ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 15/09/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في حصار غزة

كلنا محاصرون

زهير سالم*

أرسلت فتاة فلسطينية رسالة عبر إحدى الفضائيات العربية، تبث فيها الشكوى وتطالب بانكفاءة فلسطينية ذاتية، وتعلن يأسها من بني أبيها من الشعوب العربية، الشعوب المنشغلة كما ترى الفتاة المكلومة بخصوصياتها، اللاهية على مسارح الطرب، أو المترددة بين المسلسلات الرمضانية على غزارتها دون أن تقدم مسلسلاً واقعياً واحداً عما يجري على أرض غزة، مسلسل الحصار الخانق بما فيه من قسوة ومرض وجوع ومصادرة للقدرة على الاضطراب في الأرض ولو سعيا إلى عيادة طبيب أو لقمة طعام أو شربة ماء..

المسلسل المفقود الذي يلعب دور البطولة فيه رجال غزة ونساء غزة وشيوخ غزة وأطفال غزة ليقدم كل واحد من هؤلاء مسلسله بأبعاده المتميزة والتي تحوز على كل عناصر المأساة الإنسانية منذ كان تاريخ المأساة..

ألقت الفتاة الفلسطينية  شيرين، وشيرين اسم يعني العسل والحلاوة بلغة أهله، كلاماً مراً ، ولكن بحق ، فأصابت وأصمت كما تقول العرب واستفزت واستنفرت وحركت الهم، وأقلقت المستقر.. أقيموا بني أبي ظهور مطيكم  كما قالها تأبط شراً من قبل، فإني إلى قوم سواكم لأميل، ولم يكن ميل الفتاة الفلسطينية سوى إلى التقوقع على الذات والانغلاق على الخويصة، وإعلاناً لليأس، من بني أبيها هؤلاء الذين مهما أكثرت من شأنهم فقد أقلت، ومهما أسرفت فقد اقتصدت.. قولي يا بنية ما شئت فإننا نستحق ما تقولين وزيادة.. ولكن ليس قبل أن تسمعي صوتنا وتدري حقيقة ما نحن فيه..!!

فنحن يا بنية مثلك أو مثلنا في فلسطين،( نحن) في مصر وفي الشام في المغرب والمشرق محاصرون تماماً كما( نحن ) وأقول لك (نحن) لتدركيها كما( نحن) في فلسطين وفي غزة وفي العراق وفي أفغانستان.

(نحن) يا بنية وأوكد عليك أن تدركي أمداء (النحن) هذه وأبعادها ومتضمناتها محاصرون جميعاً لا يملك أحدنا أو بعضنا أن يمد يداً ليذب حرّ القيد أو السيف عن وجهه أو عن صدره، لا تملك اليمنى قدرة لتدفع عن اليسرى أو حتى لتغسلها وتميط عنها ما لحق بها من أذى.

ترين يا بنيتي عند بني أبيك عروشاً وجيوشاً وتلمحين مستشفيات تعالج، وأفرانا تعجن وتخبز وأنت حيث أنت تشعرين بما تشعرين به ولا تدرين أن هذه العروش وتلك الجيوش _ مع الاحترام والتقدير لكل أبطالنا وبطولاتهم  ـ تحولت من مدافعة عن الحوزة، مناصرة للحق والعدل إلى حرس حدود، تدير الأمر كل الأمر على كسب رضى العدو، وبلوغ مرامه، وتحقيق مقاصده، والدوران حول المحور الذي عليه  يدور. إن قال قالت بقوله، وإن فعل صفقت لفعله، إن مرض عادته وإن عطس شمتته.. وبنو أبيك كما رأيت مكبلون تحت صخور المقطم لم يأبه لهم أحد ولم يهتز من أجلهم جفن أو يختلج حاجب أو هم  في أعماق الزنازين تأكلهم العتمة أو تمتصهم الرطوبة و يحطم إرادتهم القيد.

ثقي با بنية، أنهم أكثر من شارون وأكثر من قوة مسيطرة تصادر الإرادة وتحبط العزيمة، وتقطع الطريق على بني أبيك خوف أن يصلوا إليك.. ولو رفع عن بني أبيك الحصار أو فك عنهم القيد لجاؤوكِ زرافات ووحدانا يسعون على رؤوسهم ومقلهم ولكن هيهات فقد حال الجريض دون القريض، وملأها بنو صهيون (علينا)، علينا في فلسطين وفي.. وفي.. في كل مكان خيلاً ورجالاً. الأسهل في مواجهتنا ما يدور على أرض فلسطين لأننا نواجههم هناك سافرين كالحين، ونواجههم على كل أرض من أرضنا مقنعين مستترين.

قولي يا بنية.. قولي ما شئت فمن حقك أن تقولي فتوجعي، ومن حقك أن ترمي فتصيبي، ومن حقك أن تقرعي رجالاً غفلوا وناموا فضيعوا وضاعوا.. شيئاً واحداً نعيذك بالله منه، أن تقنطي من بني أبيك أو أن تيأسي فهم قادمون. ومن يصل أولاً سيفك بإذن الله حصار الآخرين.. (هم) معاً بإذن الله قادمون.. قادمون.. قادمون..

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

15/09/2008


 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ