ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 28/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المفقودون

وحق الكشف عن المصير

زهير سالم*

تفجؤك الكاتبة الأمريكية (كاتي رايكس) في روايتها المقروءة عالمياً بوقفة مفعمة بالروح الإنسانية حين تكتشف بطلة روايتها تلك جثة مجهولة في قبر مجهول..!! هل هناك حقاً جثة (مجهولة!!) هل أسأت الأدب باختيار اللفظ؟! جثة مجهولة!! تعني إنساناً مجهولاً، تعني إنساناً لا ينتمي إلى العائلة الإنسانية، هذا الذي تسميه في هذا السياق الاعتباري (مجهولاً) هو ملء سمع وبصر الكثيرين من أحباب يمكن أن يوصفوا هم أيضا بالمجهولين ، هو حرقة قلب أب أو أم أو زوجة أو أخ أو ولد

تلقي عليك (تمبرنس برينان) بطلة رواية كاتي تلك إذ تفجؤها الجثة المجهولة بالاعتقاد التالي، تلقيه عليك لتتأمله إن كنت أصلاً صاحب قضية أو تنتظر مفقوداً أطلق عليه الجهلاء وصف الجهالة.

(أعتقد أن الوفيات المجهولة تشكل أقصى إهانة للكرامة الإنسانية. إن تمضية الأبدية تحت الأرض، أو الاختفاء في قبر مجهول من دون أن يعلم أحد، ومن دون أن يعلم الأحباء بالرحيل، يندرج ضمن هذه الإهانة. لا أستطيع أن أجعل الأموات يعودون للحياة مجدداًَ، لكنني أستطيع أن أعيد ربط الضحايا بأسمائهم، وأستطيع أن أغلق ملفات الذين تجاهلهم الناس لفترة طويلة. استطعت بهذه الطريقة مساعدة الأموات على التحدث ثانية، والتفوة بكلمة وداع أخيرة وأن يتحدثوا في بعض الأحيان عن الأسباب التي أنهت حياتهم..).

 أستطيع أن أعيد ربط الضحايا بأسمائهم، وأستطيع أن أجعلهم يسمعون كلمة الوداع الأخيرة، وأستطيع أن أمسح برفق على الجرح الإنساني الذي أصابهم يوم قتلوا بالطريقة التي قتلوا بها، ويوم دفنوا بالطريقة التي دفنوا بها، ويوم غيبوا بالطريقة التي غيبوا بها..

اعتبرت القوانين الدولية (حق تقرير المصير) من الحقوق الأولية للشعوب والجماعات البشرية، وها نحن نطالب اليوم وفي القرن الحادي والعشرين وأمام رئيس قيل لنا إنه شاب!! وإنه مثقف!! وإنه طبيب!!  بحق الكشف عن المصير ، مصير الأحياء والأموات على السواء!

في القرن الحادي والعشرين وفي عهد رئيس شاب ومثقف وطبيب نرانا نناضل من أجل لائحة تنظم حقوق الأموات الحق في قبر والحق في كفن والحق في كلمة وداع ...

وبعيداً عن كل المشروعات والمواقف والقضايا السياسية المركزية والهامشية، بعيداً عن الممانعة والمقاومة وعن القمة العربية وعن القضية اللبنانية وعن اغتيال عماد مغنية وعن الاختراقات الإسرائيلية العسكرية والأمنية، وعن كل أشكال الصراع على جميع المحاور؛ هناك محور إنساني ذو أولوية مطلقة المبادرة إلى دفن جثة إنسانية استوجبت الدفن ،وحفظ حقها في القبر والكفن وكلمة وداع

في بعض السياقات التي تتشابك فيها القضايا والمواقف وتتعقد أستشعر أن الإمساك عن الكتابة كتابة. أمسك أحياناً حتى لا أقول أو أُقَوَّل ما لا أريد أن أقول، أو حتى لا أُفرز أو أنفرز إلى حيث لا أريد أن أكون.. ترك الكتابة إلى القراءة هو أيضاً بعض أشكال الهروب. ولكن كاتي رايكس والقبر المجهول في (دي ويز) الأمريكية، إلى جانب عشرات بل مئات الألوف من القبور المغمورة أو المطمورة في وطني الصغير، أو وطني الكبير، لا شك يطلق القلم من العقال.

حين يوضع الجرح في إطاره الإنساني أو في إطاره الوطني، لا شك تتغير كثير من ملامح مطلبنا الأولي، في حق الكشف عن المصير والذي نتمنى أن ينزع عنه قتار السياسة.

كاتي رايكس أو بطلة روايتها (تمبرنس برينان) تؤكد قناعتها الإنسانية البراقة (يتسبب العنف بإحداث جروح في الجسد، ويتسبب بإحداث جروح كذلك في الروح. إنه يجرح المفترسين والمفتَرسين والمفجوعين كذلك. إنه يجرح الإنسانية بأجمعها. وينتقص من إنسانيتنا كثيراً..).

إنه ودائما حسب عبارتها :هوس أبدي يمارسه الأقوياء ضد الضعفاء.

كلام نتمنى أن يكون مقروءاً في أمريكا، ومقروءاً في دول الاتحاد الأوروبي، ومقروءاً حيث لا نظن أن يقرأ.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

28/02/2008

 


 

تعليقات القراء

 في رأيي لا يحق لامريكا ان تتحدث عن الجثث المجهولة لانه و بصراحة حتى موتاها لا تعلن عن اعدادهم الحقيقية من الجنود الدين يموتون كل يوم في مختلف نقاط الحرب في العالم خصوصا في العراق


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ