ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  09/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فزاعة الأصولية

هل ستعيد لبنان إلى الوصاية الأمنية ؟!

زهير سالم*

كان يكفي تاجر الرقيق الأبيض أن يلوح لزعيم قبيلة زنجية في قلب الأدغال الأفريقية ببعض العقود من الزجاج الملون حتى يستسلم لإرادته ويمده بما يحتاج إليه من أبناء قبيلته المنكوبين !!

التاجر الأبيض في سياق ما نحن فيه هو الرئيس السوري بشار الأسد، وساسة الغرب هم أولئك الزعماء المأخوذون رهبة ورغبة، ليس  بخرزات الزجاج الملون التي يخدعهم بها التاجر الأبيض، وإنما بالتخويف من أبناء المنطقة المخالفين لهم في الرأي تحت مسميات (الأصولية) و(الإرهاب) و(التطرف) و(تنظيم القاعدة).

عشرة آلاف جندي سوري يمتدون على الحدود اللبنانية بل يزيدون، يحفرون الخنادق، ويبنون الدشم و البلوكوسات وكأنهم في موطن تمركزهم الطبيعي حسب (العقيدة العسكرية) المعولمة الجديدة التي تجعل من أبناء طرابلس العدو الجديد الذين يجب أن تحشد لهم الحشود وتعد لهم العدة!!

 والذنب الحقيقي لأبناء طرابلس هؤلاء هو أنهم أرادو أن تمتد مظلة المواطنة لتشمل جميع المواطنين بلا امتيازات ؛ امتيازات فوقية منحها  عهد خلا لبعض الناس.

الحشود العسكرية السورية على الحدود اللبنانية كان لها وطاء وغطاء.أما الوطاء فهو ما سبقها من حديث صريح للرئيس بشار الأسد (شمال لبنان قد أصبح قاعدة للتطرف وهو يشكل خطراً على سورية..).

تصريح كهذا فيما نظن كان موجهاً أصلاً ليس لشعوب المنطقة ولا لحكوماتها وإنما لساسة الغرب في واشنطن وباريس وبروكسل، وكان مثل هذا التصريح فيما رأينا كافياً لتنفرج القبضات المشدودة ، وتسترخي الشفاه المزمومة.

أما الغطاء الذي جاء لاحقاً والذي تلقاه الرئيس اللبناني  فهو أن هذه الحشود والخنادق والدشم والبلوكوسات هذا كله لمنع التهريب.. ولا ندري في أي اتجاه سيكون التهريب ومن اين إلى أين ؟!

وكان تفجير دمشق وتفجير طرابلس أو تفجيرات طرابلس، كان كل ذلك نوعاً من الموسيقا التصويرية التي تصاحب الحدث وتضغط على الأعصاب السمعية للمشاهد ليتأكد أن لما يراه حظه من المصداقية. لبنان وأبناء طرابلس والأوزاعي وبيروت يتقدمون اليوم نحو انتخابات حاسمة مطلوب منها أن تتم تحت سطوة عشرة آلاف جندي سوري يمتدون أو يتمددون على الحدود.. وسطوة الكتائب المسلحة لحزب الله التي أثبتت التجربة أنها قادرة على اجتياح بيروت وطرابس وكل لبنان بساعة من نهار. وبين فكي الكماشة هذه يمكن للديموقراطية أن تنجز للبنان مجلس شعب جديد.

الوضع اللبناني اليوم في أعسر ساعاته حيث أفلح المتربصون من جديد في خلط الأوراق . نظن أن الخيارات الدولية والإقليمية وحتى اللبنانية ستكون محسومة حين يوضع الجميع بين خيارين ؛ خيار حزب الله الملجوم بالقبضة السورية والإيرانية وخيار (القاعدة) والتنظيمات الأصولية مجهولة الهوية من مدرسة (أبي عدس) الموهوم ، فإن خيار الجميع سيكون هو الخيار الأول الذي يعني إعادة لبنان إلى أجواء 1976 ليكون محتاجاً من جديد إلى قوة خارجية تحفظ توازنه وأمن أبنائه. لا نظن أن الدول العربية تمتلك الإرادة الأولية لإعادة تشكيل قوات ردع  جديدة  لأن الجامعة العربية في العام 2008 هي أكثر دبلوماسية وجدية منها في العام 1976.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

09/10/2008

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ