ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل سيقبل الرئيس ساركوزي

قرابين صيدنايا

تقدمة من بشار الأسد؟!

زهير سالم*

في قصر الإليزيه في باريس رئيس منتخب هو الممثل الأول لمصالح الدولة والشعب الفرنسيين، إذا كان بالإمكان أن نفصل في سياق فرنسي بين مصالح الدولة والشعب!! وهو الممثل أيضا لالتزامات فرنسا الدولية والإنسانية والمطلوب منه أن يكون وفياً لهذه لالتزامات ، في باريس عاصمة النور والحرية كما كان يطلق عليها من قبل، مطلوب منه أن يكون وفيا للمواثيق الدولية الناظمة لحقوق الإنسان والتي تزعم باريس، ، أنها كانت المتقدمة على الولايات المتحدة ورئيسها نلسون في التأسيس لبنيانها.

لا نظن أن الرؤساء الفرنسيين السابقين والمتقدمين على ساركوزي فرطوا يوما بمصالح فرنسا /الدولة والشعب/ ولكنهم كانوا مع تمسكهم بهذه المصالح قادرين على أن يضفوا على السياسات والمواقف الفرنسية قدراً من الرصانة والانسجام مع الذاتية الفرنسية يبعد عن عقول ونفوس المتابعين والمهتمين الكثيرمن التساؤلات والتشككات التي تثيرها سياسات الإليزيه اليوم.

إنه من حق الشعوب في عصر العولمة الذي نعيش أن تراقب التزام حكومات العالم أجمع بمواثيق العهود الدولية لمنظومة حقوق الإنسان، وأن تقوم الحكومات والشخصيات القائمة عليها على أساس ذلك.

ومن حقنا في سورية، كشعب متوسطي، أن نراقب ونقوّم بطريقة أكبر مزدوجة: الالتزام والوفاء على أطراف البحيرة الكبيرة التي نتوزع على شطآنها والتي نأمل أن تستعيد مكانتها الإنسانية: بحيرة للحضارة الفاعلة في هذا العالم.

ونعود إلى الشاطئ الشرقي للبحيرة المتوسطية إلى سورية ولبنان حيث يبدو أن كفاً بلا ـ قفافيز هذه المرة ـ تمتد لتصافح الشر هناك أو لتصفح عنه.

فمنذ أن تغير الشخص القائم في قصر الإليزيه بدأ الناس في شرقنا المتوسطي يشعرون أن السياسات أصبحت لعبة الأمزجة ومحاولات إثبات الذات ولم تعد ثمرة مباشرة للمعطيات الواقعية ولا سيما في إطار نظام يقوم على الديموقراطية والارتباط بالمعطى العلمي أكثر من الهوى الشخصي.

ويبدو أن تجربة الفشل الأولى التي منيت بها محاولات ساركوزي وفريقه السياسي لإثبات الذات والتميز لم تقنع هذا الفريق بالتوقف عن الاندفاع في السياق الذي يؤثر بنكارة شديدة على وفاء فرنسا لالتزاماتها الإنسانية العالمية والحضارية المتوسطية!!

ثم وقبيل اتفاق الدوحة، عادت فرنسا بنفس الروح المكيافيلية للدخول على خط الشاطئ الشرقي للمتوسط ولترسم ملامح الصفقة الكبرى والتي صدر من خلالها وعداً سرياً بفتح أبواب الإليزيه والعالم من بعد للشر الكالح الجاثم هناك. الصفقة الكبرى لمصلحة مَن؟ وعلى حساب مَن؟

نذكر أن قصر الإليزيه الذي فتح من قبل في هذا السياق نفسه، حمل بعض العناوين الرمزية فكان أن اشترط مرة إطلاق سراح المناضل السوري رياض الترك وأخرى إطلاق الصحفي المتحرر نزار نيوف.. هذه المرة كان الطلب مختلفاً وصريحاً وإن كان غير مباشر: إطلاق سراح جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس مقابل وعود متقاطرة من المعاليم والمجاهيل ليس بعيدا عنها فك العزلة وكتابة رقية تدفع أشباح المحكمة الرعيبة.

ولإثبات المستفيدين من التصدر في قصر الإليزيه قدرتهم على الوفاء بهذه المهمة، صدرت التعليمات إلى رجال المنظمات الفلسطينية ـ المقاومة!! ـ بالانخراط في عملية التهدئة والتوافق على أجندتها، التهدئة التي يراد منها أن تظلل الاختراق المهيب للقصر المنشود.

وجاء في السياق نفسه تبادل الأسرى المريح بحارسه حزب الله ليس على الأسرى الأحياء بل وعلى رفات الأموات أيضاً. وجاء في السياق ثالثاً استقبال عباس في دمشق رسالة تقول بأن قصر قاسيون يمسك ، أكثر من قصر الإليزية ، بأطراف الحبل في غزة وفي رام الله، وبأن إطلاق جلعاد شاليط تصنعه أو تشارك فيه دمشق أيضاً.

كل هذا أو ذاك مقبول مفهوم في عالم السياسة. ولكن الذي لم يكن مقبولاً ولا مفهوماً أن يأتي في السياق نفسه، سياق التقدمة لإثبات الذات أمام الجاثمين على موائد الحوار في فنادق اسطنبول أو القائمين على قصر الإليزيه:

الدوس على المصحف الشريف في قصر عفواً نقصد في سجن صيدنايا.. وسفك دماء الأبرياء العزل فيه، صحيح أن البيان الرسمي السوري سارع إلى وصف قرابين الجريمة على أنهم متطرفون، ولكن المتطرفين أيضاً لهم حقوقهم الإنسانية والعدلية في عرف منظومة حقوق الإنسان التي أسست لها الثورة الفرنسية.

(قامع الأصولية) اللقب الذي أراد صاحبه أن يكرسه قبل دخول الإليزيه بالدوس على المصحف وقتل الأبرياء العزل قرابين تقدمة تقتضيها كما يظن البعض الرغبة المحمومة في فتح الأبواب.. فهل ستكون هذه التقدمة مقبولة في باريس الثقافة وفي قصر الإليزيه السياسة وعلى ضفاف متوسط الحضارة والتاريخ المجيد؟!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

08/07/2008


تعليقات القراء

وضاح

و الله لن يقبل بهذه القرابين ابدا ... انهم مصاصو دماء و يريدون المزيد ولدى بشار ومخابراته الكثير الكثير في جبعبتهم ليقدموه ... مقابر جماعية دماء اشلاء اشباه بشر ... الخ لا ندري قد يرضى ساركوزي بشيء على طراز تدمر مثلا أو جسر الشغور 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ