ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 22/09/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

        

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

كنا قد أرسلنا هذا المقال إلى جريدة الخليج بتاريخ 12/09/2005 ، فلم تقم بنشره خروجاً على قواعد العمل الصحفي ، ولذا بادرنا بنشر هذا المقال في موقعنا ، وتعميمه على الرأي العام.

مركز الشرق العربي

السيد مدير تحرير جريدة الخليج الأكرم

أرجو أن يجد تعقيبي هذا على مقال السيد عبد الإله بلقزيز (الجديد في موقف “الإخوان المسلمين” في سوريا ـ 10/09/2005) فسحة على صفحات جريدتكم الغراء. وجزاكم الله خيراً

                                   زهير سالم

                                      مدير مركز الشرق العربي

للدراسات الحضارية والاستراتيجية

تعقيب على مقال السيد

عبد الإله بلقزيز

أحب ابتداء أن أتقدم بالشكر للسيد عبد الإله بلقزيز على التفاتته  الكريمة والنادرة، بغض النظر عن مضمونها، إلى بعض الشأن السوري الداخلي. والسيد عبد الإله هو واحد من لبنات الجدار النخبوي العربي، واحد من القلائل الذين يأنس الإنسان برأيهم وموضوعيتهم اتفق أو اختلف معهم.

وتأتي قيمة هذه اللفتة بأنها واحدة من محاولات اختراق الصمت المضروب على الواقع السوري الداخلي الذي تتواصى به النخب العربية على اختلاف توجهاتها، وكأن (الشعب السوري)، بكل إرثه الحضاري والفكري والسياسي ، وبكل دوره المغيب تحت وصاية الحزب القائد والمادة الثامنة من الدستور غير موجود..

لا أحد يحاول أن يغمس قلماً في دواة ليسأل لماذا؟ لماذا هذا القهر؟ ولماذا هذا التغيب؟ ولماذا هذا الاستبداد؟ ولماذا هذا الفساد؟ بل ما إن يفتح سوري فمه للشكوى حتى يمطره المتفذلكون وابلاً من الأسئلة الاستنكارية عن (سر التوقيت) وحقيقة (الارتباط) وضرورة (دعم الصمود).

بوصفي مواطناً سورياً أساساً لا أريد أن أجهر بالشكوى ولكن لا بد أن أنبه إلى شهادة عبّرت عن جزء مما يعيش الشعب الذي أهدى إلى العالم (الحرف) وحمل مع الأمة كثيراً من عبء النهوض والتغيير ؛ تلك هي ما كتبه المدرب الرياضي العراقي (هلال عبدالرزاق) في القدس العربي بتاريخ 13/7/2001، (والتي سأرفق للأستاذ نسخة إضافية عنها مع هذا التعقيب).  مازالت كمواطن سوري أتساءل كيف مرت تلك الشهادة على الذوق النخبوي العربي ، أو على الإحساس الإنساني للمثقفين العرب ؟! أتساءل كيف مرت على الضمير أو على الفكر، حيث يشهد شاهد محايد ليس من الإخوان المسلمين، ولا من الحركة الأصولية ولا هو حتى من المعارضة العلمانية كيف كان السجان الممثل للرئيس بشار الأسد يعامل المسجون المنتمي إلى هذا الشعب وإلى هذه الأمة؟! وكيف كان السجانون الممثلون للرئيس الحداثيي (يبولون في الطعام) قبل تقديمه لمواطنيهم مهما تكن جرائرهم أو جرائمهم.

لا بد أن (البول في طعام المسجون) في العرف المدني التحديثي هو حلقة مهمة في عملية دعم الصمود لمواجهة التهديدات الخارجية التي تحيط بسورية من كل أطرافها ، والتي تستنفر بطريقتها طاقات الامة من المحيط إلى الخليج بل من طنجة إلى جاكرتا على حد تعبير مالك ابن نبي.

واقع أليم مثخن يستشعره كل حر من أبناء سورية، وتجاهل المتجاهلون لهذا الواقع ينفرز تلقائياً إلى دائرة (ظلم ذوي القربى). وبغض النظر عن موقف المعارضة  السورية أو دورها ، فإن في سورية واقعاً أليماً لا يمكن للنخب العربية أن تسكت عنه أو تتجاهله بله أن تداريه أو تباركه.

بالعود إلى ما كتبه السيد عبد الإله بلقزيز حول الجديد في موقف الإخوان المسلمين لا بد من الإشادة بالمتابعة الدقيقة التي نمّ عليها العرض الموجز لموقف جماعة الإخوان المسلمين مع بعض الإشارات إلى تطور الموقف والخطاب معاً. والملحوظة الأساس على مقال السيد عبد الإله أنه انصب على متابعة طرف واحد في المعادلة دون ملاحظة موقف الطرف الآخر ودوره واستعداداته. وهنا أجدني محتاجاً إلى التذكير ببعض الملاحظات الأساسية ليأخذ مقال السيد عبد الإله بعده الكامل.

فمنذ البداية تجاوز السيد بلقزيز تاريخ جماعة الإخوان المسلمين السياسي، كفصيل وطني شارك في الحياة العامة في سورية ، بعيداً عن كل أشكال العنف أو الانغلاق. وحين تعرض لأحداث الثمانينات بكل أبعادها المأساوية على الساحة الداخلية، غفل عن حقيقتين اساسيتين: الأولى أن هذه الأحداث كانت تفجرات شعبية عامة شارك فيها مواطنون من كافة الاتجاهات، وإن كانت قد حسبت على الإخوان المسلمين بفعل دورهم البارز في الحياة السورية العامة .فلقد شارك في هذه الاحداث قطاعات مختلفة من مؤسسات المجتمع المدني وتفاعلت معها النقابات والاحزاب وكثير من القوى والافراد الذين لم يكن لهم اي ارتباط تنظيمي بجماعة الاخوان المسلمين.

والثانية أن مغذيات تلك الأحداث هي الأولى بتحمل المسوؤلية عما جرى ؛ فسياسات الاستبداد والفساد والتمييز الفئوي والجهر بالسخرية من عقائد المواطنين وقيمهم وأخلاقهم ، إلى جانب الهزيمة المنكرة في السابعة والستين. كل أولئك كان له دوره في تغذية تلك التفجرات وتسويغها.

ولعلم السيد عبد الإله بلقزيز فإن عامة أبناء الشعب السوري لا زالوا يعتقدون أن (الجولان) قد تم تسليمه دون حرب، وأن الأمة اجمع قد جرت إلى معركة بدون إعداد سواء في مصر أو سورية بناء على تخطيط مخطِط وفعل فاعل. ولم يُسأل أحد حتى الآن، إن على الصعيد الرسمي العربي أو على الصعيد الشعبي عما جنت يداه.

ومع ذلك فقد كان جميلاً أن يلحظ السيد بلقزيز المراجعة الداخلية التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين، وكان جميلاً أن يلحظ الموقف الإيجابي الذي تقدمت به من خلال ميثاق الشرف الوطني والبرنامج السياسي، وتغاضيها عن الطريقة التي انتقلت بها السلطة إلى بشار الأسد.ولكن الذي لم يتساءل عنه السيد بلقزيز كيف كان جواب بشار الأسد بالذات عن هذا التطور الإيجابي؟!

أما ما سمعه العامة فهو ما صدر عن المؤتمر القطري العاشر للبعث بتأكيد الوصاية على الشعب السوري أجمع، وتأكيد سياسات الاقصاء لجماعة الإخوان المسلمين بالذات واعتبار وجودها خطاً أحمر. والتذكير بالقانون /49/ لسنة 1980 الذي يحكم بالإعدام على جميع منتسبي الإخوان المسلمين، وتوسيع ظل هذا القانون ليشمل كل من قرأ للإخوان المسلمين ورقة  أو كتب عنهم مقالا أو التصقت عباءته بعباءتهم في لقاء عام اوخاص!! هذا القانون الذي يعتبر سكوت النخب العربية عليه في القرن الحادي والعشرين إحدى الكبر.

أما ما سمعه الخاصة فهو ما صرح به بشار الأسد شخصياً بعد انسحابه من لبنان في مجلس حضره لفيف من ضباط السلطة بأنه ليس للإخوان المسلمين في برنامجه إلا الاجتثاث والإقصاء وقد تناقل الخاصة في سورية الواقعة وأشارت إليه جريدة (النيوزويك ونقله كل من بيرينو وكريستوفر ديكي).

ماذا كان ينتظر بشار الأسد أو ماذا كانت تنتظر النخب العربية من الإخوان المسلمين بعد خمس سنوات من محاولات تجاوز الماضي والانفتاح على المستقبل. الانفتاح الذي يستوعب المتغيرات ويعتبر المصلحة الوطنية العامة هي الأعلى، ثم نجد أن فئة معزولة لا تزال تعيش عقد الماضي وعقلية الصراعات الصغيرة بين أبناء الحي القبلي أو الحي الشمال في قرية اسمها اليوم سورية!!

لا، لم يغير الإخوان المسلمون موقفهم ولا خطابهم الايجابي البناء، فهم مازالوا منفتحين على شعبهم بكل مكوناته وأطيافه وقواه، وهم مازالوا منفتحين على المستقبل بكل آفاقه الرحبة. يؤمنون بالحوار على كل المحاور والجبهات. الحوار الحضاري، والحوار السياسي ويرتبون جيداً أولويات هذا الحوار يعدون العدة لوضع شعبهم على مدرجة التغيير السلمي الديموقراطي بالتعبئة المدنية والتعبئة السياسية فهم عندما يحيلون عملية التغيير على شعبهم لا يحيلون على عماء .

نعم لقد قرر الاخوان المسلمون أن يتجاوزا الفئة المعزولة التي ماتزال تعيش الماضي وعقده وآثامه التي اقترفت، والتي مايزال يملؤها الخوف من المستقبل بكل آماله.

وحين تعلن هذه الفئة للعدو بأنها مستعدة للتنازل بدون شروط، تتمسك جماعة الإخوان المسلمين بالحوار الوطني الجامع كبوابة أساسية للعبور إلى المستقبل.

ربما يكون جميلاً أن نسمع من السيد بلقزيز: أيهما أولى بالحوار..

شارون أو المواطن السوري حتى ولو كان من الاخوان المسلمين؟! في حدود علمنا لم تفتح حتى الآن في سورية ورشة واحدة للحوار الوطني على أي مستوى من المستويات.

مرة أخرى نحيل السؤال إلى السيد بلقزيز عساه يعيننا على تلمس الجواب.

                                       زهير سالم

                                          مدير مركز الشرق العربي

للدراسات الحضارية والاستراتيجية

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ