛ ولكن ماذا يفعل الناس بكل هذا في عالم لا تحكمه إلا عصا السلطة أو غريزة العصبية المستقرة في العقلين الباطن والظاهر على السواء...

لا أحد يوالي البرنامج أو المشروع....

لا أحد يواثق الإنسان باعتبارات الإنسانية فيه...

الولاء الأول في عالم الغريزة والقطيع للغريزة والقطيع...

حتى عندما يمتلك الأكثرون حريتهم وإرادتهم فإنهم ينصاعون لصوت الغريزة والعصبية أكثر من استجابتهم لمقتضيات العقول التي في رؤوسهم والقلوب التي في صدورهم.

وداوني بالتي كانت هي الداء. وعصبية ابن خلدون التي لمحها في سيرورة العمران ما تزال تسيطر على السياسة والثقافة والاجتماع.وتسقط تحت سنابكها العقائد والأفكار والبرامج والمشروعات...

هذا الكلام ليس احتجاجا على فريق أو انتصارا لفريق. ليس تأييدا ولا تنديدا إنما هو محاولة للإشارة لدائرة للشر تحكم وجودنا، كان المنتظر من تطور الوعي، وانتشار الثقافة والانخراط في بحار العولمة على مستويات الكثير من المظاهر أو المصالح أن تعين على تجاوزها...

الإخوان المسلمون في سورية استقبلوا ذات يوم الداعية الإيراني نواب صفوي واحتفوا به، جماهير الحركة الإسلامية احتفلت بانتصار الثورة الإسلامية في إيران، درسنا ودرّسنا في مناهجنا الإخوانية كتاب الإمام باقر الصدر ( اقتصادنا ) لم نشعر يومها بل لم نتوقف يومها عند كون نواب صفويا أو باقر الصدر شيعيا! وآية الله العظمى خامنئي ترجم إلى الفارسية بعضا من كتب سيد قطب رحمه الله...

ولكن  المشروع ( الإسلامي ) في إيران وفي العراق وفي لبنان وفي الكويت وفي البحرين عجز حتى الآن أن ينجز قائمة انتخابية إسلامية تقوم على المشروع وعلى البرنامج وليس على الطائفة ....!!!

مخيف هذا المرض الذي نعاني منه، هذا الداء الذي نتراشق به، هذه المنتنة التي ماتزال تحتوينا منذ أيام (البسوس) و (داحس والغبراء) و (بعاث) و( الجمل ) و(صفين ) و( الحرة ) و( كربلاء )....

ونعود إلى الإمام زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما ( ليس التعصب أن تحب خيار قومك ولكن التعصب أن تجعل شرار قومك فوق خيار الناس..)

ألا ترون أيها الناس كيف تتعصبون ؟! 

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

14/06/2009


 

تعليقات القراء

 

أفضل أن تستعرض الرؤية الصورة المفترض أن يكون عليها الوضع وتشير إلى الأتجاه الذى يذهب أليه الموقع

فنحن المؤمنين بالعروبة نعرف المشكلات و لكن ما هى رؤية الموقع للوضع العربى الأمثل ويفضل أن تكون كلمات الرؤية تحتوى على القيم الأيجابية كالأمل و الأنفتاح و التفائل و العمق وذلك لكسب معتنقين جدد للقضية و البعد عن الكلمات السلبية فى الرؤية لعدم أثارة الأحباط و الشعور بعدم قيمة الرؤية

محمد السيد

=====================

السلام عليكم ورحمة الله

لنتحدث عن الطائفية الإسلامية، ولنتذكر أن الإسلام دين جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، ولم يأتي به الحسين ابن علي ولا الشافعي ولا ابن تيمية ولا المهدي المنتظر، لذلك لكي يتوحد الدين يجب العودة إلى مصدر الحكم الرئيسي وهو القرآن الكريم، الشيء الوحيد المحفوظ بكامل اليقينية من الدين الإسلامي، وقتها وعندما يصبح القرآن الكريم هو الحكم الأول والأخير، أستطيع أن أختار الصالح من الطالح، لأن لدي دستور واحد موحد، أقيس جميع الناس عليه، أما عندما يكون لدينا ألف دستور، مرة من ابداع الخميني ومرة من ابداع ابن تيمية ومرة من ابداع الشافعي ومرة من ابداع الطبطبائي، فلن ينتخب ابن الطائفة التائه بين هؤلاء جميعا غير ابن طائفته، والسلام عليكم ورحمة الله

عبد الرحمن

=====================

مع جاذبية و جمال اللغة والأسلوب الأدبي الذي يتبعه الأستاذ سالم إلى أن هناك خلطا واضحا بين هذا الأدب وجريانه الرائع بين أصابعه وبين السياسة والمنطق كما هو في الواقع المعيوش والمحسوس على أرض الواقع ، فليس من الانصاف الخلط بين المشاريع المشبوهة والمفروضة من قوى معروفة الكيد للأمة وأهلها وبين ماسماه عصبية منتنة وهذا ظلم أو جهل بالواقع وكلاهما واحد وأما هذا الخلط العجيب  الفريد فهو يدل على برنجسية كاتبنا وبعده عن واقع بلادنا على الأقل مانعيشه اليوم في لبنان وسوريا والعراق  وهذا مؤسف وغير منصف إلا إذا كان الهدف شاعري أو لغاية في نفس يعقوب فكلنا اطلع من هذا الموقع على مقالات تناقض هذا الكلام البرنجسي غير المفهومة اهدافه

فيا أستاذنا رحمة بعقولنا وشكرا لسعة صدرك

محمد الرفاعي

رد من زهير سالم : أنا لم أسمها منتنة يا أخ محمد إنما سماها كذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما يعقوب عليه السلام فلم تكن قط في نفسه حاجة مريبة

العقل مطلوب وحسن الظن دين

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ