ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 10/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لبنان وتحديات ما بعد الانتخابات !!!

زهير سالم*

ابتداء نتقدم بالتحية لشعب لبنان، ونزف التهنئة للفائزين بثقة مواطنيهم وأهليهم، ونؤكد أن هذه الثقة هي أمانة فيها من المسئولية والغرم، لمن وعى، أكثر مما فيها من الغنم. وأن الفائز فيها محتاج أكثر من غيره إلى أن يُسدد وأن يُعان.

ولقد مرت الانتخابات اللبنانية بطريقة حضارية متقدمة، وقال الشعب اللبناني كلمته، ووضع لبنان : الدولة والإنسان، في الأيدي التي ظن فيها الأمانة والقدرة. وأسقطت الطريقة التي مرت بها الانتخابات رهانات الذين راهنوا على الفوضى أو على الاقتتال او على التزييف والتزوير،  واثبتت أن الشعب اللبناني شأنه شأن جميع الشعوب العربية قادر على التحمل قادر على الأداء ..

لقد فاز في لبنان الخيار الديمقراطي بكل تلافيفه وأبعاده، وبغض النظر عن قواعد الاختيار اللبناني وبواعثه؛ فإن مما لا شك فيه أن الناس في لبنان أجمع يتطلعون إلى أهداف واحدة تتعلق بهويتهم وعلائقهم ومعايشهم وبحاضرهم ومستقبل أجيالهم.

والانتخابات اللبنانية انجاز له ما بعده، انجاز يقتضي ليكتسب  المصداقية والنجاح، أن يجيب على الكثير من التحديات، وأن يُحسم القول في تلافيف العديد من الملفات اللبنانية العالقة تكريسا لموقف لبناني مستقبلي وقطعا للطريق على شياطي التفاصيل. .

سيتلقى الفائزون في لبنان اليوم التهاني والتبريكات، واجبنا أن ننضم أيضا الى هولاء الذين يرون في التجربة الديمقراطية اللبنانية مكسبا لكل لبنان ، وفي نتائج هذه الانتخابات نصراً لتوافقية لبنانية يمكن أن يعول عليها في صنع مستقبل أفضل للبنان ولجميع اللبنانيين على السواء ..

من الضروري أن نؤكد لهؤلاء الذين يتلقون اليوم التهاني أن فوزهم ليس إلا البداية .وأنهم منذ اليوم أصبحوا مسئولين عن القيام بحق لبنان واللبنانين .

من الضروري أن نذكر أن المشكلات اللبنانية ليست مشاكل  مسطحة أو بسيطة أو موحدة الأبعاد، كل مشكلة من  مشكلات لبنان مربعة أو مخمسة الرؤوس والأبعاد.  والأمانة والقوة هما الشرطان الأساسيان للعمل الجاد الصادق لمواجهة هذه التحديات، وقوة لبنان وبقاء لبنان رهن بحل هذه المشكلات ..

وأول التحديات في لبنان هو في تحويل هؤلاء الفائزين في مجلس النواب الى فريق عمل إيجابي متعاون منسجم، قابل وقادر على أن يضع مصالح لبنان العربي الحر ذا السيادة فوق كل اعتبار .

تحد لا يتم التعامل معه بالتوازنات والمجاملات وإنما لابد في التجاوب معه من تفكير جاد وعمل إيجابي دؤوب وشفاف يضع لبنان كل لبنان أمام استحقاق مسيرة الإصلاح في أبعادها السياسي والثقافي والاقتصادي على السواء..

إن مهمة فريق العمل هذا أن ينجز المزيد للبنان وهذا هو بعض الثمار المنشودة من التجربة الديمقراطية التي انطلقت في لبنان ..

ثم هناك أكثرية لبنانية يجمعها توافق قائم على هوية لبنان وعلى مكانته ، وعلى مفهوم سيادته وعلى حقيقة انتمائه ودوره الوطني والقومي...  تشكل هذه الملفات قضايا مهمة عالقة تحتاج من حملة الأمانة في لبنان أن يقولوا كلمة العدل والفصل فيها، بعيدا عن التشنج والتوتر وردات الفعل، وبعيدا عن التقوقع في قواقع العصبيات والعنعنات...

وهناك أكثرية في لبنان يجمعها توافق على علاقات لبنان الإيجابية التي يجب أن تبنى أو أن توثق وعلى ارتباطاته الجنينية التي تتسامى على أن تحيل الدم ماء، أو التي لا ترى في ظلم ذوي القربى، وإن كان، ذريعة للقطيعة ومدخلاً للتزيّل والانحياز. علاقات لبنان ملف معقد ومضخّم، تعتمد ابتداء على فرز دقيق للقوى ، وتحديدها في أطرها في وجود لبناني حضاري وثقافي وقومي وجغرافي يتوزع عليه الأشقاء والأصدقاء والأعداء. ولتبقى حقائق هذا الفرز حاكمة على العقل الباطن اللبناني الفردي والجمعي لكي يستقيم لصانع الموقف اللبناني القرار.

لا نزاع أمام حقيقة الولاء الوطني للبنان، ولكن عاقلا لا يتصور تضاربا بين مقتضيات الولاءات الصادقة إلا لخلل في الرؤية أو لرغبة في العلو وحب للفساد.

ومن تحد إلى تحد سيجد الذين فازوا في لبنان انفسهم أمام تحديات أكبر بكثير من  الفوز في الانتخابات أو تدبيج الخطابات... 

 يهمنا كثيراً أن تنجح تجربة الديمقراطية في لبنان، كما يهمنا أن تنجح هذه التجربة في الأردن وفي تركية وفي العراق... يهمنا أن تحاصرنا الديمقراطية من شمال وشرق وغرب وأن تعم الديمقراطية الناجحة أو المنتجة كل دول الجوار لأن العرب تلحق الجار بالجار، وترفع وتخفض على الجوار..

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

10/06/2009


تعليقات القراء

 

إن التهنئة الحقيقية للشعب اللبناني هي في خلاصه من كل دوائر الضغط والهيمنة المفروضة عليه من خارج الحدود .. وهذه الانتخابات التي شابها الكثير، يمكن أن تضع مدماكاً لانطلاقة أقوى بعون الله في طريق التحرر من التبعية والوصاية التي فرضت عليه لعقود طويلة.

أبو عبدو قاطرجي

 


 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ