ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 06/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الخامس من حزيران

من يفكر بالمخرج؟!

زهير سالم*

أعد على أصابعي السنين، أسهّل عملية العد كي لا أخطأ فأقول أكثر من أربعين عاماً مرت والهزيمة أو الاحتلال ما زال جاثماً على أرضنا. ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي عدت فيه من امتحان الثانوية. سمعنا يومها لأول مرة مصطلح الانسحاب إلى خط الدفاع الثاني. العائدون من المعركة تحدثوا عن انسحابهم الكيفي، أو دلت عليه ملامحهم. ثم سمعنا مصطلح غسل آثار العدوان ثم ما شئت بعد من شعارات ومصطلحات وخطابات...

بيننا وبين مدريد وشعار الأرض مقابل السلام حتى الساعة قرابة عشرين عاماً لم يكلوا، لم يملوا، لم ييئسوا، تتساءل أحيانا ماذا لو صبروا على شعوبهم وحلموا عليها وتوسطوا لرضاها كما فعلوا ويفعلون مع أعدائهم الذين لا يستجيبون ولا يرضون ولا يشفقون..

يقولون لنا أنهم لن يكافئوا المعتدي على عدوانه، ولكن حتى لو نجحت تمنيات الأرض مقابل السلام ؛ أليس السلام بحد ذاته هو مكافأة لصاحب العدوان؟!  

 حزيران الهزيمة هو الواقع القائم، و( السلام ) المنشود والموعود ليس أكثر من أصنام آزر يطوف بها من يطوف وهي كما يعرفها سيدنا إبراهيم وربما أبوه أيضا ( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا ). والطواف حول أوثان آزر هذه أُلهية للطائفين أو خداع لأبصار المشاهدين والمتابعين فعل سحرة فرعون (سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ).

مرت علينا العشرون عاما الأولى ونحن نقفز من عنوان إلى عنوان ومن شعار إلى شعار. كانت لنا محاولة واحدة جادة لم تحقق المطلوب ولا بعضه ولم تغسل آثار العدوان ولم يسقط على أقدامنا المحال..ليس من التثريب ألا تنجح محاولتنا الأولى ولكن الخطأ أو الخطيئة ألا تكون لنا محاولة ثانية وثالثة وسابعة... واضح من كل الشعارات والسياسات أنه لم يكن هناك تفكير جاد في البحث عن المخرج الجاد.

ثم مرت علينا العشرون الثانية وهم مدمنون على قرع أبواب لا تقرع، اشتغلوا على وديعة رابين كوثن من تمر ثم بكوا عليها سنين طوالا ثم وحدوا الخيار وحصروه وحاصروه...

نحن اليوم أمام دورة جديدة منذ أيام سمعنا كلاما مفيدا، كلاما يطلق النار على الخيار الاستراتيجي الوحيد... كلام مفيد يتحدث عن البديل ضرورته ومشروعيته. كلام له خبء .فإما أن يكون له تبعات يلمسها في قطرنا الصغير والكبير والقريب والبعيد والحبيب والبغيض. تبعات تبدأ بالكلمة والموقف وتمر على السياسة والاجتماع والتعليم والاقتصاد. تبعات تقرع على الفرد عالمه وعلى الأسرة صباحها ومساءها وعلى المجتمع آفاقه، تبعات لا تبدأ بالجندي والقائد والبندقية والمدفع والصاروخ  ولا تتوقف عندهم و عندها؛ تبعات لا تغيب عن الذي يعلم ما يريد...

كلام له خبء إما أن يكون وإما أن نكون كما قال المعري أبو العلاء:

هذا كلام له خبء      معناه ليست لنا عقول

التفكير الجاد في المخرج الجاد جدير بأن يجعل حزيران الهزيمة أو النكسة حزيرانها الأخير.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

06/06/2009


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ