ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 27/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المعارضة السورية واستعلاء المستضعفين

زهير سالم*

المحنة التي يعيشها شعبنا السوري في أبعادها السياسية والمدنية والاقتصادية والإنسانية تطال من حقوقه الآدمية الأولية الحقوق التي توفرت للانسان الأول قبل أن يكون نظام أو حضارة . يجدل سداة هذه المحنة بلحمتها داخل وخارج متواطئان. فقد كان شعبنا خلال نصف قرن مضى ضحية لصفقة لئيمة أخرجته من (الحياة) السياسية والمدنية بكل مستوياتها ؛ خدمة لمشروع مفروض على المنطقة لا تخفى على اصحاب البصيرة أبعاده .

وحين تفتح ملفات هذه المحنة في أي محفل من المحافل يزيدك من يستمع إليك علما، وهو يبتسم، فإذا هو يعلم أكثر مما تعلم ، ويمتلك من التفاصيل أكثر مما تمتلك ، ويعلم عن بؤر الظلم وأقانيم الفساد وسياساته ووقائعه أكثر من حكايات عامة بل أرقاماً ووقائع موثقة ، يدرك بيقين أكبر من قتل الحريري وبقية السلسلة الذهبية من رجال لبنان ، ويعلم عن تدمر وحماة والقانون 49/1980 وعن سجل المفقودين وعن اعداد المغيبين وعن المليارات من دم الشعب السوري وعرقه التي تتحول (أوتوماتيكياًُ) إلى بنوك لم نسمع نحن بأسمائها . ومع ذلك يمط شفتيه ، وهو يقلب أوراق علاقاته السياسية مع (هكذا) نظام !!

وعندما تلح عليه بالحديث عن حقوق شعب مقهور ومستلب ومنسي ، وعندما تمر على الروابط التي تستنهض المخاطب إلى النصرة ، فتذكر العروبة والإسلام ، تحذر من سرطان جديد بدا يتفشى في المدن و القرى السورية استكمالاًَ لحلقة ، وإحكاماً لأمر يكون له ما بعده ، يلتفت إليك ببراعة دبلوماسية ليطرح عليك سيلاً من الأسئلة ، كثيراً ما تعودت أن تطرح عليك ، تبدأ من الحديث عن فلسطين والقدس والجولان مرورا برأيك في عقوبة الاعدام ومكانة المثليين وتنتهي بلون ثياب المرأة أو بقطعة القماش التي يمكن أن تضعها على رأسها.

وحين تتحدث عن شعبك ، الشعب المستضعف المقهور والمنسي ، لا يعدم صاحبك أسلوباً لبقاً ليخبرك ، بل إنه موضوع تحت المجهر ، وأن كل كلمة تخط بحق سورية موظفة بسوء نية مبسق في سياق ..

الشعب السوري في بيت الوبر والمدر تحت المجهر هناك من يلحظ دائماَ أن مسجداً أو مصلى قد بني في أعماق بادية الشام ، أو في الجزيرة العليا من ديار بكر حيث يمكن أن يصلي (معاً) (معاً) كرد وعرب !!

وهناك دائماً من يلحظ أن هناك حوانيت تغلق ساعة الجمعة ، وأن هناك مؤذنين يؤذنون لصلاة الفجر ويرفعون الصوت بالصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه (أجمعين) ، ليكرس من ثم قرارا بالحرمان المزدوج من ابسط الحقوق الآدمية . والحقوق الآدمية هي صورة أدنى وابسط من الحقوق الانسانية التي أقرتها الشرائع والمواثيق التي يترنم بها المترنمون.

حق الحياة ، الحياة البيولوجية المحضة ، الحق في قبر ، والحق في الإخبار عن الوفاة، وحق الاحفاد من الجيل الثالث في البراءة من جرائر أجدادهم الحق ، في وثيقة تثبت الانتماء الوطني والهوية ، يحرم منه مئات الألوف من المواطنيين الكرد ومن غير الكرد أيضاً ، ليكون عدل في الظلم عن مثل هذه الحقوق تناضل المعارضة السورية وتدافع وكل الشرف للنخب العربية من رجال سياسة وقادة رأي وأحزاب دينية ومدنية على السواء ..!

حين تسمع أن المنظمة الدولية تناقش إلغاء عقوبة الإعدام عن القتلة وقطاع الطرق والمغتصبين تعجب أن أكلة (الكيك) هؤلاء لم يسمعوا أو هكذا يريدون أن يظهروا بالقانون 49/1980 الذي ما يزال ينفذ حتى الساعة على أبناء و أحفاد...

وعندما تتوقف عند مفردات الصراع بين صناع المحنة هذه ، بين الشركاء المتشاكسين في الداخل و الخارج تجد ان لا ضحاياالدمار في تدمر وفي حماة كما لا عارف دليلة ولا ميشيل كيلو ولا كمال اللبواني ولارجالات إعلان دمشق الذين اعتقلوا أخيرا قد مروا على أجندتهم أو قد خطروا لهم على بال .

مشروع الشعب السوري ، دعوة للحياة والانجاز ،ولتجفيف مستنقعات الفساد ودك أساطين الاستبداد ، وهو مشروع وطني سوري له ذاتيته وله استقلاليته ، وهو مصنف مسبقا نقيضاً لمشروع الشركاء المتشاكسين .وفي غمرة الصراع بين الشركاء هؤلاء ، ربما يحتاج بعضهم إلى مقبض عصا .. (أتوكأ عليها ، وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب آخرى) فينعقد في دمشق اللقاء الوطني لقوى إعلان دمشق ، ليكون انعقاده رسالة ، أو يستقبل في غير دمشق فريق هنا وآخر هناك ليكون جواب . ثم تتطاير الأوراق والتصريحات رماداً يجعل الرؤية أكثر صعوبة على الكثيرين ، ويعطي ذرائع للكثيرين .

ومهما يكن من أمر فليس لشعب سورية ، مهما استضعف أن يشعر بالضعف . وليس للعمارضة التي تمثله أن تنفك عن مشروعها أو أن تكون رهن إشارة أي كان . يطول الزمن أو يقصر، وتنكسر النصال على النصال ، وتعظم التضحيات ، المهم أن تبقى المعارضة السورية وفية لسورية الوطن ، وللأمة التي ينتمي هذا الوطن إليها .والمهم أن تنتقل الراية ناصعة لأجيال الغد لتننعم بالحرية والعدل و المساواة أو لتكمل الطريق إلى الحرية والعدل والمساواة .

وعلى أساس الالتزام بالمشروع ، والانخراط فيه ، والوفاء بالالتزمات القومية والاسلامية والانسانية والحضارية تتحدد المواقف وتبنى السياسات .

لكل أحرار سورية ، وحملة مشروعها ، للرجال والنساء القابعين والقابعات وراء القضبان من قيادات إعلان دمشق ومن سبقهم ومن يمكن أن يلحق بهم ، ولكل المرابطين في الميدان على ثغراتهم...

(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)

وأول الهزيمة أن يفارقنا شعور الاستعلاء، وأن تتمكن منا عقدة الاضطهاد و الاستضعاف ، فيكون فينا من يعلن أنه ألا مخرج لنا ولا مولج إلا بحبل من الناس !!

 

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

27/12/2007

 


تعليقات القراء

خالد

بالقوانين وبالزنازين والمجرمين وخلال كل هذه السنين ألحق  البعثيون كل الشعب وعينوهم بالمعارضة والاخوان المسلمين ....

فيا شعبنا العظيم متى تزحف نحو قصر المهاجرين لتزيح ظلم الظالمين وتسحق الباطل واعوان الفاسدين...

----------------------------

توتة

الموضوع جا رائع ومفيد .. أدعو الله أن يوفق كاتب الموضوع وناشره وقارئه وناقله لأعلى الدرجات في الجنة ، وجزاكم الله خيرا

----------------------------

احمد حسن

الشعب السوري شعب ذكي مهما حاول النظام استغفاله وهو شعب قوي مهما حاول النظام استضعافه وهو شعب محب للحرية مهما  حاول النظام استعباده . وشكرا

-------------------------------

سداد عقاد

رائع انت دائما يا ابا الطيب ورائعة مقالاتك

-------------------------------

نادية جمال الدين  - الحلبوني

اخي الفاضل - يقول المثل  ماحك جلدك مثل ظفرك - لا اعتقد ان المنظمات الحقوقية كلها الا السورية منها يهمها قضية الشعب السوري ومعاناته لان ماوقع على الشعب السوري منذ اغتصاب السلطة عام 1963  وماتلى ذلك من اغتصابات من قهر وذل وانتهاك لحقوق الانسان السوري يفوق بكثير كل تصور بل سمعت من ابناء سوريا ومن المثقفين منهم على وجه التحديد انه يرضى بأقل حقوق للحيوان في العالم بل يعتبر ان الحيوان في اوطاننا اكثر حرية واكثر نيل للحقوق من المواطن السوري في ظل هذا  النظام اللعين لكن السؤال الذي يحيرني والذي لم اجد له جوابا مقنعا من احد هو لماذا الشعب السوري خائفا الى الان الى هذه الدرجة وممن يخاف  - المخابرات السورية هم بشر وان كان البعض منهم متوحش  ان كسر عقدة الخوف هو من اهم العوامل التي تحرك هذا الشعب لنيل حريته وحقوقة هؤلاء المخابرات يخافون ايضا واكثر من الاحرار لانهم عبيد المواطن السوري يملك من المؤهلات الكثيرة لاسقاط النظام وصدقوني ان هذا النظام مع مخابراته اوهن من بيت العنكبوت وهو يعتمد على التهديد واخافة الاخر وهذا كل مافي الامر والسلام

-------------------------------

دايم الشوق

بارك الله فيك وأدامك زخراًًً للوطن وأود أن أونوه بأن على شعبنا مسؤلية كبيرة ان لم يستطيعوا ان يؤازوا هؤلاء الأبطال من اعلان دمشق فأقلها ان لا ينافقوا بالحديث عليهم أمام اجراء النظام

-------------------------------

سليمان

لو يفيدني احد ما بالحكمة التي مات عليها الرئيس حافظ موتة عادية ككل الناس ولم يلاق الجزاء الذي يلقاه كل ظالم و متغطرس فالرجل اثخن الجراح في شعبه و من ثم مات بكل هدوء ... هناك حكمة في الموضع اريد ان اعرفها على ضوء ما لاقاه فرعون و هامان  وقارون و ابوجهل و تشاوتشيسكو ..الخ .. و هذا السؤال بحاجة الى اجابة مقنعة و حقيقية حتى استطيع ان استبشر بنهاية بشار ...

-------------------------------

الدكتور نبيل عبد الجبار الحلبي

ابشر ابا الطيب فإن شعور الاستعلاء بالإيمان يجري في دمائنا ودماء كل الأحرار ولقد أرضعناه أبناءنا ونراه في أحفادنا و (إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) ولن يغلب عسر يسرين جزاك الله عن كل الأحرار والمستضعفين خيرا يا صوت الأحرار والمستضعفين وبارك في (مركز الشرق العربي) وفي كل العاملين فيه


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ