ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  04/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


النظام السوري

 ممانعة أو نقص مناعة !!

زهير سالم*

اشترك في سورية كلُّ أبناؤها وقواها السياسية والمدنية في إدانة العدوان الأمريكي عليها ، ورأوا في العدوان عدوانا على سورية الدولة والسيادة والوطن والإنسان ؛ وليس فقط كما يقول البعض على قرية السكرية أو محافظة البوكمال . أدان السوريون أجمعون العدوان الأمريكي  كما أدانوا أجمعون العدوان الصهيوني الذي وقع في شهر أيلول/2007 على ما قيل إنه مفاعل نووي ، كما أدانوا أجمعون التفجيرات والاغتيالات التي وقعت في دمشق وحمص ، كما أدانوا من قبل أجمعون العدوان الإسرائيلي على عين الصاحب.

موقف يحسب بحق للشعب السوري أجمع، ولقواه المعارضة الحية التي تعتبر التغيير الوطني مطلباً شريطة أن يكون باليد الوطنية، والتي تمتلك بوصلة أصيلة تحدد لها دائماً مواقفها وتوجهاتها دون غبش أو لبس أو تردد.

أدان السوريون أجمعون العدوان أو العدوانات المتكررة كما أدانته الدول والحكومات والقوى العربية والمحبة للسلام في هذا العالم.

ولكن إدانة العدوان، وإعلان التضامن مع سورية ونصرتها ، سورية الدولة أو سورية الشعب أو سورية الوطن أو سورية (النظام) إذا شاء البعض أو كما شاء البعض؛ لا يمنع العقلاء أن يتساءلوا: وأين كان الحارس السوري ساعة وقع العدوان؟! ولماذا تبدو سورية وكأنها تعاني من نقص المناعة في كل مرة يستهدفها عدوان ؟! ( ما في حدا... لا تندهي ما في حدا...) يتندر السوريون بألم

سورية تعلم ـ كما يقول المسؤولون فيها ـ أنها مستهدفة. هي تعلم أنها والاحتلال الأمريكي جيران منذ سقوط العراق العربي . وأن قوات الاحتلال الأمريكي على الطرف الآخر من الحدود لا يمكن أن يؤمن جانبها ، أو أن تغمض عنها عين الحارس الوطني . وهي تعلم أن كل شبر من أرضها يمكن أن يكون هدفاً استراتيجياً أو تكتيكياً أي لمجرد إحداث الاختراق و(التعليم) على وجه سورية ، كما يقول أصحاب مسلسل باب الحارة..

لنفترض أن الصهاينة لم يقصفوا في دير الزور منشأة استراتيجية، كما تقول الحكومة ، ولكنهم بلا شك (علّموا) على قوى الدفاع الجوي السوري ، وأثبتوا لها ، كما فعلوا يوم حلقوا فوق قصر رئيس الجمهورية وهو فيه ، أ نهم قادرون على الفعل حيث يشاءون وعندما يشاءون . ولنفترض أن الأمريكيين لم يقتلوا في السكرية إلا عمال بناء كما تقول الحكومة السورية  ؛ ولكنهم بلا شك أثبتوا ، بعد عدوان أو اختراق أوتفجير سادس في غضون ما يقرب من عام ، أن الأمن السوري ، الشديد الحساسية بالنسبة لحرية المواطن الفرد، (لا يرد يد لامس) بالنسبة للقوى الغازية على اختلاف مصادرها!!

إن السهولة البالغة التي تتم بها العدوانات على سورية، وانعدام المناعة أوالممانعة ولو بأشكالها الأولية البسيطة ، ردود الفعل التلقائية ، حيث تنجح القوات الغازية في كل مرة بتحقيق مآربها ، وكأن سورية حديقة عشاق مفتوحة أقطارها ليل نهار لكل من هب ودب وشاب وشب !!

 ولقد دفع هذا بعض المحللين ليزعموا أن العدوان الأمريكي الأخير كان باتفاق وترتيب مع قوات الأمن السورية ، إذ لم يتصور أصحاب هذا الرأي أن حوامات أربع يمكن أن تخترق الأجواء السورية دون أن تكتشفها وحدات الرادار ، أو أن تنالها قذيفة حامل (آر. بي. جي). ولو من قناصي (الهمر) الأمريكية على أرض العراق ، والذين يقول الأمريكيون إنهم استهدفوهم بالغارة بشكل خاص .

ويزعم هؤلاء أن قوات الأمن السورية أرادت أن تتخفف من مسؤولية تصفية ( أبي غادية ) لئلا تضطر لفعل ما فعلته مع أبي القعقاع من قبل. في إشارة إلى انتهاء شهر العسل بين قوات الأمن السورية وتنظيم القاعدة.

نعتقد أن من حقنا ، باسم الشعب السوري ، أن نتساءل، مع رفضنا لنظرية المؤامرة على الذات الوطنية: كيف كانت ستكون النظرة إلى سورية لو أن الطائرات الإسرائيلية التي اخترقت الفضاء السوري لتقصف في دير الزور لم ترجع إلى قواعدها سالمة.. ؟!

كيف كانت ستكون النظرة إلينا ـ ونحن هنا نسمح لأنفسنا أن نقول  إلينا لأننا جزء من الكل السوري الموحد في مواجهة أي عدوان _ لو أن أصحاب العيون الساهرة اقتنصوا الحوامات الأمريكية أو أسروا جنودها أو لقنوهم الدرس الذي يستحقه عادة المعتدون الغزاة  ؟!

تفجير دمشق صبيحة السابع والعشرين من رمضان، اغتيال شخصيات متقدمة في شوارع دمشق، بل دعنا من كل ذلك.. ثم ماذا عن شبكة التجسس الصهيونية التي اكتشفت في لبنان منذ أيام. والتي تقول التحقيقات إنها كانت تعمل في لبنان منذ 1980 أي يوم كان يوسف كنعان ورستم غزالة في أوج قوتهما ، يوم كانت الذبابة لا تطير في سماء بيروت من غير تصريح رسمي من دمشق.

حالة الترهل والتسيب التي تشل الأمن القومي هذه لا ينفع معها المداهنة والإغماض أو الإحماض ، حالة تدق ناقوس خطر ماحق ؛ والمطلوب من كل أبناء سورية ، ومن كل أبناء الأمة ، العرب والمسلمين ، ومن كل أصدقاء سورية ؛ أن يواجهوا المسئولين في سورية  بخطورتها وتبعاتها . وأن يرصدوا معنا بإخلاص الفروق الواقعية بين الممانعة في لحن القول و بين نقص المناعة التي يجسدها الواقع بأكثر من شاهد ولسان .لا نعتبر القضايا الوطنية، كما كررنا كثيراً، مادة للتجاذب ولا مداخل لتشنيع بعضنا على بعض، ولكنّ نُذُر الخطر الماحق يتهدد وطننا من كل اتجاه. في إسرائيل كانت هناك لجان تحقيق محايدة لمعرفة كيف حدث ما حدث للإسرائيليين في حرب تموز مع حزب الله . فهل يستحق ما حدث في سورية من اختراقات مستنكرة ومدانة فعلا وصمتا ولا أبالية ؛ لجان تحقيق وطنية محايدة تخرج بنتائج عملية و تضع المسؤوليات في أعناق أصحابها ؟!

من المسئول عن حماية الحدود في البوكمال والسكرية ، ولماذا قصر وكيف قصر ؟! من كان المسئول عن حماية سمائنا في دير الزور وكيف اخترقنا الطيران الإسرائيلي في عمق العمق ؟! من المسئول عن حماية الضابط (اللامع !!) محمد سليمان وكيف تمت تصفيته ؟! من المسئول عن حماية قلب العاصمة دمشق ، قلب العروبة النابض ، يُنفى عنها أبناؤها الخلص ليرتع فيها عملاء الموساد ؟! من المسئول عن حماية ضيوف سورية الذين يتم تهديدهم واصطيادهم في وضح النهار؟! أكثيراً علينا أن نسمع جواباً أو أن نرى حساباً..؟!

جميل أن يتعاطف الأشقاء والأصدقاء معنا، جميل منهم أن يشفقوا علينا وأن ينددوا بعدونا، ولكننا كسوريين نؤكد أن احترام الآخرين  أحب إلينا من شفقتهم.

نحب أن يُحترم جيشنا ..ولن يحترم حتى تحترم حدودنا وتحترم إرادتنا. نقص المناعة ظاهرة في واقعنا الوطني  ذات جذور وأسباب وهي إن لم تتدارك بالصدق الوطني ستكون لها بالتأكيد نتائج وأبعاد :

أرى تحت الرماد وميض جمر       ويوشك أن يكون له ضرام

فقلت من التعجب ليت شعري        أأيقــاظ أميـة أم نيـام

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

04/11/2008


 

تعليقات القراء

 

يعني المفروض يصير تحقيق بالاعتداءات على هالبلد هاذ لانه فعلا صار ملطشة ولازم يتحاسب السؤولين عن هالشغلة

------------------------

اتحدوا ياعرب بان تكوتوا وحدويين ولا تعرقلوا ذلك بوضع الشروط التعجزيه ولاتتخندقوا انحازوا الى الوطن العربى واعلموا ان الانفراد يؤدى الى الاستفراد

عبدالحليم المجالى

------------------------

لك الله ياسوريا

ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون

زكي

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ