ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تزييف الرأي العام

زهير سالم*

يحتل الرأي العام في بنيان الدولة الحديثة بلبوسها الديمقراطي  مرجعية أولية، تأخذ فيه مكانة جهينة التي تقطع قول كل خطيب. ويُرد إليه حسب الأنظمة الأكثر ليبرالية أمر الحاكمية  ليس فقط على النظم والقوانين؛ وإنما على القيم والأعراف أيضا. تشكل هذه الحقيقة مفارقة أساسية بين النظام الإسلامي والنظام الديمقراطي حيث يعتمد الإسلام الحاكمية الربانية التي ترسي الأسس والقواعد وتترك للناس فضاءات الاختيار الملتزم والبناء حسبما يلبي مصالحهم في الزمان والمكان.

من هنا تبدو المعركة على الرأي العام حامية الوطيس، وتبدو الجهود المبذولة للسيطرة عليه وتسييره سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا جزءا من الصراع الأبدي بين الحق والباطل والخير والشر والخطأ والصواب.

في المعركة التمهيدية لتزييف الرأي العام واقتياد الأمم والشعوب والأوطان والأحزاب والجماعات إلى مصارعها سياسيا أو اجتماعيا أو أخلاقيا.. تبدأ المعركة التمهيدية المتقدمة بمحاولة تزييف الوعي هذه المعركة التي يكون من أدواتها تبني الفاسد من الأفكار والمناهج والنظريات والأساليب والترويج لها وتسميتها بغير أسمائها فالانفلات والفوضى حرية، والتعصب والجمود ثبات والتزام، وإشاعة الفساد في الأرض بأشكاله نضال أو كفاح...

ثم يعمل المزيفون على اختلاف هوياتهم إلى توفير الحماية لهذه المفاهيم والأفكار والمناهج والأساليب لتوصف كل محاولة لمقاربتها بطريقة متبصرة أو متساءلة بأوصاف المروق أو الفسوق أو الخروج أو المساس بصاحب السلطان أو بالقانون العام...

لا تقارب لا تناقش؛  تعني استسلم وإلا..

ومن تزييف الوعي والاستثمار في الجهل والهوى ننطلق إلى وسائل وأساليب تزييف الرأي العام خوفاً من صحوة في غفلة،  تلحق هؤلاء المنومين في دياجير التعتيم المضروب عليهم في ليل شهواتهم أو أهوائهم!! من يستطيع أن يقارب جمهور محموم بمثل هذه الحمى بأثارة من علم أو قبس من نور...؟!

لا نحتاج إلى كثير من القول لتبيان طرائق أصحاب السلطان في تضليل وتزييف الرأي العام. والإعلان الذي لا يتوقف عن هدير الجماهير تفدّي بالروح  بالدم كل ما يوضع على طاولة العرض، أو طرائقهم في حصد متوالية التسعات في استفتاءات القرن الحادي والعشرين، أو طرائقهم في تسيير المسيرات، وتطيير البرقيات، وعقد المؤتمرات والندوات...

كل ذلك غدا أمرا مسلما به حتى في ديمقراطية رأس المال حيث لا يعقل أن يخترق مخترق جدر الحزبين الكبيرين مع  إقرارنا بسابقة اختراق باراك أوباما ليكون النادر الذي لا ينفي القاعدة...

ولعل الوسيلة الأكثر شيوعا في تزييف الرأي العام اعتماد الصخب والضجيج الكلامي أو الإعلامي فلكي تصادر وطنا أو مدينة أو حزبا أو جماعة يكفي أن يكون عندك تسعة رهط يصرخون.. وعندها تستطيع أن تصطحبهم إلى أي مقبرة ليشهدوا أن كل الصامتين فيها عبيد عند أبيك...

هذا الرأي المصلوب على شفاه الصامتين أو الصارخين يدينه حديث شريف يصف الصامتين عن الحق بالشياطين الخرس حيث يسمح الصمت المريب لزبد المراوغين أن يحجب ما ينفع الناس من حقائق ووقائع. قاعدة شرعية نفيسة تؤكد أن الصمت في معرض البيان بيان. وهي تعني أن الصمت لا يعفي صاحبه من المسئولية أمام الله والناس.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

16/05/2009



تعليقات القراء

 

نعم أستاذنا الفاضل فان الصامت عن الحق شيطان أخرس فلعنا نصل إلى نقض الصمت بكلام عقلاني و نداءات واهية تصل حنايا القلوب فتبعث في النفوس طموحا و عزيمة وسدادا للتغيير.

بوركتم ودعاؤنا أن يتولد بعد الصمت حراك تغيير جذري متميز يحقق الهدف.

محمد دامس كيلاني

==============

نعم أخي صدقت

فالساكت عن الحق شيطان اخرس

NIMER  

==============

تحية سلام ومحبة من أرض الرباط من فلسطين الحبيبة على قلوب الأمتين الإسلامية والعربية في كل ربوع الوطن وفي كل الأرض قاطبة فلسطين مهبط الأنباء والرسالات السماوية وتحية فخار بكم بهذا الصرح وقد تكون الرؤية هي التي تمنح بصيص النور لمن فقد الأمل في دياجير الظلم والظلام المستبد المخيم على الأرض من عبثية المتهالكين على طمس الصوت والرأي الحر والمطالبة بميزان العدل والسلام والحرية للإنسان تمنياتي لكم بالسؤدد والنجاح في نهج سوي يكون حداً فاصلا للصامتين ومحفزا لهم بقول كلمة حق ونصيحة في زمن الصمت الذي غيب كثير من الحقائق

وتقبلوا فائق الإحرام

 الكاتبة والصحافية

إكرام التميمي - فلسطين  

==============

لا أدري كيف تؤمن بوجود ديموقراطية رأس المال و خضوعها للظاهرة التي تتحدث عنها ثم تقر مع ذلك باختراق اوباما لها ؟؟ كيف ذلك ؟؟ و كيف حكمت بأن اوباما اختراق نادر ؟؟؟

مبارك

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ