ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 01/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


سقوط الهويات أو نهاية التاريخ

زهير سالم*

يرى البعض أن العصر الذي نعيش هو عصر سقوط الهويات. حيث يدعون إلى الانطلاق في الفضاء المعولم بأبعاده الحضارية والفكرية والسياسية والاقتصادية، مع التجرد من كل مكونات الذاتية الحضارية أو القومية أو الوطنية أو حتى الفردية.

وفي ظل قانون مثل قانون السوق الذي يمد ظلاله إلى عالم الفكر والسياسة يمارس (القوي ـ الغني ـ المتعلم) دور المعطي ويُخضع (الضعيف ـ الفقير ـ الأمي) لدور القابل. يصر دعاة سقوط الهوية على أن التمسك بالهوية في عصر العولمة بات أمراً سخيفاً، وأن المواجهة مع (الآخر) حيث لا ينبغي أن يكون على المسكونة (آخر) غدا أمراً لا معنى له سواء كانت المواجهة إيجابية أو سلبية. حالة تعني القابلية الراضية بالذوبان والتلاشي للضعيف في القوي وللفقير في الغني وللأمي في المتعلم.

منذ القديم والعالم يشهد صراعات غير محدودة بين القوى والأفكار والثقافات. وفي حالات محدودة في التاريخ البشري اقترنت الحكمة بالقوة بل ظل الصراع دائراً حتى في داخل المجتمعات المنغلقة على نفسها.

ودائماً شكلت الهويات، حصناً ودرعاً حمت الوجود الإنساني، أو الحكمة الإنسانية، بمنظور أصحابها في ساعات ضعفهم، لئلا يؤخذوا بالذوبان والانحلال.

إن الدعوة إلى الإنسان عديم اللون والطعم والرائحة هي دعوة أيضاً إلى هوية، وهي دعوة يمارسها سماسرة السوق الفكري والاقتصادي لتجنيد المزيد من الأقنان في مشروعاتهم، وللاستثمار في الإنسان كأداة للإنتاج وقناة للاستهلاك، وتجريده من أي درع واق يقي حقيقته الغضة من لفح الهواجر.

الذين ينساقون في مشروع تحطيم الهوية من بني جلدتنا، وإن تكلموا بألسنتنا، هم أناس أحبوا أن يسبقوا إلى ما يظنونه مكان سمسار في سوق نحاسة جديد.

إن الاعتزاز بالذات هو أول مفردات الهوية الذاتية لأبناء الأمم والحضارات. وهذا الاعتزاز بالذات الحضارية والدينية والقومية والوطنية هو الذي يجعل أبناء الأمم يعملون عقولهم فيما يقبلون وما يرفضون.

وهو الذي يجعلهم يمايزون بين الحق من الباطل والخير من الشر والحسن من القبيح على أساس الحكمة التليدة التي تشكل ملامحهم النفسية والعقلية وتضبط أنماط سلوكهم وتميزهم عن الآخرين.

وهو الذي يجعلهم يدخلون مضامير الحياة المختلفة منافسين أشداء يعتدون بإنسانيتهم، ويحترمون ذواتهم، كما تجعلهم ينظرون إلى الآخرين بندية وإن كانوا في حالة ضعف أو فقر أو تخلف.

الدعوة إلى سقوط الهوية دعوة إلى ذوبان (الإنسان ـ الأمة) في مرحلة من مراحل ضعفه التاريخي أو تخلفه الحضاري، دعوة يسوقها الأقوياء والأغنياء ليفرضوا على العالم حتمية نهاية التاريخ. التاريخ لن ينتهي والمستضعفون في الأرض قادمون قادمون.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

01/10/2007

 

 


تعليقات القراء

 

هذه بلدي

من سنن الله عز وجل في الأرض أن جعل قوانين من يتبعها حتى ولو كان كافرا" ساد هذه الأرض ، ومن يترك هذه السنن حتى ولو كان مؤمنا" داسته الأقدام.

وآية ( وأعدوا لهم ... ) إحدى هذه السنن الربانية ، والأمة الإسلامية بشكل عام والعرب بشكل خاص ، تركوا هذه السنة الإلهية ، إلا من رحم ربي من أفراد ، أو جماعات مبعثرة هنا أو هناك.

إن حفاظ الأمة على هويتها ، وضمان عدم ذوبانها مرهون بعودة هذه الأمة إلى ماسنه الله لها ، وعندها ستعود صمام أمان للعالم أجمع ، تحافظ على نفسها وعلى غيرها من الأمم والأعراق .

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ