ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  06/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المسلمون سود العالم الجدد

متى يعودون إلى البيت

زهير سالم*

منذ نصف قرن انتفت قوانين التمييز العنصري من الحياة الرسمية الأمريكية بشكل كامل. لقد كانت نضالات الإنسان الأفريقي في أمريكا صعبة ومريرة. دخول باراك أوباما البيت الأبيض يؤشر إلى محطة هامة من محطات هذا النضال . الذي ساعد على إحراز النصر فيه جملة من التخبطات التي أوقع الجمهوريون وسيدهم بوش المجتمع الأمريكي فيها.

وصول باراك أوباما إلى البيت البيض هو نصر أمريكي عظيم ، فبمعنى من المعاني انتصر الأمريكيون على أنفسهم ، انتصروا لإنسانيتهم ولديموقراطيتهم أيضا ، نصرا يستحقون عليه التهنئة . ويمكن أن يكون بحق أنموذجا حيا لمعطى نظري طالما تداوله المفكرون ومنظرو السياسة. وبمعنى آخر انتصر الحلم الأمريكي على الأرض الأمريكية ، والمهم في هذا السياق أن يقتنع الأمريكيون أن حلمهم بأبعاده في المساواة والحرية والمشاركة الديموقراطية لم يعد حلما أمريكيا محليا بل هو حلم إنساني ، بل حالة إنسانية عامة تبحث عن نصرها في كل مكان .

المؤلم في التجربة الأمريكية أن يخال بعض الأمريكيين أن الإنسان خارج أمريكا غير الإنسان داخلها ، وأن يظن البعض منهم أن غير الأمريكي لا يجوع ولا يعطش ولا يحلم ولا يألم . وانتفاء التمييز العنصري ـ قانونياً ـ عن الحياة الأمريكية لا يعني انتفاءه على صعيد الممارسة اليومية من جهة والتي تتجلى بشكل واضح في مجتمعات السود وأحيائهم المغلقة عليهم.

 كما تتجلى في (نزوع نفسي) استعلائي مازال يتسلل من نظريات عنصرية ذات أبعاد فلسفية أنثربولوجية سادت في أواخر القرن التاسع عشر وحتى أواسط القرن العشرين.

وربما يكون الذي تغير في التعبير عن هذا النزوع أن حزمة كبيرة من إشعاعات قوته وجدت تعبيراتها في موضوعات خارج المجتمعين الأمريكي والأوربي على السواء ، ليقع المسلمون من أبناء هذا العالم بشكل خاص ضحية لموقف استعلائي فوقي يمارس عليهم من قوي متغطرس.

وحين نشير إلى المسلمين في هذا السياق فإنما نقصد تلك النظرة الاستعلائية التي يعامل بها المسلمون: الحضارة والثقافة والإنسان.

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ورقعة الازدراء لكل ما هو إسلامي تتسع. ازدراء تشارك في تكريسه روافد السياسة والثقافة والفن. وتلعب الولايات المتحدة من البيت الأبيض إلى هوليود وما بينهما الدور الأكبر فيه. وقد تحول هذا الازدراء بقدرة قوي مسيطر إلى حالة من الفوبيا المصطنعة أو الحقيقية .

وبموجب هذا الموقف الإستعلائي المسبق نُفي المسلمون في بلادهم من الحياة العامة، وحوصروا في هوامش ضيقة اضطرتهم في كثير من الأحيان إلى الهجرة طلباً لبعض الأمان الذي حرموا منه الأمان السياسي والثقافي والاجتماعي أيضاً.

لقد طور الإنسان الأبيض في التعبير عن نزوعه الاستعلائي وسائله القديمة باختيار أشكال أكثر تطوراً (لخادم البيت) الذي يجب عليه أن يشرف ويرعى عبيد الحقل والمزرعة وأن يكون أكثر قسوة عليهم لتبقى قفازات السيد الأبيض بيضاء.

وهكذا يجد المسلمون في هذا العصر العنصري البئيس أنفسهم غرباء في أوطانهم أو مشردين عنها، لا يملكون اختياراً ولا شركة في قرار.

لقد ناضل أجداد أوباما طويلاً، ودفعوا تضحيات كبيرة حتى يطأ الشاب الأسمر اليوم عتبات البيت الأبيض وهذا هو الدرس الذي يجب أن يتعلمه المستضعفون المغلوبون على أمرهم في كل أصقاع الأرض.

أما الدرس الآخر فإنما يتوجه إلى الآفلين من أصحاب النظريات المتحللة الباطلة، أن ماذا عليهم لو اختصروا على أنفسهم وعلى الإنسانية أجمع آماد المعاناة..

أوباما يدخل البيت الأبيض بإرادة شعبية أمريكية تستحق التحية والتجلة فهل يؤذن هذا بعصر إنساني جديد.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

06/11/2008


 

تعليقات القراء

 

إن غدا لناظره قريب مع الصبر و الاحتساب مع مضاعفة الجهود و التوكل على الله والسعي الحثيث في الإخلاص لله عز و جل

ختام

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ