ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 02/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الخد السوري الأنعم

أضرب الجبان ضربة ينخلع لها قلب الشجاع

زهير سالم*

مازالت التحليلات حول الاختراق الإسرائيلي للفضاء السوري تتوالى. ويجمع المحللون والمراقبون على أن أمراً خطيراً قد وقع. وعلى أن للطرفين (الضارب والمضروب) مصلحة في التعتيم على ما جرى. إسرائيل لأسباب كثيرة منها أصلاً التمتع بعناقيد العنب بعيداً عن الشجار مع الناطور. ولم تكن التصريحات الرسمية الإسرائيلية الموادعة، عقب الضربة والتي أطلقها بيريز وأولمرت حول أهمية الرئيس السوري ودوره واستعداد إسرائيل للتفاوض معه، تعبيراً عن حقيقة مغيبة، لحاجة في نفوس أبناء يعقوب، فقط؛ وإنما كانت محاولة أيضاً للاسترضاء وتهدئة الخواطر ولعق الحلاوة بالعقول، وقد كان.

ولم يكن في مصلحة سورية أن تكشف عما حصل لأنها لا تريد أن تنكشف أمام الرأي العام الوطني والعربي، كما أنها لا تريد أن تظهر حجم الضرر أو الكارثة، أو عمق الجرح في لحظة تشعر فيها أن الشامتين في المنطقة أصبحوا أكثر من المؤيدين أو حتى المشفقين.

الملاحظة الأخيرة ـ حول رد الفعل الصامت العربي والوطني على الاختراق الإسرائيلي ـ والتي التقطها دنيس روس في تقريره لا تقتنص من واقع، وإنما هي وليدة تطلعات حالمة في نفسية الرجل الذي مثل دور (الوسيط المنحاز) طوال عمله في منطقة الشرق الأوسط.

كل المختلفين مع النظام السوري في الداخل وفي الجوار العربي والإسلامي لن يكونوا أبداً من المتفرجين إذ يجد الجد وتتعرض سورية لأزمة حقيقة على أيدي الإسرائيليين أو غير الإسرائيليين من المهددين الخارجيين.

ولقد مثلت الحالة العراقية حالة شاذة في تاريخ الأمة. لن يجد أحد في سورية (أحمد جلبي) متبوعاً ولو بعشرة رجال!! ولن يجد أحد في سورية طالباني أو برزاني يركن إلى عشيرة أو بشمركة تذهب مذهبهما في عقر الناقة للحصول على أذنها. الوضع السوري بتركيبته الوطنية الدينية والمذهبية والعرقية يشكل تلاحماً متقدماً رغم الاختلاف القائم. والمتطلعون من أصحاب النفوس الضعيفة لن يجدوا أبداً السلم الذين يرتفعون هبوطاً عليه.

حكام سورية صمتوا، وكان لهم مصلحة في الصمت، لأن الحديث عن الحقيقة يحملهم مسؤولية أكبر تجاه الوضع الذي آل إليه أمر الجيش والقوات المسلحة بمنظومته المتشابكة. ولأن الحديث عما جرى يقتضي منهم تحمل مسؤولية رد على حجم الفعل الإسرائيلي المستنكر والمدان.

صمتت إسرائيل وصمتت سورية وتحدث المحللون المطلعون وأنصاف المطلعين وأرباع المطلعين وأحياناً مدعو الاطلاع وأصحاب الأغراض والغايات فقيل: اختراق بري سبق الاختراق الجوي، وقيل  صواريخ كورية، معدات ومواد نووية. وتحدثوا عن طرق عبور الطائرات، الشواطئ السورية، واستخدام الخط التجاري، الدخول من فوق طرطوس إلى حلب إلى شمال شرق، الخروج عبر تركية، إلقاء خزانات الوقود. قذائف جو أرض وتدمير المنشآت، بل مجرد اختراق جدار الصوت، كل هذا قيل، وكل هذا تداولته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.

في تحليل مواز وجدير بالاعتبار يقول محللون آخرون بأن سورية لم تكن هي المقصودة، وأن مركز الأبحاث الزراعية في منطقة دير الزور لم يكن أبداً هدفاً استراتيجياً، ولكن الحقيقة أن المقصود بالعدوان هو إيران ومنشآتها النووية. ولكن الخد السوري كان هو الخد الأنعم وأن إسرائيل استعارت حكمة عنترة عندما قال أضرب الجبان ضربة ينخلع لها قلب الشجاع أو المثل العربي الذي يقول (كالثور يضرب إذ عافت البقر).  وهذا الذي لا نتمنى أن يكون.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

02/10/2007

 

 


تعليقات القراء

 

عهود

عندما نريد الحريه لابد من الصراع حتى مع دواخلنا ولابد من الدفاع عن هويتنا التي تكاد تتلاشا في هذا الزمن المتلاشي زمن تشتت فيه كل شي واصبحنا بقايا بشر ولكن فلنقاوم ليبقى ما تبقى

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ