ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 

 

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


على حكام دمشق

غضب.. وغضب.. وغضب

لماذا نحن غاضبون؟

زهير سالم*

غضب دولي ينصب على حكام دمشق . ولهذا الغضب أجندته ومفرداته وأسبابه ودواعيه. وغضب إقليمي ـ عربي ـ كذلك يتلبد سحباً كتيمة في أفق القائمين على الأمر هناك ، ولهذا الغضب أيضاً أجندته ومفرداته . ونحن ـ أبناء سورية ـ غاضبون  كذلك ، ولغضبنا أيضاً أسبابه ودواعيه . دوائر الغضب الثلاث وإن بدت متقاطعة أحيانا ؛ فإن دائرة غضبنا تحتفظ دائما بتمايئزها واستقلالها

لن يعنينا في هذا المقام أن نفصل في دواعي وحيثيات الغضب الدولي أوالإقليمي، ولا موقفنا منه، وإن كنا قد عبرنا أكثر من مرة عن استقلالية وأصالة رؤيتنا وموقفنا.

 نحن غاضبون أولاً من أجل أرضنا المحتلة في الجولان. الجولان الذي نرى فيه أرضا محتلةً يتمتع فيها المحتل بثمرات الاحتلال، ولا نرى مشروعاً وطنياً لتحريره. نحن لم نحاول في أي موقف أن نضعف موقف الساعي إلى استخلاص الأرض بالطريقة التي ارتأى، ولكننا نجد نظاماً حاكما يطالب الآخرين دائماً أن يفعلوا وأن يقدموا وأن يبذلوا بينما هو لا يجيد غير الكلام.

ولبنان مدخل للغضب المشترك. في الدوائر الثلاث..و نحن أيضا غاضبون من أجل لبنان، لأن النظام السوري بسياساته المجانفة للحكمة حوّل حلفاء سورية الطبيعيين والتاريخيين على أرض لبنان إلى خصوم مناجزين ومعارضين، يحدث هذا لأول مرة في تاريخ العلاقة السورية ـ اللبنانية، منذ وجدت سورية ووجد لبنان مما يمثل انقلاباً حقيقياً في الواقع السوري _ اللبناني ضد المصلحة الاستراتيجية لسورية الدولة والوطن والإنسان.

رؤيتنا للمخرج من الأزمة اللبنانية تضمنت أصولها في ميثاق بيروت دمشق ـ دمشق بيروت، الورقة التي سجن أصحابها. والتي اعتمدت من قبل قوى شعبية حقيقية في كل من سورية ولبنان.

ونحن غاضبون تحت عنوان اسمه نفوذ إيران.. ولكن غضبنا تحت هذا العنوان له مفهوم  مختلف عن غضب الآخرين، وتعبيرنا عن هذا الغضب له صوره المميزة. نحن نرى في إيران دولة إسلامية جارة مستقرة، ونحن مع إيران قوية على ألا تكون قوتها مخلباً لنهش لحمنا، نحن مع إيران ترفع يدها عن العراق، وعن لبنان، وتعترف بسيادة دول الجوار.

نحن ضد إيران /التبشير/ الذي يحاول الامتداد والتفتيت. التبشير الذي يتبنى إشكالات التاريخ، وصراعاته، ويعلن كل يوم على لسان الرادود الحرب على ( تيم وعدي ) ويثرثر حشو مجلدات من الكراهية والبغضاء والخرافة أيضاً. نحن ضد إيران المشاهد والمزارات،و ضد ولاية الفقيه، التي تريد أن تؤسس لها حيزاً في عالمنا. غضبنا من إيران ينماز تلقائياً عن غضب الآخرين هنا أو هناك. ونحن فيما عدا وذاك نمد اليد لإخوة في الدين يجمعنا بهم الشهادة والقبلة والنبي وآله والكتاب .

نعم نحن غاضبون.. غاضبون لما يجري على أرض وطننا ، نطالب بالاعتراف بآدميتنا، بإنسانيتنا، بحقنا في وطننا، أن نعيش فيه بأمن، وبحرية،  نؤدي حقه علينا ونشارك فيه بصنع القرار.

غاضبون.. من أجل الأمن، ومن أجل الحرية، ومن أجل الكرامة، ومن أجل حقنا في الاعتقاد وفي التفكير والتعبير، وحقنا في الفرص المتكافئة ، وحقنا أيضاً في الفرصة العامة والثروة العامة، والواجب العام، وحقنا أخيراً في الرغيف .

نعم نحن غاضبون من أجل عشرات الألوف من أبنائنا وإخواننا الغائبين والمغيبين في أعماق الزنازين أو في ظلمة القبور. نحن غاضبون من أجل مئات الألوف من المشردين والمهجرين والمحرومين من حق العودة إلى وطنهم ومن حق العيش الكريم فيه ؛ حالهم في هذا العالم أشد قسوة من حال مشردي اليهود من أبناء فلسطين. نحن غاضبون من دستور يفرض علينا الوصاية، ومن قانون يشرع في وطننا القتل اللئيم.

نحن أيضاً غاضبون وغضبنا له أجندته وله مفرداته وبواعثه ودواعيه. غضبنا لا يرتبط بغضب الآخرين ولا يسير في سياقاته ، ولا يصير إلى صيرورته . غضبنا ورضانا لكل واحد منهما مدخلاته ، وله أيضا مخرجاته ، وله استقلاليته وخصوصيته ، وهذا ما نعلنه دائما على الجميع .

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

03/04/2008

 

 


تعليقات القراء

 

سلمان

متى سيتحول هذا الغضب الى عمل حقيقي ؟ هذا هو السؤال المهم ...

---------------------------

مهند محمد ناجي

هل تريد الولايات المتحدة  الإصلاح بالفعل فمن إذن يحمي الأنظمة المستبدة في العالم العربي والإسلامي ومن يزودها بالسلاح والتدريب والخبرات لضمان بقائها

إننا نؤيد البرامج الغربية إن وجدت للإصلاح ولكن ذاكرة التاريخ لاتدع مجالا للشك أن الإستبداد والتخلف جرى الترسيخ لها  بوعي وعبقرية وتخطيط مبرمج  

----------------------------------

د.عبداللطيف محمد علي

ماأجمل الإنصاف وأروع الاعتدال والتوازن.بوركت يا أبا الطيب وبوركت رؤيتك وبوركت أصالة الإخوان وجرأتهم في الحق واستقلالهم وتميزهم ورحم الله شيوخنا وأساتذتنا الأصلاء الفضلاء

----------------------------------

سداد

نحن معك غاضبون نحب بلدنا ونشتاق له وغاضبون على هدار انسانيته وانسانيتنا متى نرى وطنا للانسانية حقيقيا

----------------------------------

مهند محمد ناجي

من المعروف ان النظام السوري قد اعتاد على الاستهتار بالمعايير الدولية وبالرأي العام والاعتماد المفرط على القوة  والعجز عن التعامل في إطار من علاقات التبادل والندية التي لايقوم من دونها اي  تحالف جدي ومثمر فكانت علاقات التبعية والاستزلام بدلا من علاقات التحالف فأخفق في بناء  علاقات ثابتة داخليا واقليميا ودوليا


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ