ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  04/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أين المصلحة الفلسطينية

في

صراع المحاور العربية

زهير سالم*

آثرنا منذ زمن غير قليل مراقبة الواقع الفلسطيني، وأن نسلم لأهل فلسطين ، مجاهديها ومناضليها وأهل الأحلام والنهى من أبنائها ، أمر إحكام المواقف وإنضاجها وقيادة الركب نحو الأصلح أو الأقل سوء ومفسدة حسبما يقتضيه المقام.

ومنذ أن قرر الإخوة المجاهدون أن يخوضوا تجربة العمل السياسي، ودخلوا الانتخابات بالطريقة التي فعلوا كنا ندعو لهم أن يمتلكوا القدرة على امتطاء الصهوتين في وقت معاً: المقاومة والمسايسة.

لا شك أننا في سورية ـ مثلاً ـ نرفض أن يُختصر شعبنا السوري بمكوناته وقواه وشخصياته في إطار وحيد، مهما كانت لهذا الإطار امتداداته ، ومهما كانت ثقة الناس به ، وبالمقابل لا يستطيع أحد أن يختصر القضية الفلسطينية ، في كونها قضية شعب فلسطيني ،  لأنها  قضية عربية وإسلامية بامتياز، العرب والمسلمون أجمعون يدفعون منذ قرن ضريبة نفاذ المشروع الصهيوني ، بعضهم بشكل مباشر وبعضهم بشكل غير مباشر.  كما لا يستطيع أحد أن يختصر الشعب الفلسطيني في منظمة أو جبهة أو جماعة أو تنظيم. ربما المطلوب من ممثلي حالة الوعي الأرقى أن يقدموا أنموذجا للعالم ، وأن لا يعيدوا على مسامع شعوبنا أسطوانات الادعاءات المشروخة التي مللناها .

 كنا نستشعر من قبل أن عبارة (الممثل الشرعي والوحيد) للشعب الفلسطيني عبارة واخزة إلى حد كبير؛ ولكننا كنا دائماً شأن المحب المشفق نؤثر الصمت والتغاضي لأن الجرح الكبير والواقع ينادي عليك: اقترب بخير أو اصمت. سنوات مرت على التجربة الفلسطينية. ونحن نرقب الواقع الذي غدا السكوت عنه هو نوع من الانغماس فيه. هل يُترك الجهاد الفلسطيني  لينزلق إلى ما انزلق إليه يوما الجهاد الأفغاني ؟! ذلك هو بعض مناط المسئولية .

ومرة أخرى رفض الكثير من أبناء الأمة متضمنات مدريد وأوسلو ومترتباتهما ، وأيدوا الذين أفسدوا على عرفات أكثر من مرة خططه ومهادناته ؛ فكيف لهؤلاء اليوم أن يتفهموا البكاء المتأخر على عرفات والنسج على منواله وتسويغ  السياسات بتكرار أقواله ؟ّ

يعلم جميع أبناء الأمة العربية والمسلمة، أن قضية فلسطين خلال ستين عاماً هي عمر النكبة أو المحنة كانت ذريعة دائماً للأفاقين والمستبدين والطغاة في إدارة محن ونكبات  لا تقل في كثير من جوانبها عما جرى على الأشقاء في فلسطين. كانت فلسطين الورقة أو القميص الذي أهلك العديدون بذريعته الحرث والنسل

فقد رفع الثوريون العرب على أنقاض القضية الفلسطينية شعارات التحرير والصمود والتصدي الكاذبة وجعلوا تلك الشعارات _ كما ما زالوا يفعلون _ مدخلا لمصادرة الحريات وكسر الإرادات والفتك بالمجتمعات الممتحنة بشعار: لا صوت يعلو على صوت المعركة، وقد كان نصيب الإخوة الفلسطينيين أيضا من هذا البلاء غير قليل.

إن النقلة التي تعيشها القضية الفلسطينية اليوم هي أن بعض أبناء فلسطين انغمسوا في لعبة المحاور العربية مضطرين أو مختارين ، انغمسوا بطريقة بدائية فجة لم نشهد لها مثيلا من قبل !!  

لقد مثلث قضية فلسطين خلال ستين عاماً مضت بوصلة الضمير العربي ولسان الميزان فيها. فمقياس الشرف والإباء منحاز دائماً للوجهة الفلسطينية يميل حيث تميل. هذه المكانة السامية بدأ يحوطها اليوم الدخن وكما حصل بالضبط مع الأشقاء في أفغانستان بعد أن أخذوا بعد التحرير نقول بعد التحرير وليس قبله بالاحتراب.

إن الأخطر في الموقف الفلسطيني المرصود أنه أمعن في الانحياز المحوري ليس على مستوى المحاور والعلاقات الرسمية الحكومية فقط ،  وإنما امتد هذا الانحياز ليجد له مكانة في الصراعات التي تدور بين الشعوب العربية ، دافعة الضريبة الحقيقية للنكبة الفلسطينية ، وحكامها من المستبدين المتاجرين بالقضية المنتفعين من الالتصاق بها.

 لعل المجاهد أو المناضل الفلسطيني لا يدرك  مجلى صورته في مرآة أم ثكلى وأب مكلوم وطفل محروم ومشرد لا يحظى بكرامة لاجئ أو بمخيم من صفيح ؛لا يدرك المناضل أو المجاهد الفلسطيني مجلى صورته في مرآة أولئك وهو يُترع كأس المديح دهاقا للمستبدين والطغاة و للحكومات فاقدة الشرعية أو للأحزاب الشمولية .

 لا يدري المناضل أو المجاهد الفلسطيني أي ضيم يُدخل على القضية الفلسطينية حين يستمرئ  استخدام بريق القضية لتزييف وعي الجماهير العربية والمسلمة أو لمنح شهادات حسن السلوك للمستبدين مستخفا بآلام المضطهدين .

ما وقع على الأخوة الفلسطينين من ظلم لا يبيح لهم أن يركنوا للظالمين  ،بل عليهم ليبقى للقضية الفلسطينية ألقها ويبقى على القضية إجماع لم يكن لسواها ، وليبقى الانحياز إليها انحيازا للحق والعدل أن يخرجوا قضيتهم وأنفسهم من صراع المحاور وأن يحافظوا على الفوقية المتوازنة التي تبقيهم دائما فوق قالة القائلين .

لكي تبقى فلسطين هي البوصلة وهي لسان الميزان ولتبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية نتوسل للإخوة الفلسطينين أجمعين : اخرجوا من صراعاتنا وتغيبوا عن محاورنا !! ومن باب أولى غادروا صراعاتكم الصغيرة التي لن تستطيعوا تسويغها بشيء .

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

04/12/2008


 

تعليقات القراء

 

السلام عليكم

لقد شدني الى حكمة قول الموقر زهير رؤيته للآتي ودعوته للحد من النظر الى صغائر الأمور والمشاكل العقائدية والأيديولوجية التي تخنرق الجسد الفلسطيني وتجعل من الخلاف المشروع سيفا مشرعا...آن الأوان للنظر قدما ببعد استشرافي واستراتيجي للأمور ومحاولة البناء على أسس المعرفة والعيش أولا...التعلم والتحرر والوحدة والتوحد ضد العدو المحتل وتقرير حد فاصل ما بين عداوات الماضي وبناء الحاضر

شكرا أخي زهير

منذر بشير الشفرة

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ