ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 07/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


منتدى مكة ... والمتطرفون المسلمون

زهير سالم*

سوف يكثر المنتدون في مكة المكرمة الحديث عن التطرف مظاهره وأبعاده وسوف يحطبون في كل حبل وهم يشخصون الداء ، أو يتفننون  ويتبارعون  في وصف  الدواء إلا أن أمراً واحداً أساسياً لن يقاربه أصحاب الفضيلة والنيافة والوسامة وهو الحديث عن المتطرفين الأوائل في عالمنا العربي والإسلامي الذين يعتبرون مثال التطرف ومادته وهيولاه وصورته وكل تطرف آخر مهما كان حجمه وبعده وخطره ونكارته إنما هو مشتق من تطرفهم وظل له وثمرة من ثماره النكدة .

    سيخطئ كل من يظن أن التطرف الذي بدأ يضرب بجذوره بعيدا في الأرض الطيبة المباركة هو وليد معطى إسلامي أولي !! أو وليد قراءة لمعطى إسلامي مهما تفنن المتفننون في إدانة هذه القراءة أو تفنيد قواعدها ورفض مناهجها .

وسيخطئ أكثر من يحاول أن يزعم أن التطرف ( الظل ) وليد حالة من الإحباط الاجتماعي: فقر وبطالة وعجز عن الانغماس فيما ينغمس فيه الآخرون من التنافس على السفاسف التي يخالها أربابها العظائم التي تسفك عندها الدماء أو تذبح في محرابها الأعمار أو تسفح عندها عبرات الشهوات

سيخطئ من يفرر أن التطرف المنعكس هو وليد أنثربولوجي أو حضاري أو ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي خاص بهذه الأمة أو بأبنائها .

إن التطرف الذي يتظاهر العقلاء بالحيرة فيه ويتبارون في البحث عن أسبابه ودواعيه متجاهلين هيولاه الأساسية وصورته الأولية هو تطرف الحاكم و العالم في بلاد المسلمين إن كان للوصف الثاني مرتسم حقيقي على أرض الواقع .

كل رجال السلطة في العالم يحمل رجال شرطتهم الواقيات مع الهراوات ولكن رجال شرطتنا يمتطون الدبابات ويدافعون عن سادتهم بالرصاص الحي لمجرد أن يخطر على بال الحي أن يسأل : كيف ! أو لماذا !

كل رجال الأمن السري في العالم تملك  أقبية ومخادع تمارس فيه ما لاتريد أن يراها على مثله الناس ، ولكن سلخانات بلادنا طبقت شهرتها الآفاق فكانت الشيء الوحيد الذي أراد أن يستفيده منا العالم المتحضر !! وكم شعرنا بالفخر والاعتزاز ونحن نسمع قادة عربا ومسلمين يتسابقون لتقديم عروضهم صفقات لمكافحة التطرف أو الإرهاب .

كل سلطة على الأرض مقترنة بقدر من الفساد المالي والإداري يسرق حاكم من مواطنه كأس شراب أو قاروة عطر أو ربطة عنق أما نحن فمتطرفونا لم يسرقوا منا قطعة اللحم وصحن الأرز فقط وإنما سرقوا حلمنا بالرغيف وحلم أطفالنا بقارورة الحليب !! أليس عجيبا أننا أغنى أمم الأرض وأكثرها جوعا وجائعين في الوقت نفسه .

ثم ومع كل ما سبق من أشر وبطر وعدوان وغمط  يأتي التطرف الأكثر خزيا والأشد فتكاً والأمر ثمرة تطرف الهوان والذلة والاستخذاء أمام إرادة العدو والقعود عن المكارم  غروراً بمكانة الطاعم الكاسي .

هؤلاء المتطرفون الذين يجندون الأجناد للنفخ في صغائرهم وللتغطية على جرائرهم وفي ملاحقة كل حر يكشف الستر عن العر يكمن تحت ثيابهم ما أن تصطدم ببعضهم على موجات الفضاء حتى تسمع غير مسمع يجرجر أحاديث الخرافة أو أباطيل السمر فواحد مايزال مسكونا بملاحم التاريخ يطلب ثأره من تيم وعدي !! وآخر يظن أن ربنا لم يخاطب بكتابه غير سلف قد خلا علينا أن نشرب من أكفهم وأن نغترف بدلائهم وإن أرمت !!

هل يستطيع أصحاب الفضيلة والنيافة والوسامة المنتدون في مكة المكرمة أن يديروا أطراف أصابعهم عن الضحايا والمعذبين ليوجهوها إلى هيولى التطرف الأولية في عالمنا الإسلامي وصورة وجوده الأصلية ؟!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

07/06/2008


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ